من المؤكد للجميع أن الحياة لا تسير بنا على وتيرة أو شاكلة واحدة .. فهنا الكثير من المشاكل والصعوبات والإحباط والمعوقات والمثبطات التي تعترض مسيرتنا في الحياة، وكثيرة هي ضغوط التعلم التي يتعرض لها الشباب والفتيات في دراستهم، وكثيرة هي ضغوط العمل التي يتعرض لها الموظفون والموظفات، ولكنها الحياة؛ التي لا تسير على وتيرة واحدة، المليئة بالحلو والمر، بالصعب والسهل، بالتعب والراحة، فما من إنسان على وجه الأرض لم يمر بيوم صعب أو مر في حياته مع الاختلاف النسبي للصعوبة والاختلاف النسبي للمشكلة، فقد تكون هناك مشكلة لشخص ما لا يعدها شخص آخر مشكلة.. وهكذا.
والحقيقة الراسخة أمام عيوننا أننا نعيش في عالم تموج فيه الأحداث، وترتفع فيه الأسعار، وتقل فيه الفرص الوظيفية، وتنحصر فيه فرص الثقافة، ولا يجد الترفيه والترويح له مكانًا، فمعظم العاملين في كافة المجالات لا هم لهم اليوم إلا السعي الدؤوب للحصول على راتب أو رزق من التجارة، ليسدوا من خلاله باب الفقر؛ الذي قد يعرضهم إلى المذلة والهوان، وليستطيعوا من خلال رواتبهم وأرزاقهم تلبية متطلباتهم الحياتية الملحة، ومحاولة ادخار جزء ولو بسيط لمواجهة ظروف طارئة قد يحتاجون فيها إلى هذه المدخرات.
ومما لا شك فيه أو في حقيقة الأمر التي لا يختلف عليها اثنان أن الحصول على الرزق يتطلب العمل؛ إذ إن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، فلكل شيء سبب، وسبب الحصول على الرزق هو العمل، ومن المعلوم أن لكل عمل ضغوطًا تتنوع وتختلف من مكان إلى مكان، ومن طبيعة عمل إلى طبيعة عمل أخرى، ومن حجم عمل إلى حجم عمل آخر، المهم أنه لا يوجد عمل لا توجد فيه ضغوط، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي التأثيرات التي تخلفها ضغوط العمل على الحالة النفسية للرجل أو الشاب (أو المرأة أو الفتاة) العامل، وكذلك على الجوانب الشخصية وعلى الجوانب الاجتماعية وعلى الحياة بين الزوجين وعلى الحياة الأسرية بين الزوجين وأولادهم؟
حاولت أن أجمع آراء من حولي في هذه المشكلة، وتباينت آراؤهم، وكذلك تباينت طرق تعاملهم مع هذه الضغوط.. وكان من بين ذلك:
رأي: إن ضغوط العمل التي يتعرض لها رب الأسرة تؤثر بلا شك على حالته النفسية، ولكن درجة هذا التأثير تتفاوت من رب أسرة لآخر، فرب الأسرة الذي لا يفصل بين الحياة العملية والحياة الأسرية، ويحمل هموم ومشاكل العمل معه إلى بيته، يكون أكثر عرضة للتأثر وبشكل كبير بضغوط العمل، وينعكس ذلك ليس فقط على حياته الأسرية بل ينعكس أيضًا على علاقاته الاجتماعية، وخاصة صلة رحمه، فتراه يقصر في أداء واجبات صلة الرحم ذات الدرجة الأولى نحو الزوجة والأولاد، ويقصر في صلة رحمه بوالديه، وإخوته وأخواته، وهكذا .. فإن حالته النفسية دائمًا في اضطراب، وتراه دائمًا يتحدث وهو في منزله عن مشاكل العمل، وعن ضغوط مديره التي لا تنتهي، وعن مشاكله مع زملائه، ولا يجد فراغًا في ذهنه يشغله بهموم أسرته، ومتطلبات حياته الشخصية، مما لا شك فيه أن رب الأسرة هذا يخسر الكثير بسبب ضغوط العمل التي لم يبذل جهدًا في التدرب على عدم تأثره بها في خارج نطاق العمل، وأن يفصل بين ما يخص البيت وما يخص العمل.
رأي: آه من ضغوط العمل، فأنا أشعر بها في كل وقت، حتى في منامي، فمشاكل العمل الإداري الذي أمارسه، وأحمله في رأسي، كثيرة ومتعددة ولا تنتهي، وكثيرًا ما حاولت أن أدرب نفسي على التخفيف من هذه الضغوط، وألا أجعلها تؤثر عليّ بهذا الشكل المخيف، ولكني في الحقيقة لم أحقق نجاحًا ملموسًا في هذا الشأن، بل حققت الإخفاق الذريع، فحديثي لا ينقطع عن مشاكل العمل، وضغوط العمل سواء مع زوجتي وأولادي حتى في أوقات الترفيه القليلة التي أصطحبهم فيها، بل حتى في الأسواق، ولم يعد لي صديق أبث إليه المزيد من الهموم التي أعانيها من ضغط العمل، فكل أصدقائي ملّوا من حديثي المقصود وغير المقصود عن مشاكل عملي، لدرجة أن قال لي أحدهم ذات مرة: أشعر أنك الوحيد الذي تتعرض لضغوط ومشاكل العمل، فأنا أتعرض لكثير من ضغوط العمل، ولكني لم أصل لهذه الدرجة، فحديثك لا ينقطع عن العمل وضغوطه ومشاكله.. فقلت له: ماذا أفعل؟ فأنا لا أستطيع أن أنفس بما في داخلي، أشعر أنني إن لم أفعل سأنفجر.. قال لي ضاحكًا: حاول أن تنفجر مرة، وبعدها لن تعود للحديث الممل عن ضغوط العمل ومشاكله.
رأي: في حقيقة الأمر إن للعمل مذاقًا خاصًا، إذ أشعر بشكل خاص أنه يمثل لي إشباعًا من الناحية النفسية، فأنا أشعر بذاتي، وقيمتي في الحياة إذ أحمل رسالة تعليمية، وأحاول توصيلها بشكل مرضٍ إلى طالبات العلم، ومن الطبيعي أن تكون هناك ضغوط كبيرة أو متوسطة أو صغيرة لهذا العمل، وأهمها الضغوط المتعلقة بأدائي لواجباتي الأسرية نحو زوجي وأولادي، حقيقة هناك صعوبة أواجهها في بعض الأيام خاصة بسبب ضغط العمل وزيادة المجهود المبذول في الحصص الدراسية، والتي تجعلني عند عودتي إلى المنزل لا أستطيع ولا أجد قدرة أو رغبة في التعامل مع أحد، وأريد أن أخلد إلى الراحة حتى أستطيع أن أسترد طاقاتي التي تمكنني من مواصلة عملي في اليوم التالي، وهذا مما لا شك فيه يؤثر على علاقتي مع زوجي، ومع أولادي الذين يحتاجون إلى متابعتي اليومية لدراستهم، وشرح المستعصي عليهم فهمه، بالإضافة لاحتياجاتهم الأخرى من حل المشاكل الطبيعية التي تقع بينهم، وتجهيز طعامهم، والسهر على المريض منهم، كل هذا تسببه ضغوط العمل الذي لولا الذهاب إليه ما تعرضت لمثل هذه المشاكل الأسرية، ومع ذلك فأنا سعيدة بعملي، وأحاول أن أسترضي زوجي وأولادي، وأحاول أن أسدد وأقارب معهم.
رأي: إن ضغوط العمل بالنسبة لي لا تتعلق برؤسائي، أو بزملائي في العمل وحسب، بل تتعلق وبشق أكبر في التعامل مع العملاء، إذ تفرض عليّ طبيعة عملي أن أتعامل مع زبائن مختلفي الأذواق والطباع والأخلاق أيضًا، وعليّ أن أتعامل معهم دائمًا بوجه بشوش، وابتسامة مرسومة على وجهي، وأتحمل منهم بعض المضايقات في التفاوض على السعر وخلافه، وهذا يؤثر بجانب ضغط رؤسائي المتواصل حتى أتمكن من تحقيق رقم المبيعات المستهدف، كل هذه الضغوط مما لا شك فيه تجعلني أعود إلى المنزل وأنا في قمة الإرهاق، ولا أستطيع أن أتعامل مع أحد، ومن الأمور التي تزعجني أنني لا أستطيع عدم الرد على هواتف رؤسائي، ولا هواتف العملاء الذين لم يراعوا أنني في وقت راحتي، وأن هذا الوقت يجب أن يكون لأسرتي.
رأي: أنا لم أتزوج بعد، فلا أستطيع أن أتحدث عن أثر ضغوط العمل على حياتي الأسرية لأنها لم تبدأ بعد، ولكن أستطيع أن أتحدث عن أثر هذه الضغوط على علاقاتي الشخصية بأصدقائي، فهذه العلاقات الاجتماعية تأثرت بشكل كبير، إذ كنت أعمل بنصيحة أحد أصدقائي بأن أترك مشاكل وضغوط العمل وراء ظهري بعد خروجي من مكان العمل، ولكن مع مرور السنوات تسللت معي هذه المشاكل، التي يسببها لي ضغط العمل، تسللت معي خارج مقر العمل، وأصبحت تأخذ حيزًا كبيرًا من تفكيـري وأنا في الطريق، وأنا في المنزل، حتى هجرت الاتصال والتواصل مع أصدقائي.
رأي: ضغوط العمل لم يسلم منها أحد، ويا لها من ضغوط، ولكن في الحقيقة قد تكون هناك ضغوط أخرى تجعل الموظف أو الموظفة في حاجة إلى تحمل ضغوط العمل وما يصاحبها من آلام نفسية، أو بدنية .. ولي قصة لا تنتهي مع ضغوط العمل .. فأنا أعمل في شركة كبيرة، وطبيعة عملي تفرض عليّ التعامل والاحتكاك الدائم برئيساتي في العمل، وأجد نفسي مضطرة إلى تحمل الكثير من ضغوط العمل كي أرضيهن جميعًا حتى لا أفقد عملي، وأنا في حاجة ماسة إليه الآن، مما يمثل لي عبئًا متواصلًا يشعرني بالإرهاق الذهني المتواصل، حتى عزمت جديًا على ترك العمل، وعزمت أيضا على تحمل ما قد يسببه من ضغوط أخرى تصاحبني أثناء البحث عن عمل جديد، ولكني تراجعت عن هذا العزم وقلت في نفسي: ماذا ستفعل بي رئيساتي في العمل، إنهن لن يستطعن أن يمنعن عني رزقًا كتبه الله لي، ولن يستطعن أن يجلبن لي رزقًا لم يكتبه الله لي، ولذلك عليّ أن أهتم بإنجاز عملي بجد واجتهاد ودون تقصير، ولا أضخم من حجم هذه الضغوط حتى لا تصبح جبلًا لا أستطيع اجتيازه، ومن ثم يمنعني عن أداء عملي، وتكون المحصلة النهائية فقدي لهذا العمل.
رأي: أحمل عبئًا كبيرًا فأنا أستيقظ كل يوم مع أذان الفجر، وبعد الصلاة أجهز الإفطار لزوجي، وأوقظ أولادي ليصلوا ويستعدوا للذهاب للمدرسة، وبعد العودة من المدرسة أبدأ رحلة التدريس المنزلي لأولادي، مع التحضير لدروسي في المدرسة، وأشعر في نهاية اليوم بأنني في حالة يرثى لها من التعب، وما أن يعود زوجي من عمله المرهق الذي يقضي فيه معظم وقته، وما أن أبدأ في الحديث عن شؤون المنزل، وشؤون الأولاد، حتى يبدي زوجي امتعاضه متعللًا بتعبه الشديد من كثرة الأعمال التي يمارسها طوال اليوم في عمله، وأن رأسه لا مكان فيه لسماع مشاكل البيت ومشاكل الأولاد، ويتكرر هذا يوميًا، حتى مللت من التحجج بضغوط العمل، فأنا أتعرض لضغوط عمل في المدرسة وفي المنزل، ولكني كيفت نفسي معها، ولم أتخل عن مسؤولياتي في المدرسة أو المنزل، وليس أمامي سوى الصبر على هذه الضغوط.
رأي: أشعر أن ضغوط العمل الخاصة بي والخاصة بزوجي الذي يعمل عضو هيئة تدريس في إحدى الجامعات، تختلف في شكلها عن ضغوط العمل التي يتعرض لها الموظف أو المدرس مثلًا، ولكنها تتفق معها من حيث الجوهر إذ إنها تمثل ضغوط عمل ولكن في شكل آخر، فضغوط العمل بالنسبة لي أثناء الوجود في الكلية لا تمثل عبئًا ثقيلًا لدرجة تصنيفها كضغوط تؤثر في بشكل كبير، وإنما تمثل حيزًا صغيرًا، أما الضغوط التي أشعر بها حقيقة وتمثل حيزًا كبيرًا بالنسبة لي هي ضغوط البحث العلمي المتواصل، فهو يأخذ معظم وقتي، ولا أجد وقتًا كافيًا لأساعد فيه أبنائي في مذاكرة دروسهم، ولا التواصل معهم وسماع مشاكلهم، ولا أجد وقتًا أتحدث فيه مع زوجي، وكل ما أستطيع القيام به مضطرة هو طهي الطعام، والذي يتخلله أيضًا الاطلاع والقراءة، إذ مطالبة بتقديم رسالة الدكتوراه قريبًا، ولعل من المخيف بالنسبة لي أن أجد زوجي وهو الحاصل على الدكتوراه لا يكف عن البحث العلمي أيضًا، وتقديم البحوث كي يرتقي إلى درجة الأستاذ، وكي يكون له باع في مجاله العلمي، ومع ذلك أستطيع أن آخذ نفسي بالحزم، حتى أحقق ما أسعى إليه من أهداف، ولا أترك مجالًا لهذه الضغوط أن تؤثر بالسلب عليّ في أي مرحلة، حتى في مرحلة التعب والضعف.
رأي: كان ضغط العمل لا يفارقني بحكم ما يتطلبه منّي من تفكير، وما يتطلبه منّي من إبداع، وهذا الأمر سبب لي الكثير من القلق والتوتر النفسي، فأنا أكاد أشعر بضغط العمل طوال الوقت، والخوف من الإخفاق والفشل يزيد من هذا القلق، فالفشل بالنسبة لي قد تصل نتيجته إلى استغناء العمل عنّي، وهذا يؤثر على مستقبلي الوظيفي وحالتي المالية، فلابد من التميز في هذا المجال حتى أحصل على التقدير المالي والمعنوي المناسبين، كل هذه الضغوط جعلتني أقصر في التواصل مع أبنائي وزوجتي وأهلي وأصدقائي، فأنا كثير شرود الذهن، وكثير التفكير في أمور العمل، حتى زهدت في الأكل، وتأثرت صحتي، وقد نصحني زملائي في العمل بالتخفيف من حالات التفكير المتواصل في العمل، والتي قد تصيبني بأمراض نفسية، وبدنية قد تعرضني للفصل أيضًا من العمل، ونصحتني زوجتي كثيرًا بأن أهون على نفسي، وأن الأرزاق بيد الله وحده، وأن الإنسان لن يحصل سوى على ما قدره الله له، وأن على الإنسان السعي وهو واثق أن رزقه المكتوب سوف يصله في أي مكان وتحت أي سماء، وكان لهذه النصائح تأثير عظيم عليّ، إذ أخذت أدرب نفسي على التخلص من حالة التفكير المستمر في العمل، وما قد يلحق بي من أذى لو قصرت في إنجازه بشكل متميز، ورحت أكلم نفسي كلما داهمتني حالة التفكير السلبي، بأنني قادر على أداء العمل بكل تميز، وسوف أنجح في ذلك إن شاء الله، ورحت أفرد وقتًا أكثر للصلاة والدعاء والتوسل إلى الله سبحانه أن يخرجني من حالة التفكير الهدام، وأن أتخلص من الخوف من المستقبل الذي يسببه لي ضغط العمل، والحمد لله أصحبت الآن في حالة اطمئنان تام ومصالحة مع نفسي، بعد أن رسخت في نفسي أن كل شيء يجري بقدر الله سبحانه، وأن ما أصابني لم يكن ليخطئني، وأن ما أخطأني لم يكن ليصيبني، وتوكلت على الله وواصلت عملي بنفس مطمئنة والحمد لله حصدت فيه تقديرًا معنويًا وماليًا لم يكن يخطر لي على بال، والأهم عندي تحسنت علاقتي مع زوجتي وأولادي وأهلي وأصدقائي، وأصبح لدي القدرة بفضل الله على الفصل التام بين ما يخص العمل، وما يخص نفسي، وما يخص زوجتي وأولادي وأهلي وأصدقائي، وأصبحت حريصًا على أن أعطي كل ذي حق حقه، والحمد لله وجدت بركة في الوقت وبركة في الرزق، وأصبح لدي الوقت للقراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال تخصصي، وأصبح عندي وقت للترفيه والترويح عن النفس مع زوجتي وأولادي، وأصبح لدي وقت للتواصل الاجتماعي مع أصدقائي.
رأي: كنت أظن خطأ أن ما أتعرض له من ضغوط في العمل لا يتعرض لها موظف آخر على وجه الأرض، وكانت نتيجة هذا الظن الخاطئ أنني كنت أترك عملي وأعرض حياتي لخطر السؤال، ومشقة البحث عن عمل جديد، والحمد لله أنني غير متزوج، وإلا كانت المصيبة أعظم، وفي إحدى مرات التنقل بين الأعمال طالت بي فترة البحث عن عمل، وتعرضت فعلًا لسؤال أصدقائي، وكانت آلام سؤال الاقتراض صعبة جدًا على نفسي بعد أن تهرب معظمهم من إقراضي، فقررت أن أتحمل ضغوط أي عمل يمن الله عليّ به، فمهما كانت هذه الضغوط فستكون أهون على نفسي من ضغوط مذلة السؤال، وبدأت أدرب نفسي على الاستفادة من تجارب الآخرين، فاستمعت من أصدقائي إلى ضغوط العمل التي يتعرضون لها، وسمعت منهم تجاربهم في التغلب على هذه الضغوط، ووجدت أن ما كنت أتعرض له من ضغوط في السابق أقل بكثير من هذه الضغوط التي تعرض لها أصدقائي وغيرهم مما قصوا عليّ تجاربهم، وتيقنت أن المشكلة كانت في عدم وجود طرق مناسبة لدي للتغلب على ضغوط العمل التي تعرضت لها. والحمد لله أنا الآن في عمل مناسب، يدر عليّ دخلاً طيبًا، وأستعد من خلاله لبناء بيت الزوجية، والحمد لله وطنت نفسي على تحمل أعباء وضغوط العمل بنفس راضية، وبصبر جميل، وتجاربي السابقة علمتني ألا أترك عملي، وأصبر على ما فيه من مشقة فهي تقيني التعرض لذل سؤال الغير حتى وإن كانوا أقرب الناس إليّ، فلكل مشاكله واحتياجاته.
وأخيرًا: إن ضغوط العمل لا يسلم منها أحد مع اختلاف أشكالها وحجمها .. والعاقل هو من يضعها في حجمها الطبيعي وفي مكانها المناسب، ويتعامل معها من باب القدرة على الحل، ولا يتركها تدمر حياته ومستقبله .. فكل مشكلة لها حل مهما كانت .. ولا ينبغي أن نشعر بالعجز تجاهها.. فالشعور بالعجز يصيب صاحبه بالإحباط، ويدفعه إلى عدم التفكير الذي قد يوصله إلى حل مشكلته، وينجيه من مهالك هو في غنى عنها.

بقلم: فاطمة موسى