أتيحت لي فرصة الحضور والمشاركة في منتدى ومعرض الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمتدربين الذي انعقد مؤخرًا في مدينة جدة، والواقع أن هذا النوع من المناسبات والأحداث يمثل فرصة ثمينة للمهتمين والعاملين في حقل التدريب لإثراء معلوماتهم ومعارفهم من جهة، ولتجديد وحفز خبراتهم من جهة أخرى، فالالتقاء بمجموعة مختلفة ومتنوعة من الخبراء والممارسين والمختصين في مجال التدريب والتعليم والتحاور معهم وتبادل النقاش والتساؤلات معهم يمثل قيمة قد لا يمكن الظفر بها في مناسبات وأحداث أخرى مختلفة، ولعل من ضمن هذه الفعاليات القيّمة التي حفل بها المنتدى إقامة ورش عمل قدمها نخبة من الخبراء الأجانب، ومن ضمنها ورشة حول وسائل إضفاء المتعة والإثارة في مجال التدريب التقني قدمها (روبرت بايك) (وهو خبير متخصص في تدريب المتدربين ويعقد ورشا في هذا المجال)، وقد تناول المحاضر في تلك الورشة جملة من الوسائل والطرق المفيدة والسهلة التطبيق، وقد رأيت نقلها من خلال هذه السطور ونشرها في مجلتنا المتميزة مجلة «التدريب والتقنية».
ويشير (روبرت بايك) إلى أن هناك ست وسائل جذابة تحقق الإثارة والمتعة والتسلية في برامج التدريب التقني، و يمكن استخدامها في دورة واحدة أي محاضرة واحدة، بحيث يقسم المتدربون في مجموعات، وتختار كل مجموعة أداة معينة لتبدأ بها ثم تستكمل المجموعات الأخرى باقي الأدوات حسب الوقت المتبقي، بحيث يخصص لكل أداة أو وسيلة خمس إلى ست دقائق ثم التحول إلى أداة أخرى وهكذا حتى تنتهي المحاضرة دون أن يشعر المتدربون بالملل أو الضجر من وقت المحاضرة .
ويستعرض( روبرت) الوسائل الست وفقًا للآتي :
النقاط:
يستطيع المشاركون استخدام النقاط في أربعة أشياء على الأقل:
أولًا: يمكنهم وضع نقطة خضراء بجانب المفاهيم التي يجدونها مفيدة ومشاركة تلك المفاهيم مع الآخرين.
ثانيًا: يمكنهم وضع نقاط حمراء بجانب المفاهيم التي تحتاج لتوضيح أكثر ومشاركتهم مع المجموعات الأخرى ومع المدرب ليتم تحويلها إلى نقاط خضراء.
ثالثًا: يمكنهم استخدام النقاط للتصويت على الموضوعات الهامة بالنسبة لهم. وذلك بوضع نقاط بجانب ثلث الموضوعات +1. وهذا يعرف المدرب على الموضوعات المهمة بالنسبة للمتدربين.
رابعًا: يمكنهم وضع نقاط على أسماء الأشخاص الذين ساعدوهم في التعلم. وبهذا يعرف الشخص ما قاله أو فعله وكان ذا فائدة للآخرين.
الأشرطة الملونة:
في بداية المحاضرة يعطى المشاركون في كل مجموعة عددًا من الشرائط الملونة. وكل مجموعة تحدد ما يمثله كل لون. وتوضع هذه الشرائط في دفاترهم وكتبهم لتسليط الضوء على الأفكار الأساسية ومساعدتهم لتحديد مواضع النقاط الأساسية. وهذا يساعدهم على التعرف على ما درسوه بعد انتهاء الدرس.
أقلام التحديد:
يعطى المشاركون في كل مجموعة أقلام تحديد ذات ألوان مختلفة وهم يحددون ما يرمز له كل لون. ويبدؤون في تحديد النقاط الهامة. وكل فترة يتبادلون المفاهيم الأساسية مع المجموعات الأخرى وذلك لتبادل الخبرات وتوضيح المحتوى.
الملصقات:
يعطى المشاركون مجموعة من الملصقات يسجلون عليها كل ما يمر بهم من أفكار وأسئلة وإجابات. ويستخدمونها لعمل ألعاب مثل لعبة تسلسل الأفكار. فكل مجموعة تسجل خطوات القيام بمهمة ما. ومن ثم تحاول المجموعات الأخرى ترتيب هذه الخطوات.
تتم هذه العملية في صورة أشبه بالمهرجان: فالملصقات توضع على لوح بترتيب عشوائي ويقوم أفراد المجموعات الأخرى بمحاولة ترتيبها.
ألعاب التوصيل:
يصمم المشتركون ألعابا تشمل أزواجا من الأشياء التي تمت دراستها مثل الكلمة وتعريفها، المشاكل وحلولها، العناصر واستخداماتها... إلخ. وتقوم المجموعات الأخرى بمحاولة توصيلها بأسرع وقت ممكن.
ألغاز الكلمات المتقاطعة:
ويمكن استخدامها على طريقتين:
في بداية الدورة التدريبية لقياس مدى معرفة المتدربين. وفي هذه الحالة يعدها المدرب.
في منتصف أو نهاية الدورة التدريبية للمساعدة على التأكيد على المعلومة. وهنا يعدها المتدربون بأنفسهم.
أخيرًا من المهم الإشارة إلى أن هذه الطرق والأدوات والأساليب ليست جديدة في بيئات التعليم والتدريب، فهي بشكل عام أدوات وطرق مجربة ومعمول بها في كثير من المنظمات التدريبية والتعليمية على مستوى العالم، وما قدمه (روبرت بايك) في ورشة العمل المشار إليها هو شكل من أشكال التأكيد والترسيخ للنتائج والفوائد التي يمكن أن تحققها هذه الأدوات، خاصة أن التدريب التقني يتميز بخاصية تجعل من السهل جعل المتدرب هو محور التدريب في التدريب التقني، لأن هذا التدريب أصلاً يقوم على المهارات العملية. فالمتدربون يريدون دائمًا القيام بالعمل بشكل أفضل. ولهذا فإن العناصر السابقة يمكن أن تجعل التدريب أكثر متعة.

بقلم: م. خالد العليوي