لن تصبر على المهنة إلا إذا كان لديك حرص على التعلم المستمر ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لا يُستطاع العلم براحة الجسم » [رواه مسلم] ، ولن تصل إلى السعادة في الصبر عليها إلا بشروط، هي: بذل الوسع ، صدق الطلب ، ويؤكد هذا ابن الجوزي حين يقول : «تأملت عجبًا، وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه ويكثر التعب في تحصيله، فإن العلم لما كان أشرف الأشياء لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار وهجر اللذات والراحة...». يقول الشافعي: «حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارضٍ دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصًّا واستنباطًا ، والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه». وقد قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟! فرد عليهم وقال: «بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب».