كلنا نعلم أن واقع الحياة الاقتصادية في كل مجتمعات العالم قد فرض على منشآت الأعمال الصناعية أو الخدمية التي وضعت لنفسها استراتيجية قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى- أن تعيش في جو تنافسي مستمر بحثًا عن تحقيق هدف غال وثمين ومحدد ألا وهو
To enhance customer satisfaction by meeting customer requirements، تحقيق الرضاء الكامل لعملاء وزبائن وكل المستفيدين من هذه المنشآت وسواء كانوا مستفيدين داخليين وهم منسوبو هذه المنشآت من موظفين وعمال في كل مستويات الإدارة أو مستفيدين خارجيين وهم زبائن المنشأة ومالكي أسهمها أو المجتمع الذي تعيش فيه هذه المنشآت... ورضاء العميل الكامل وتحقيق متطلباته واحتياجاته وتوقعاته هو كلمة السر الحقيقية في أي نجاح مالي أو معنوي تكون حققته أو تحققه بالفعل أو تخطط لتحقيقه أية منشأة وفي أي قطاع كان من قطاعات العمل التي تصب في النهاية في خدمة الاقتصاد الوطني لكل دولة وتصب في اتجاه رفاهية المواطنين في كل دولة ويتمثل ذلك في الإحساس الفعلي والملموس من جانب المواطنين أنهم يتلقون أو يشترون بمالهم منتجات صناعية أو خدمات تتميز بأعلى درجات الإتقان والجودة وطبقًا للمواصفات القياسية الدولية المتعارف عليها.
وفي هذا المقال سوف نتناول بإيجاز موضوع تطبيقات نظم الجودة داخل المنشآت الصناعية والخدمية ودور هذه التطبيقات في تقليل وتخفيض وتقليص ولن نقول المنع التام للعديد من المخالفات الإدارية والسلوكية داخل منشآت الأعمال التي نسعى لتركيز الضوء عليها بهدف التعرف عليها وعلاجها العلاج المناسب الذي يتوافق وطبيعة عمل كل منشأة وصولاً لنشر ثقافة الجودة قولاً وفعلاً من خلال التنبيه والنصيحة والتدريب ثم بعد ذلك باستخدام الإجراءات التصحيحية والوقائية المناسبة. وفي البداية قد يكون مناسبًا الرجوع لنصوص مواصفة قياسية دولية شهيرة تقوم بتطبيقها اليوم أكثر من مليون منشأة أعمال حول العالم... وهي المواصفة القياسية الدولية الشهيرة – الآيزو 9001 – والمعنية بتطبيق متطلبات نظم إدارة الجودة Qualitymanagementsystems– Requirements
في منشآت الأعمال الصناعية والخدمية ... في البند السادس من هذه المواصفة القياسية الدولية والذي يحمل عنوان: إدارة الموارد Resourcemanagementتأتي عدة بنود فرعية تحمل عناوين هامة وهي توفير الموارد ثم الموارد البشرية، ويتحدث عن الكفاءة والتدريب والتوعية ثم البنية التحتية ثم بيئة العمل
Provisionofresources– Humanresourcesنظم الجودة داخل المنشآت الصناعية والخدمية كيف نقلل المخالفات الإدارية والسلوكيةcompetencetrainingandawareness) - Infrastructure– Workenvironment.
وقد يكون مناسبًا أن نتناول بإيجاز متطلبات هذا البند السادس , وأن نعتبر ذلك عملاً من أعمال المشاركة الإيجابية في نشر ثقافة الجودة داخل منشآتنا الصناعية والخدمية ومن كل الأحجام كبيرة ومتوسطة وصغيرة وحكومية كانت أو خاصة وسواء كانت هذه المنشآت حاصلة على أي من شهادات الجودة والتميز المحلية أو الإقليمية أو الدولية أو تسعى نحو ذلك بشكل أو بآخر وبصورة أو غيرها ... ينص هذا البند السادس على أن أي منشأة صناعية كانت أو خدمية لابد أن تلتزم بالأمور الآتية حتى يمكننا تصنيفها ضمن المنشآت التي تسعى نحو الجودة والتميز وإرضاء كل عملائها وتحقيق التطوير والتحسين المستمر:
1) تحديد وتوفير الموارد اللازمة لتطبيق نظام إدارة الجودة والمحافظة عليه مع التحسين المستمر لفاعليته.
2)تعزيز رضاء الزبون بالوفاء بمتطلبات الزبون.
3) أن يكون الأفراد القائمون بأعمال تؤثر على تطابق متطلبات المنتجات أو الخدمات ذوي كفاءة على أساس التعليم والتدريب والمهارة والخبرة المناسبة.
4) تحديد الكفاءة الضرورية للأفراد القائمين بأعمال تؤثر على تطابق متطلبات المنتجات والخدمات.
5) توفير التدريب أو اتخاذ أفعال أخرى لتحقيق الكفاءة اللازمة.
6) تقييم فاعلية ما اتخذ من أفعال.
7) التأكد من أن الأفراد على وعي بعلاقة وأهمية أنشطتهم وكيفية مساهمتهم في تحقيق أهداف الجودة.
8) المحافظة على السجلات المناسبة للتعليم والتدريب والمهارات والخبرة.
9) تحديد وتوفير الموارد للمحافظة على البنية التحتية اللازمة لتحقيق مطابقة المنتجات والخدمات للمتطلبات وتتضمن البنية التحتية على سبيل المثال وليس الحصر: المباني وأماكن العمل والمرافق اللازمة لها – معدات وأجهزة العمل أيًا كان نوعها –الخدمات المساعدة مثل النقل والاتصالات ونظم المعلومات.... إلخ.
10) تحديد وإدارة بيئة العمل اللازمة لتحقيق مطابقة المنتجات والخدمات للمتطلبات – ومصطلح بيئة العمل يشمل الظروف التي يؤدي العمل تحتها مشتملة الظروف البدنية للعاملين والظروف البيئية المحيطة مثل الضوضاء ودرجة الحرارة والرطوبة والإضاءة والجو .... إلى آخره. وأنتقل من بند مواصفة الآيزو، إلى تقديم حالات واقعية على سبيل المثال وليس الحصر لرصد عدد من المخالفات الإدارية التي قد تقع وتحدث داخل منشآت العمل الصناعية أو الخدمية أثناء وقت العمل الرسمي والمعلن والمعروف للجميع... ويأتي هذا التقديم التالي والموجز بهدف نشر ثقافة الجودة بشكل عام...ثم بهدف التنبيه لأهمية بعض هذه المخالفات داخل منشآت الأعمال وتأثيرها السلبي الفادح على مدى ودرجة جودة المنتجات الصناعية أو جودة الخدمات التي تقدمها للجمهور.. ثم في النهاية أرى فيها دعوة للإخوة المديرين في كافة المنشآت لاتخاذ الإجراءات التصحيحية والوقائية المناسبة والعادلة والنزيهة والحاسمة والفورية وليست الظالمة أو الجائرة أو المتهورة أو البطيئة أو الكسولة... وبما يساهم في منع وتجنب العديد من الحوادث والإصابات والعياذ بالله وبما يرتقي بنا إلى درجة تطبيق النصيحة الإسلامية الخالدة: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).

بقلم: محمد هشام عقيلي