هناك بعض المبادئ البديهية الراسخة التي تناسب كل زمان ومكان, عرضها لنا كتاب (العادات السبع للإقدام على التغيير بشجاعة ), وصورها في شكل عادات ملائمة لكل الثقافات وثابتة بالفعل في كل المجتمعات والمؤسسات التي حققت نجاحًا باقيًا على مر التاريخ, هي الأكثر ملاءمة لعالم اليوم المليء بالفتن والاضطرابات والتغييرات.
وعرف الكتاب العادات بأنها مبادئ مجسمة, انتشرت في حياتنا حتى أصبحت أمرًا معتادًا.
ومن خلال هذا العرض المختصر للعادات سيتم توضيح كيفية تطبيقها بشكل عملي للحصول على الفائدة القصوى منها.
كن مبادرًا ومسؤولاً
إن امتلاك روح المبادرة لايعني مجرد السبق إلى القيام بشيء ما؛ بل يعني تحمل مسؤولية سلوكنا في (الماضي والحاضر والمستقبل) واتخاذ قراراتنا بناء على القيم والمبادئ بدلاً من الحالات المزاجية والظروف. إن من يملكون روح المبادرة عادة ما يقدمون على التغيير بشجاعة فإنهم يقومون بذلك عن طريق تطوير أنفسهم بشجاعة وممارستهم لأربع ملكات بشرية متفردة هي: الإدراك الذاتي؛ الضمير؛ الخيال؛ الإرادة المستقلة، بالإضافة إلى تبني أسلوب البدء من الباطن إلى الظاهر أثناء عملية التغيير، إنهم يقدمون على اتخاذ قرارات حياتهم عندما يقررون خوض حياتهم بطريقة إبداعية
ابدأ والمنال في ذهنك (تحديد الهدف مع ثبات القيم)
كل الأشياء يتم تحقيقها على مرحلتين؛ أولاها المرحلة الذهنية، وثانيتها المرحلة المادية، وفي العادة يقوم الأفراد وفرق العمل برسم مستقبلهم من خلال وضع رؤية ذهنية لأي مشروع وتحديد الهدف منه، فهم لا يعيشون يومًا بيوم دون أن يخططوا شيئًا في ذهنهم؛ بل يقومون بإلزام أنفسهم بالمبادئ والقيم والعلاقات؛ والأهداف الهامة بالنسبة لهم بعد رسم صورة محددة لتلك الأشياء في عقولهم.
وتعد رسالة الحياة هي أسمى صور الابتكار العقلي للفرد والأسرة، فضلاً عن أنها ذات أهمية كبيرة لأنها تؤثر على كل القرارات الأخرى. إن خلق ثقافة تجمع بين المهام والرؤى والقيم المشتركة هو جوهر القيادة.
ابدأ بالأهم قبل المهم
إن البدء بالأهم قبل المهم هو المرحلة الثانية، وهو تنظيم وتجسيد التصور الذهني لأهدافك ورؤيتك وأولوياتك الهامة, بحيث لا تأتي الأمور الهامة قبل الأهم, ويركز الأفراد والمؤسسات على أهم الأمور سواء كانت عاجلة أم لا, فأهم شيء هو أن ترتب الأشياء الهامة وفقًا لأهميتها.
تفكير المنفعة للجميع
التفكير على أساس المنفعة للجميع هو إطار عقلي وجداني يسعى دائمًا لتحقيق فائدة متبادلة، ويقوم على الاحترام المتبادل في جميع التفاعلات الإنسانية, هو تفكير يقوم على الوفرة, وفرة في الفرص والثروة والموارد أي أنه معين لا ينضب, بدلاً من الندرة والتنافس بين الأقران.
إنه ليس تفكيرًا أنانيًا يقوم على مبدأ (المنفعة للذات وضرر الجميع) وفي حياتنا العملية والأسرية غالبًا ما يفكر الأفراد بشكل متعاون, ويشجع مبدأ المنفعة للجميع على إيجاد حل للصراع, ويساعد الأفراد على السعي إلى حلول تقوم على تبادل المنفعة مثل المشاركة في تبادل المعلومات والسلطة والتقدير والجوائز.
حاول أن تفهم أولاً ليسهل عليك الفهم
عندما نستمع إلى الآخرين بهدف الفهم أولاً بدلاً من الاستماع بهدف الرد, فإننا بذلك نبدأ في إقامة تواصل حقيقي وبناء علاقات قوية, عندما يشعر الآخرون بأنه تم فهمهم فإنهم يشعرون بالثقة في أنفسهم ويشرعون في التخلي عن الأساليب الدفاعية حتى تتزايد الفرص للتحدث بحرية والفهم بسهولة لكل الأطراف.
ويتطلب السعي إلى فهم الآخرين تعاطفًا من المستمع, أما المحاولة لأن يفهمك الآخرون فتتطلب الشجاعة، وتكمن المثالية في الموازنة بين هذين الأمرين.
التكاتف مع الآخرين
إن التكاتف هو إنتاج بديل ثالث, فهو ثمرة للاحترام المتبادل والتفاهم ولإظهار وجهات النظر المختلفة في حل المشكلات, فإن فرق العمل المتعاونة تزدهر على حساب الطاقات الفردية ليصبح الكل أكبر من حاصل مجموع أجزائه, كما تؤدي تلك العلاقات إلى نبذ الخصومات الدفاعية وتطمح إلى تحقيق تعاون إبداعي.
شحذ الهمم باستمرار
تجديد النفس على نحو مستمر في مختلف الأبعاد الأربعة للطبيعة البشرية (البعد الجسدي, البعد الروحي, البعد الفكري والبعد الاجتماعي) يزيد من طاقاتنا فيساعد على تنمية الرؤية والتجديد والتطوير المستمر والحماية من إهدار الطاقات, والمؤسسات التي تتبع هذه العادة تكون على طريق الازدهار والنمو المستمر.
واعتمد هذا الكتاب في عرضه المفصل للعادات السبع على سرد القصص الواقعية لبعض الأشخاص بمختلف جوانب الحياة, معتمدًا على تأكيد معنى وفوائد ما تم عرضه للعادات السابقة ومدى تأثيرها في هؤلاء الأشخاص, تمشيًا مع مبدأ التكرار وسيلة جيدة للتعلم وتثبيت المعلومة.

بقلم: أماني البحيري