طور الباحثون في ميادين علم النفس و التربية والإدارة اختباراً خاصاً أسموه الاختبار التساعي
Ennegram Test يهدف مساعدة الأفراد على أن يصبحوا أكثر اتزاناً و اندماجاً مع الذات،
واعتماداً على ذلك فقد صنف العلماء الشخصيات إلى تسعة أنماط مختلفة، تتباين في طبيعتها،
تفكيرها، طريقة كلامها، استماعها، عواطفها، مشاعرها، ومعتقداتها، وهذه الأنماط هي: المساعد، المحفز، الفنان، المفكر، المخلص، متعدد المهارات والاهتمامات، القائد، صانع السلام، والمصلح. (السعود،2012: 217)
من خلال هذا التصنيف طورت باست (Bast,2002) نظرية الإرادة و القدرة على مواجهة الصعاب، و تعتقد باست (Bast) أن هذه النظرية تساعد القادة في إخراج كامل طاقاتهم و الاستفادة منها في تحقيق الأهداف المنشودة. (Bast,2003:1)
و حددت باست (Bast,2003:1) النماذج التسعة معتمدة على ثلاثة أسئلة مركزية للإجابة عن السؤال الأهم: ما هو السلوك المميز لمجموعتي ؟
أ#- ما هو نمط حياتي ؟
ب#- كيف أصف نفسي ؟
ت#- ما هو نمط الحديث المطابق لي ؟
واقترحت باست الأصناف القيادية التالية التي وصفتها بأنها مناسبة لمواجهة الصعاب :
1- النمط المثالي: يركز على أعلى مقاييس الامتياز، ويكون قدوة ومثالاً وأنموذجاً للمرؤوسين، وهم يركزون على الكمال ويمتلكون ضميراً داخلياً يحاكمون به أنفسهم والآخرين.
2- النمط الناصح أو المرشد: هو القائد الذي يهتم بغيره دون شروط ، ويستمد رضاه من رؤية
وتشجيع الآخرين وتطويرهم ، لذلك يعتبر أكثر الداعمين لمرؤوسيه، وهو يعطي دون توقع المقابل أو الثواب، و قوته الدافعة هي الكبرياء، والتي ترتبط بالذات، ولذلك يميل لأن يكون في وسط الأشياء ، يقدم المساعدة والنصيحة ، سواء أراده المرؤوس أم لم يردها .
3- نمط النجم أو اللامع : ويوصف هذا القائد في كثير من الأحيان بوهم العظمة ، وهو مخاطر،
ومغامر، يحقق إنتاجية عالية لمؤسسته، ذو كفاءة عالية، يتكيف لتحقيق الأهداف العالية، ويحب ان يحسن صورته في نظر الآخرين، ولذلك يعد أنموذجاً هائلاً للمرؤوسين، أما قوته الدافعة فهي الزهو والمباهاة، ويبرر عدم مشاركة الآخرين في اتخاذ القرارات في النتائج العالية التي يحصلون عليها.
4- النمط المبتكر: وهذا النمط قادر على رؤية الأشياء بمنظار جديد ، بعيداً عن الأمور التقليدية، و هو أكثر اتصالاً مع مشاعر مرؤوسيه، إلا أنه مزاجي أحياناً، وقوته الدافعة هي الحسد، والذي يتمثل بعدم الرضا ودائم الاعتقاد أن هناك عشباً أكثر خضرة بمكان آخر.
5- النمط الصانع أو المركب: يمتاز هذا القائد بقدرته على استيعاب الصورة الكاملة، ودمج مكوناتها بطرق إبداعية، وتطويرها بشكل جيد، ولذلك فإن هذا القائد يمكن أن يكون صانع استراتيجيات ، وبارعا، وذا رؤية واسعة، وهو ذكي لديه قدرة فائقة للتأثير على الآخرين من خلال معرفته الغزيرة، فهو يبدو وكأنه يلقي أطروحة دراسية، أو خطبة أثناء كلامه، ، ويفضل أن يكون محاطاً من قبل أناس آخرين ذوي كفاءة عالية.
6- نمط الشريك: و هذا النمط يؤمن بالإدراة بروح الفريق، وهو إداري متميز ، يحاول الحصول على الأفضل من كل فرد، وهو يعد تنفيذياً، بحيث يركز على حاجات المؤسسة المستقبلية من خلال الجماعة، ويماطل ويؤجل ويستخدم برامج عمل خفية مبنية على الشك، وهو دائماً يبحث عن الأخبار السيئة.
7- النمط المستقبلي: يعد هو النمط الأكثر سحراً وفتنة، ويسهل التعامل معه، وهو متفائل بمستقبل المؤسسة، يركز على الخطط طويلة المدى، وتعد العدالة و المساواة مهمة بالنسبة له، بسيط جداً في شرح الأمور، وقوته الدافعة هي الحماس الزائد، فهو دائماً يبحث عن الأخبار السارة، ويحب سماع ما هو مفرح و حسن.
8- نمط المحامي: يهتم هذا النمط بتطوير نفسه وهو قادر على تحمل المسؤوليات الضخمة دون أن يتوجب عليه أن يضبط كل شيء، و ذلك لأن عنده ثقة عالية بنفسه، ويوجد لديه أتباع مخلصون، و عنده قدرات لعمل إنجازات كبيرة، ينظر إليه على أنه تاجر سلطة، ومستبد، أما قوته الدافعة فهي الرغبة في الاستزادة، فهو يتدخل في المواقف، ويوجهها ويسعى وراء السلطة والسيطرة، وربما يضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، لأنه يتكلم بلغة الأوامر.
9- نمط الدبلوماسي اللبق: يتصف هذا القائد بالهدوء والتطور الجيد، يؤمن بالتعاون في المؤسسة، ولديه القدرة العالية في التعامل مع مشكلات الآخرين ، وبناء الإجماع في الرأي، وعنده الميل لاحترام من يخالفه الرأي، والقدرة على الانسجام مع أي نوع من الأفراد، والاندماج مع رغبات الآخرين. (السعود،2012 : 217-220)
كذلك برزت بعض النظريات الأخرى في العام 1989 مثل نظرية باداركو وإلزورت التي رأت بأن القادة يحلون مشاكلهم في ضوء فلسفاتهم الشخصية التراكمية حيث وضحت النظرية ثلاثة أنواع من هذه الفلسفات وهي القيادة السياسية والقيادة التوجيهية والقيادة التي تركز على القيم .
وبغض النظر عن اختلاف النظريات المفسرة للقيادة، إلا أن جميعها تسلم بأن للقيادة حد أدنى من المقومات والقدرات والمهارات التي ينبغي أن تتوافر في كل القادة، والسمات الشخصية للقائد ترتبط أيضا بالموقف إذ قد تبدو ضرورية في جماعة أو موقف معين في حين لا تكون ضرورية وفعالة لقائد آخر في موقف آخر مع جماعة أخرى.