إذا أمعنا النظر في أنماط وسلوكيات مديري بعض المؤسسات والمصالح وحتى لا نظلم الكل فإننا نقول بعض المديرين، ولو راقبنا أحد المديرين في تلك الدوائر وهو يؤدي عمله، بدءًا من الطريقة التي يدخل فيها إلى مكتبه إلى أن يخرج منه، لبرزت لنا أمور كثيرة، تبين أول ما تبين الفارق بين الأسلوب الإداري الناجح والفاشل، كما يتضح لنا كم هي الإدارة مظلومة كعلم وفن، عندما نجدها تُغتال في عصر الانفجار المعرفة الحادث فى شتى مجالات الحياة، ستظهر لنا أمور غريبة تلصق بالإدارة وهي بريئة منها, فيحاول المدير أن يظهر في صورة غير الصورة الحقيقية لشخصيته، فيتظاهر بالتعالي والكبرياء والغطرسة على المرؤوسين، وأنه يفهم الأمور بطريقة أفضل منهم، ويتلذذ بإصدار الأوامر والتعليمات، ولا يتردد في توبيخ المرؤوسين ولومهم، ولو كان ذلك على مشهد من زملائهم.
والإدارة من أهم المجالات التي خاضتها العلاقات الإنسانية فالمدير الناجح هو الذي يستطيع كسب تقدير الآخرين ويستفيد بأحسن ما لديهم من قدرات ويكون ذلك كله عن طريق العلاقات الإنسانية التى تعطي سلطات غير رسمية أقوى من الرسمية تساعده على ممارسة القيادة الناجحة وتقبل الآخرين لتوجيهاته النابعة من مشاركتهم في كافة الخطوات والإجراءات.
وقد حدد القران الكريم أهم المبادئ التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية والتي لابد أن يطبقها المدير لبناء العلاقات الإنسانية في عمله الإداري:
1. التواضع: قال الله تعالى }واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين{ الشعراء(215) وهي سمة لابد من توفرها في المدير التربوي حتى يألفه الآخرين ولا يجدوا حرجًا في سؤاله ومناقشته والبوح له بما في نفوسهم.
2. التشجيع : قال الله تعالى }ولا تنسوا الفضل بينكم{ البقرة 237فالمدير الجيد لابد أن يختار من أساليب التشجيع ما يناسب موظفيه مراعيًا في ذلك الفروق الفردية.
3. التعاون: قال تعالى }وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان{ المائدة 2 فلابد للمدير التربوي أن يشجع العمل الجماعي(TeamWork) وإشعار المرؤوسين بأنه واحد منهم.
4. الشورى: قال تعالى}وشاورهم في الأمر{ آل عمران 159 وللشورى أهمية عظيمة في المجال الإداري حيث تؤدي الشورى إلى تقوية رابطة الألفة والمحبة بين القائد والعاملين وتحقيق الراحة والرضا والطمأنينة مما يؤدي إلى سرعة تقبل القرار والعمل على تنفيذه بالصورة المطلوبة. العدل: قال الله تعالى }... وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ....{ الأنعام 152فالموضوعية والبعد عن التحيز من أهم سمات العدل لدى المدير.
6. القدوة الحسنة: قال تعالى }لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .....{ كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا حيث ألف بين القلوب وجمع الناس من حوله بتلك الأخلاق.
7. المسؤولية : قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) }كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته{ فالشعور بالمسئولية يؤدي إلى الإحساس بالإيثار وحب الآخرين.
8. الرحمة: قال تعالى }محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...{ سورة الفتح 29 فالرحمة بين العاملين تعتبر أهم ركائز العلاقات الإنسانية.
ومن كل ما سبق يمكن تحديد مجموعة من التوصيات لاختيار المدير الناجح أهمها:

  • إعطاء تشكيل لجان اختيار مديري المصالح والدوائر الاهتمام المناسب، والتأكد من أن الأعضاء سيلتزمون بتطبيق الصفات الأساسية التي ترغب قيادة الوزارة في توفرها فيمن سيتولى هذه المهمة الكبيرة.
  • التأكيد على عدم تعيين أي مدير مصلحة إلا بعد قيامه بالتدريب حدًا أدنى يحدده النظام ، بحيث يكون توليه للعمل الإداري تدريجيًا وتسلسليًا حسب خطة المسار الوظيفي.
  • المراجعة المستمرة لقواعد الاختيار للتأكد دومًا أنها تتفق مع التطوير الذي يحدد في قطاع عمل المدير.
  • إيجاد قاعدة معلومات دقيقة ومحدثة عن المديرين والبرامج التدريبية التي سبق لهم المشاركة فيها ومعلومات عن الموظفين المتميزين والمؤهلين ليكونوا مديري الدوائر في المستقبل.
  • هذا يأتى من الجانب الإداري فى التعيين ولكن هناك مبادئ يجدر بالمدير الجديد أن يضعها فى حسبانه عند قيامه بعمله.
  • أنا لست أهم من الموظفين، أنا فقط أكثرهم مسئولية.
  • لن أستطيع قيادة الناس بدفعهم من الخلف إذ يجب أن أسير أمامهم أولاً.
  • انسَ «أنا» تذكَّر «نحن».
  • يرزق الله تعالى الطيرَ الحبَّ، لكن الحَبَّ لا ينبت في الأعشاش.
  • قائد الفريق يبنيه .. ويُحْرِز به أهدافًا.
  • عندما يتحدث عاملك عن نفسه لا تقاطعه أبدًا.
  • كلما ساعدت الآخرين على النجاح .. ازددت نجاحًا.
  • الصمت وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي.
  • تستطيع أن تكسب موقفًا من زميل، لكن الأفضل أن تكسب قلبه .. لا الموقف.


بقلم: إيمان فتحي