من زمان وأنا أسمع مقولة: لا تلعب مع الذي بيده القرار لأنه اذا أراد فعل. .
من حكمة ابن ادم أن يحتاط ويتبع الحذر الزائد في قوله وفعله عند تعامله مع أرباب عمله والمقربين إليهم, ليس ضعفا منه وإنما حكمة وفطانة.
منذ فترة قصيرة قام أحد اقربائي بتوظيف شخص بدوام ساعات للقيام ببعض الأعمال الخاصة بصيانة منزله, وكان هذا الشخص ضخم الجثة سيء الطباع, فقابلته مرة قرب منزل قريبي فأخذ يحادثني بلغة فوقية متعجرفة محاولا التقليل من شأني لعلمه أني قريب صاحب البيت الذي يعمل لديه, وفي اليوم التالي زادت محاولة استهزاء هذا الرجل بي, وخاصة وأنني لم أستطع فهم لكنته الأمريكية العامية, فما كان مني إلا أن نبهته فقط إلى سلوبه الحاد والفظ في الحوار, فأجابني بأن هذا هو أسلوبه الذي اعتاد عليه في التعامل مع الناس ولن يغيره.
وللصدفة سألني أقربائي عن رأيي بهذا الرجل حيث أنهم كانوا يفكرون باعطائه مهام أكثر، فأخبرتهم بماحدث من مواقف بيني وبينه, فما كان منهم إلا أن أعطوه أجره واستغنوا عن خدماته.
هذا الموقف أعاد لي ذكريات تلك المقولة مرة ثانية, وكان السؤال: هل صحيح أن علينا أن نتوخى الحذر دائما في التعامل مع المقربين من أصحاب العمل وجماعتو؟