ما من شك أن التدريب والتنمية من الأمور الضرورية والمهمة التي تدخل في كافة المجالات والأنشطة، سواء كانت صناعية، أم تجارية، أو فنية، أم تعليمية، أم رياضية... إلخ. فما من مجال إلا ويحتاج إلى تدريب وتنمية متواصلين، فالتدريب يمكن المتدرب من تطوير وتنمية ذاته، من خلال إكسابه معلومات ومهارات جديدة، مما يساعد في زيادة خبراته، ومن ثم تقدمه بصفة مستمرة ومتواصلة، مما يعود عليه بالنفع الشخصي المتمثل في زيادة في العائد المالي، يمكنه من العيش الكريم، ومتمثل أيضًا في تقدير معنوي، يرفع من روح المتدرب المعنوية، مما يزيد من نشاطه وإنتاجيته.. ومن ناحية أخرى يعود التدريب والتنمية على الكيان الذي يلجأ إليه ويوفره للعاملين لديه، يعود بالنفع المالي الكبير، إذ إن امتلاك العمالة الماهرة المتعلمة، المدربة، ذات الخبرة والكفاءة تعد أحد أهم مكونات المنافسة بين المنظمات والشركات والمؤسسات.. فرأس المال الفكري المتمثل في العمالة تعول عليه المنظمات أو الشركات والمؤسسات خاصة العاملة في المجالات الصناعية والتجارية الكثير والكثير.. فعن طريق كفاءة هذه العمالة بالإضافة إلى توافر الإمكانات المالية، والآلات والمعدات والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة، تستطيع المنظمة أن تقدم منتجات أو خدمات ذات كفاءة عالية ومتميزة، تمكنها من الوجود بقوة في سوق محلي وإقليمي ودولي يتسم بالمنافسة الشديدة، فالمنتجات أو الخدمات الرديئة أو المتوسطة لا تجد لها مكانًا في الأسواق، ومن ثم تتعرض المنظمات أو الشركات المنتجة أو المقدمة لهذه المنتجات وتلك الخدمات للخسائر المتتالية، وتتعرض لفقدان حصتها السوقية إن كان لها حصة، ومن ثم تتعرض للإفلاس والانهيار.

ما الأهمية الاستراتيجية لعمليات وبرامج التدريب والتنمية داخل المنظمة؟
أصبحت الاستراتيجيات سمة من سمات العصر، فالمنظمة الناجحة هي التي تعتمد على الفكر والتخطيط الاستراتيجي، فنراها تضع الاستراتيجية العامة للمنظمة ككل، والاستراتيجية الخاصة بالإدارات، والاستراتيجية الخاصة بالأعمال والأنشطة بما فيها بل وعلى رأسها استراتيجية التدريب والتنمية لكافة الموارد البشرية العاملة داخلها، فضلًا عن التدريب والتنمية للعاملين في الهيئة الإدارية.
إن الأهمية الاستراتيجية لعمليات وبرامج التدريب والتنمية ترجع الهدف الذي تسعى إليه المنظمة، وهو تقديم المنتج أو الخدمة، التي تحمل الجديد والفريد إن أمكن، أو التميز على مثيلاتها.. فعلى سبيل المثال: هناك العديد من الشركات التي تنتج رقائق البطاطس، وتزدحم بها الأرفف في المولات والسوبر ماركت وحتى البقالات الصغيرة، ولكننا نجد أن الزبون يفضل نوعًا أو نوعين فقط من كل هذه المنتجات المتشابهة.. بالتأكيد يعود هذا إلى الجودة التي تتمثل في نوعية ثمرة البطاطس، والنكهات التي تضاف إليها، ووسيلة التغليف الجذابة... إلخ فكل هذا يجذب الزبون إليها، ويجعله يفضل هذا المنتج على غيره وتكون المنظمة بذلك قد حققت حصة سوقية أكبر بكثير من نظيراتها من المنظمات التي تنتج نفس المنتج.. فرضا العميل أو الزبون أو المستهلك هدف استراتيجي تسعى إليه كل المنظمات والشركات في ظل المنافسة الشرسة التي تتسم بها الأسواق.. وهذه المنافسة الشرسة زادت من الدور الاستراتيجي المهم والرئيس والضروري للتدريب والتنمية داخل المنظمات والشركات.. إذ عن طريق التدريب والتنمية تتمكن المنظمة من رفع كفاءة العاملين لديها، وتزيد من قدرتها على الإبداع فيما يصنعون، والابتكار وتقديم منتجات أو خدمات جديدة متميزة وذات جودة.

برامج التدريب.. أهم الوسائل الفعالة لمواجهة عدم الوعي
إن عمليات أو برامج التدريب والتنمية أضحت ضرورة ملحة في المنظمة أو الشركة أو المؤسسة في عالمنا اليوم، فهذه العمليات أو تلك البرامج الخاصة بالتدريب والتنمية داخل المنظمة أو الشركة، تعد اليوم من أهم الوسائل الفعالة التي تستخدمها المنظمة أو الشركة أو المؤسسة في مواجهة تحديات البيئة الداخلية داخل المنظمة أو الشركة أو المؤسسة ذاتها من جهل أو تخلف عن التقدم يصيب بعض الموارد البشرية العاملة والمتاحة لديها، أو أن المعارف والمهارات والخبرات المتوافرة لدى الموارد البشرية لم تعد مناسبة لتقديم منتج أو خدمة ذات جودة عالية، وكذلك مواجهة تحديات البيئة الخارجية المتمثلة في زيادة المعارف والخبرات للموارد البشرية في المنظمات التي تعمل في المحيط الخارجي للمنظمة أو الشركة أو المؤسسة.. وكذلك التغيرات السريعة المذهلة في التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في كافة المجالات، خاصة في المجالات الإلكترونية، والاتصالات، وما توفره من شبكة معلومات دولية جعلت العالم كله كقرية صغيرة أو غرفة صغيرة، فالكل يستطيع التواصل والبيع والشراء، واكتساب المعلومة والخيرة والمهارة بغض النظر عن بعد المسافات.. وفروق الأوقات.. فضلًا عما تتطلبه الأجهزة والمعدات الحديثة التي تعتمد كلية على التكنولوجيا المتطورة ؛ من توافر عمالة ذات علم وتدريب ؛وكفاءات خاصة للتعامل مع هذه الأجهزة والمعدات والتي من دونها تقف المنظمة أو الشركة في صفوف غير المواكبين للتطورات الحديثة، ومن ثم تجد نفسها وقد تأخرت كثيرًا من حيث الجودة والوقت، فالأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة تعمل فيما تعمل على تحسين الجودة، واختصار الزمن، وبالتالي سرعة دوران رأس المال، وتحقيق الأرباح، وإعادة استثمارها، مما يؤدي إلى التوسع، واكتساب حصص سوقية جديدة، وتنتقل المنظمة أو الشركة من خلال تدريب العمالة على كيفية الاستخدام الأمثل للأجهزة والمعدات الحديثة من مصاف المنظمات أو الشركات أو المؤسسات المتخلفة الخاسرة إلى مصاف المنظمات الناجحة المتطورة، فالتدريب يوفر المعلومات النظرية، والمعرفة العملية، ويساعد العامل أو الموظف أو المدير على تطوير أدائه، ويساعده على تعلم أعمال واكتساب مهارات ليس فقط في مجال عمله داخل المنظمة، وإنما اكتساب مهارات في وظائف أو أعمال أو مهام زملائه، وهذا يوفر للشركة أو المنظمة العامل أو الموظف الجاهز الذي يستطيع أن يملأ فراغ زميله حال غيابه لعذر ما، ومن ثم عدم تأثر العمل أو الإنتاج بهذا الغياب، فتبادل الأدوار لن يتم إلا من خلال توفير برامج تدريبية فعالة لإكساب العامل أو الموظف المهارات المطلوبة لأداء أعمالهم بالتبادل حال الغياب أو التمتع بالإجازات الرسمية.. فالمنظمات أو الشركات أو المؤسسات المعاصرة في عالمنا اليوم تتهم كثيرًا بفرق العمل التي تقوم فيما تقوم على التخصص المهني والمهاري لأعضاء الفريق وهذا أساس، ثم تقوم على تعلم كل فرد من أفراد الفريق عمل بقية الأفراد ويأتي ذلك من خلال التدريب النظري والعملي بحيث يقوم الكل بالعمل معا بروح الفريق الواحد وإنجاز العمل المحدد، بالكفاءة المطلوبة، والجودة الشاملة، والتي أصبحت هدفًا منشودًا، وهي تمثل الإدارة الحديثة المعاصرة في المنظمات والشركات والمؤسسات في عالمنا المعاصر.. ويعد تدريب وتنمية العمالة داخل المنظمة من أهم الركائز التي تقوم عليها الإدارة الحديثة لتحقيق الجودة الشاملة.. ولكن.. أي نوع من أنواع التدريب.. هل هو التدريب التقليدي البسيط أثناء العمل الذي اعتادت عليه كثير من الشركات أو المنظمات ؟ إن كان الحال كذلك فإن هذا النوع من التدريب يتماشى مع الأعمال البسيطة.. ولا يتماشى مع التوجهات الحديثة والأهداف الاستراتيجية الكبيرة التي تسعى المنظمات والشركات إلى تحقيقها.. إذ تتطلب هذه الأهداف الاستراتيجية نوعا خاصا من التدريب والتنمية يقوم على الاستراتيجية أيضًا أي التخطيط الاستراتيجي لبرامج تدريبية طويلة المدى.. وليس برامج تدريبية روتينية وقتية.. فإذا نفذ الفكر الاستراتيجي ككل في الشركة أو المنظمة فلابد من تطبيق الفكر الاستراتيجي أيضًا في برامج التدريب والتنمية الخاصة بالعمالة داخل المنظمة أو الشركة أو المؤسسة.. وهذا سيكون له أثر كبير وفعال في نشاط، وإنتاجية المنظمات والشركات من دون شك.. فالتوافق والتناسق بين كافة إدارات ووحدات الشركة أو المنظمة، والعمل بهدف تحقيق وخدمة الاستراتيجية الكلية من خلال استراتيجيات لكل إدارة بما فيها إدارة التدريب - إن كان لها إدارة مستقلة ؛ إذ الغالب أن عمليةالتدريب من المهام الأساسية لإدارة الموارد البشرية في غالب المنظمات والشركات والمؤسسات والهيئات... إلخ - إذا أمر مهم جدًا لتحقيق الأهداف الكلية للشركة أو المنظمة.
مفهوم التدريب والتنمية المعاصر للعمالة داخل المنظمات والشركات والمؤسسات

انتهت آراء كثير من الباحثين إلى أن مفهوم تدريب وتنمية العمالة داخل المنظمة أو الشركة أو المؤسسة أو الهيئة يتكون من جانبين أساسيين يمكن تلخيصهم في الآتي:
الجانب الأول: التدريب والتنمية للعمالة داخل المنظمات والشركات هو عملية استراتيجية:
في عالمنا المعاصر اليوم تنظر المنظمات والشركات والمؤسسات إلى التدريب والتنمية نظرة مختلفة عما كان ينظر إليهما في الماضي.. إذ تقوم النظرة اليوم على أن عملية التدريب والتنمية عملية استراتيجية، لها شكل نظام فرعي مكون من أجزاء عديدة متناسقة ومتكاملة، وهذا النظام يعمل ضمن إطار أو نظام إدارة الموارد البشرية؛ ويعمل على تحقيق استراتيجيتها الخاصة، وإدارة الموارد البشرية تعمل ضمن نظام أو إطار أو استراتيجية أكبر وهي الاستراتيجية الكلية للمنظمة أو الشركة أو المؤسسة أو الهيئة.. وتشتمل استراتيجية التدريب والتنمية فيما تشتمل على مجموعة خطط خاصة بعمليات وبرامج التدريب والتنمية المستمرة والمتواصلة للموارد البشرية أو العمالة داخل المنظمة أو الشركة، وهذه البرامج تهدف إلى تطوير وتقدم، وتحسين أداء العمالة والهيئة الإدارية على اختلاف مستوياتها داخل المنظمة، بشكل مستمر، وذلك عن طريق إمداد هذه العمالة بكل ما هو جديد ومفيد في مجالها، وتدريبها عليه، وإكسابها مهارة في التعامل مع كل ما هو حديث، من أجل مساعدة كافة العاملين في المنظمة على تحقيق مكاسب مالية ومعنوية، ومستقبل وظيفي مناسب، فضلًا على حفاظهم على أعمالهم داخل المنظمة أو الشركة.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى تهدف استراتيجية تدريب وتنمية العمالة أو الموارد البشرية إلى تكوين كفاءات من الموارد البشرية بشكل مستمر ومتواصل لكي تسد حاجة المنظمة أو الشركة من العمالة المتميزة ذات الكفاءة العالية في حاضرها ومستقبلها.. والبرامج التدريبية وعملية التنمية تعمل على رفع الكفاءة الإنتاجية للعمالة، ورفع فاعليتها التنظيمية بشكل مستمر ومتواصل، بما يتيح لهذه العمالة العمل بروح عالية، وتزيد من إنتاجيتها وجودة هذه الإنتاجية، حتى تنال منتجات الشركة أو المنظمة رضا العملاء والزبائن، والذي يضمن لها البقاء والاستمرار. وكذلك تعمل استراتيجية التدريب والتنمية على تأقلم العاملين أو الموارد البشرية في المنظمة مع التغيرات التي تحدث في البيئة الداخلية للعمل، أو البيئة الخارجية المحيطة بالمنظمة أو الشركة، وهذا التأقلم والتكيف بالتأكيد ينعكس أثره بصورة إيجابية فعالة على نشاط الموارد البشرية، وبالتالي نشاط المنظمة في حاضرها ومستقبلها القريب والبعيد.. ومن المؤكد لكي تتم عملية التأقلم والتكيف بصورة صحيحة وفعالة أن توفر المنظمة أو الشركة البرامج التدريبية المناسبة والفعالة التي تتناسب مع تغيرات البيئة الداخلية، وتغيرات البيئة الخارجية، وتؤتي هذه البرامج التدريبية وعمليات التنمية ثمارها المرجوة، والتي من أهمها إكساب العمالة أو الموارد البشرية المهارات والخبرات المناسبة والمطلوبة لعملية التأقلم والتكيف مع هذه التغيرات، مما لا شك فيه أن استراتيجية التدريب والتنمية التي تقوم بإعدادها إدارة منفصلة أو إدارة الموارد البشرية داخل المنظمة أو الشركة أو المؤسسة.. هذه الاستراتيجية تسعى إلى بناء نظام معرفي تعليمي حديث ومتطور يخدم الموارد البشرية العاملة في المنظمة أو الشركة، من خلال العمل على تحديث المعرفة لدى الموارد البشرية من خلال إمدادهم بكل ما هو جديد نظريًا، وتطوير مهارات هذه الموارد البشرية الحالية، من خلال تدريبهم العملي على ما تعلموه نظريًا، وتهدف الاستراتيجية الخاصة بالتدريب والتنمية إلى تعديل وتوجيه سلوك العمالة إلى الفعالية والإيجابية دومًا، وبث الثقة في نفوس العمالة من خلال التدريب والتعلم ؛ الذي يمكنهم من التعامل مع أي تغيرات تأتي بالجديد.
الجانب الثاني: التدريب والتنمية عملية تعلم متواصلة للموارد البشرية في المنظمات والشركات والمؤسسات:
قد يكون هناك لبس ما عند البعض أن مصطلح التدريب والتنمية يعني شيئًا واحدًا، وهذا مناف للحقيقة والواقع، إذ إن لكل منهما هدفا مستقلا، بالرغم من توافقها في هدف واحد وهو إكساب العمالة المعارف والمهارات ؛ عن طريق التعلم.. ويتضح ذلك بصورة أكبر عن طريق الآتي:
ماهية التدريب: التدريب هو: عمل مخطط يشارك فيه مجتمعين أو منفردين المتخصصون أو المديرون أو المشرفون...إلخ بهدف إعداد مجموعة - متوافقة ومتناغمة ومتناسقة ومتنوعة... إلخ - برامج مصممة بمهنية عالية وخبرات ضرورية ؛ وذلك من أجل إمداد الموارد البشرية داخل المنظمة بالمعرفة والعلم - النظري والعملي - اللازمين لتحسين وتطوير أداء أعمالها الحالية بمهارة وكفاءة وجودة عالية.. فالتدريب يعمل على التطوير والتحسين الآني أو الحالي لأداء الموارد البشرية داخل المنظمة أو الشركة أو المؤسسة.
ماهية التنمية: التنمية هي: عمل مخطط يشارك فيه مجتمعين أو منفردين المتخصصون أو المديرون أو المشرفون... إلخ بهدف إعداد مجموعة - متوافقة ومتناغمة ومتناسقة ومتنوعة... إلخ - برامج مصممة بمهنية عالية وخبرات ضرورية ؛ بهدف تعليم الموارد البشرية العاملة داخل المنظمة أو الشركة، وإكسابها المعارف المطلوبة، والمهارات المنشودة، والسلوكيات الإيجابية، التي يتوقع القائمون على إعداد برامج التنمية أن تحتاجها الموارد البشرية في المستقبل لتحسين وتطوير أدائها، ومواجهة التطورات والتغيرات التي تطرأ على بيئة العمل الداخلية، أو بيئة العمل الخارجية.. ويكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على أنشطة المنظمة أو الشركة.
إن التدريب والتنمية داخل المنظمة يعتمد كل منهما ويتفق على التعلم المستمر في الوقت الحاضر، ويهدف التدريب إلى التعامل مباشرة مع الأنشطة الحالية، فيقوم القائمون بالعملية التدريبية على معالجة النقص المعرفي أو المهاري لمواجهة مشاكل آنية، أو التدريب على التعامل مع أجهزة لابد من انخراطها في العملية الإنتاجية في الوقت الحاضر.. وتهدف التنمية التي تتم أيضًا عملية تعليمية في الوقت الحاضر، ولكنها تنظر إلى التطبيق في المستقبل.
فالتدريب والتنمية يتفقان على تعليم مستمر في الوقت الحاضر للعمالة، بهدف بناء قاعدة معرفية، ومهارات متميزة، وخبرات واسعة، واتجاهات صحيحة، وسلوكيات فعالة للعمالة داخل المنظمة أو الشركة، من أجل تطوير وتحسين وتحديث أدائها الحالي - على رأس العمل - والمستقبلي المنظور والبعيد، والتأقلم والتكيف والتعامل بكفاءة مع أية تغيرات تحدث حاليًا أو مستقبلًا، من شأنها أن تعطل العملية الإنتاجية، أو التسويقية، أو الإدارية... إلخ داخل المنظمة أو الشركة، بما يعود بالخسارة غير المرجوة، أو يعرض مستقبل المنظمة أو الشركة لخطر يمكن تداركه من خلال الاستعداد الجيد والاستخدام الفعال لعنصري التدريب والتنمية لكافة العاملين في المنظمة أو الشركة.
ماهي أهداف استراتيجية التدريب والتنمية المعاصرة في المنظمات؟

يمكننا تلخيص الأهداف المرجوة من وراء استراتيجية التدريب والتنمية المعاصرة في المنظمات والشركات والمؤسسات، والتي تعود بالنفع والفائدة على هذه المنظمات والشركات والمؤسسات.. فيما يلي:
• أهداف التدريب والتنمية المعاصرة:
إن استراتيجية التدريب واستراتيجية التنمية في المنظمات والشركات والمؤسسات والهيئات... إلخ تسعيان وتهدفان إلى الآتي:
• تهدف استراتيجية التدريب واستراتيجية التنمية في المنظمات والشركات والمؤسسات والهيئات إلى اكتشاف جوانب الضعف المهني والفني والإداري في أداء الموارد البشرية أو العمالة الحالية داخل المنظمات والشركات، ووضع البرامج التدريبية التي تجبر كسر هذا الضعف، وذلك بهدف تعديل وتحسين أداء الموارد البشرية لأداء الأعمال - الإنتاجية أو المالية أو التسويقية أو الإدارية أو الخاصة بالمبيعات... إلخ - المطلوبة منها بالكفاءة والجودة المطلوبة.
• تهدف استراتيجية التدريب واستراتيجية التنمية في المنظمات والشركات والمؤسسات والهيئات إلى اكتشاف جوانب القوة في الأداء المهني والفني والإداري للموارد البشرية داخل المنظمات والشركات، وتصميم برامج تدريبية، وبرامج تنمية تعمل على زيادة هذه القوة، فضلًا عن الحفاظ على مستويات القوة الحالية، وذلك للاستفادة القصوى من قوة الأداء في الوقت الحاضر، والاستفادة أيضًا منها في المستقبل المنظور والبعيد.
• تهدف استراتيجية التدريب واستراتيجية التنمية في المنظمات والشركات والمؤسسات والهيئات إلى إكساب العمالة أو الموارد البشرية معارف، ومهارات، وخبرات، واتجاهات سلوكية إيجابية حديثة وجديدة ومتنوعة، لتمكين هذه الموارد البشرية من أداء أعمال جديدة ومتطورة قد تلجأ المنظمة أو الشركة إلى تطبيقها في المستقبل.. فقد تتوقع المنظمة أو الشركة نتيجة لظروف المنافسة الشديدة أنها قد تحتاج إلى إدخال خطوط إنتاج جديدة بآلات حديثة لزيادة كفاءة المنتجات التي تنتجها، أو إدخال تعديلات عليها في الشكل والجودة، فلا تنتظر المنظمة أو الشركة حتى تأتي بالآلات أو المعدات الحديثة وتقوم بعمل برامج تدريبية عليها، فعنصر الوقت مهم في ظروف المنافسة الشديدة، ومن هنا نجد أهمية استراتيجية التنمية في إكساب الموارد البشرية المعارف الخاصة بهذه الآلات والمعدات الحديثة، حتى إذا وصلت للمنظمة أو الشركة، يتم العمل عليها فورًا دون انتظار لفترات التعليم، وقد تلجأ الشركة أو المنظمة إلى إرسال العمالة التي ستعمل على هذه الآلات في المستقبل للأماكن أو المصانع التي ستستورد منها هذه الآلات والمعدات للتدريب العملي المسبق عليها، واكتساب المهارة اللازمة للتشغيل الفوري عند التركيب في أقسام الإنتاج في المنظمة أو الشركة.
تهدف استراتيجية التدريب واستراتيجية التنمية في المنظمات والشركات والمؤسسات والهيئات إلى تأقلم وتكيف العمالة لديها مع تغيرات قد تحدث في داخل المنظمة أو الشركة، فلا يتوقف الإنتاج، أو تقل معدلاته، مما يؤثر بشكل سلبي على أرباح المنظمة أو الشركة.. فالاستعداد المبكر لمواجهة أية تعديلات أو تغييرات تفرضها بيئة العمل الداخلية أو بيئة العمل الخارجية المحيطة بالمنظمة أو الشركة، هذا الاستعداد عن طريق برامج التنمية لأمر مهم للغاية لتمكين الموارد البشرية من التعامل مع هذه التغييرات.
• الفوائد العائدة على المنظمات والشركات:
مما لا شك فيه أن الأهداف التي تسعى استراتيجية التدريب واستراتيجية التنمية إلى تحقيقها لها الكثير من الفوائد الملموسة وغير الملموسة على واقع المنظمات أو الشركات ومستقبلها.. ويمكن إيجاز هذه الفوائد في الآتي:
• إن إكساب الموارد البشرية المهارات عن طريق البرامج التدريبية وبرامج التنمية يؤدي إلى رفع روحها المعنوية وتحسين أدائها داخل المنظمة أو الشركة، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة الكفاءة الإنتاجية، والفاعلية التنظيمية للمنظمة أو الشركة، أو المؤسسة أو الهيئة. وكذلك يؤدي اكتساب المهارات للموارد البشرية إلى فائدة عظيمة للمنظمة أو الشركة تتمثل في كفاءة وجودة المنتج الذي تنتجه أو الخدمة التي تقدمها للعملاء والزبائن، وبأسعار منافسة، وهذا يؤدي بدوره إلى رضا العملاء والزبائن، والإقبال على شراء هذه المنتجات وتلك الخدمات، وهذا يؤدي إلى زيادة الربحية للمنظمة أو الشركة، والحفاظ على حصتها السوقية، بل وزيادتها نتيجة لزيادة الاستثمارات التي تتيحها الأرباح المحققة، وهذا من أكبر الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها المنظمة أو الشركة.
• إن إكساب الموارد البشرية المهارات عن طريق البرامج التدريبية وبرامج التنمية يؤدي إلى وجود اتجاهات مؤيدة وولاء ظاهر لدى العمالة تجاه ما تقوم به من أعمال، وكذلك تجاه المنظمة أو الشركة التي تعمل بها في الوقت ذاته، وتعمل برامج التنمية أيضًا على إكساب هذه العمالة سلوكيات فعالة وإيجابية ؛ بما يعود عليهم بالفائدة وتحقيق مصلحتهم، وبالفائدة والنفع وتحقيق المصلحة للمنظمة أو الشركة أو الهيئة التي يعملون بها.
• إن إكساب الموارد البشرية المهارات عن طريق البرامج التدريبية وبرامج التنمية يؤدي إلى تعزيز قدرة الموارد البشرية أو العمالة على الإبداع والابتكار، وهذا أمر في غاية الأهمية للمنظمة أو الشركة، إذ الإبداع والابتكار يكسبان منتجات الشركة أو المنظمة التميز المطلوب في حال المقارنة بينها وبين المنتجات المماثلة، ويعد هذا التميز من أهم الأسلحة في يد المنظمة أو الشركة في مواجهة المنافسة الشرسة مع غيرها من المنظمات والشركات.
• إن إكساب الموارد البشرية المهارات عن طريق البرامج التدريبية وبرامج التنمية يؤدي جعل العمالة قادرة على العمل من خلال فرق العمل، ويقوم العامل الفرد بأداء أكثر من عمل، وفي ذلك فائدة كبيرة للمنظمة أو الشركة تتمثل في المرونة العالية في أداء الأعمال والمهام الحاضرة والمستقبلية. وبذلك تضمن أيضًا المنظمة أو الشركة استمرار العملية الإنتاجية دون تعطل أو خلل يصيبها ويؤثر على سمعتها التنافسية، ويضر بمصالحها في السوق.

بقلم: محمود عيسى