التقويم عملية طبيعية نقوم بها جميعا في حياتنا اليومية بطريقة شعورية آو لا شعورية.فكل و احد منا يقارن بين الأشياء و بين أداء بعضنا البعض و حتى بين تقديراتنا في المواد , و نقارن بين ما نتوقعه في أول كل فصل دراسي و بين ما نحصل علية أخر الفصل و علية نصدر حكم على المادة و أحيانا على دكتور المادة و ناذرا على طريقتنا في التحصيل هل نطورها آم نغيرها آو نستمر عليها.

أذا فما هو التقويم Evaluation ؟

التقويم عملية منظمة لجمع و تحليل معلومات لتحديد مدى تحقيق الأهداف المرسومة (النبهان,2004:39).و التقويم عملية يقوم بها الإنسان للكشف عن الحقيقة الجهود التي يبذلها و أثرها فيما كان ينبغي الوصول إلية مستخدما في ذلك معايير و مقاييس يحددها هو بنفسه و ينبغي علية أن يستخدمها (المغلوث,1417ه:38).

هل هناك فرق بين التقويم Evaluation و التقييم Assessment و القياس Measurement ؟

القياس Measurement :هو وصف كمي لمقدار§ السمة التي يمتلكها الفرد, و لا يرقي ذلك إلى إصدار أحكام حول تلك السمة (النبهان,2004م:38)

التقييم Assessment :فقد شاع استخدام في مجال قياس§ الشخصية و في الميادين الإكلينيكية و في و صف أداء أو إنتاج الفرد في المعمل آو البرنامج التدريبي في ضوى عدد من المحكيات كالامتحانات التجريدية و غيرها
(النبهان, 2004م:39)

بين التقويم Evaluation :هو عملية إصدار الحكم أو§ وصف كمي آو نوعي للدرجة آو لمستوى الأداء
(النبهان , 2004م:38)

و هناك من يشير إلى أن كل من التقويم و التقييم مصطلحين يعبرنا عن عملية واحده ,و آخرون يرون أن لفظ تقويم في اللغة العربية هو الأقرب و الأنسب من لفظ التقييم (المغلوث, 1417هـ:6),و هناك اتفاق أن التقويم يشمل كل من القياس و التقييم (النبهان, 2004م:40,المغلوث, 1417هـ:7)

*مثال يوضح العلاقة التقويم Evaluation بالتقييم Assessment و القياس Measurement

عند تقويم أداء احد الموظفين(السكرتير) في طباعة الخطابات و التقارير التي تصدر عن أحد الإدارات, نحدد أولا القياس و هو عبارة عن معيار آم كمي آو نوعي فمثلا إذا طبع أكثر من 35كلمة في الدقيقة فهو جيد ,و إذا كانت الكلمات التي يطبعها بين 30 و أقل من 35 مقبول أما إذا كان أقل من 30 كلمة في الدقيقة الواحدة فهو ضعيف.و يمكن و ضع تقييم لأداء هذا الموظف عن طريق مراجعة طباعة و مقارنة أدائه مع أداء أقرانه ,و عليه يتخذ قرار هو الحكم على مستوى الموظف إما يحتاج إلى تدريب و تطوير مهارته الطباعة لدية آو يحتاج إلى مكافأة لكونه مميز في الطباعة يستمر في أداء عمله أو يعفى عن أداء الطباعة التقارير لأنه بطئ غير صالح

ما أهمية التقويم Evaluation ؟

في كونه يقدم بيانات و معلومات صادقة عن الأنشطة القائمة يوضح عوامل فشلها أو نجاحها (المغلوث,1417هـ:4)

ما المقصود بالعملية التقويم Evaluation ؟

تعددت التعاريف التقويم و لكنها اتفقت على أنه جهود عقلانية تستعمل في الغالب الطريقة التجريبية آو أي طرق أخرى من طرق البحث بهدف توفير المعلومات الضرورية لاتخاذ القرار المتعلقة بالخطط و البرامج و السياسات المقومة , فالأهداف و النتائج هما العاملان الأساسيان في بحوث التقويم (الصوا و حماد ,1425هـ:16).

فعملية التقويم ليس ظاهرة حديثة فهو موجود منذ قرون طويلة إلى جانب الإدارة ليصبح في نهاية المطاف تخصصا مستقلا .
و من المراحل التاريخية لتطور مفهوم تقويم البرامج و السياسيات :

المرحلة الأولى :

منذ النصف الأول من القرن العشرين و هي مرحلة فنية,حيث لعب المقومين دورا فنيين مستخدمين المقاييس و الاختبارات المقننة فقد تم التعامل مع القياس باعتباره موازيا للتقويم

المرحلة الثانية:

اعتماد التقويم مدخلا وصفيا موضوعيا ,حصل تحول في دور المقومين من القياس إلى وصف مواطن القوة و الضعف المتصلة بالأهداف المعلنه و المحددة, المأخذ إهمال الاجتهاد في إصدار الأحكام

المرحلة الثالثة:

في أواخر الستينيات انطلقت دعوة لجعل الاجتهاد أحد المكونات الرئيسية لإصدار الحكم مع الاحتفاظ بالوظائف الوصفية و الفنية التي في المراحل السابقة لتعزيز دور المقوم باعتباره قاضيا

المرحلة الرابعة:

هي مرحلة الاستجابة و تعنى اتسع نطاق المقومين ليعملوا على تفهم القضايا و التعامل معها و إن اختلفت القيم و المعايير , بالإضافة لقيامهم بدور المفاوضين و وكلاء التغيير مع ذلك لم يرتقى البرامج إلى مرتبة المهنية
(الصوا و حماد:1425هـ)

بينما يشير بعض الكتاب إلى إن التقويم المهني بدا بعد 1973م , حيث ظهرت بعض الجمعيات و الدوريات المهنية المتخصصة في التقويم , و أدرك المقومين أهمية أن تخدم نتائج التقويم صاحب القرار و أن تخاطب القضايا الأكثر أهمية بالنسبة له و لجمهور المستفيدين من التقويم (الدوسري, 1421هـ:453).

ما أهمية العملية التقويمية كنشاط ؟

الهدف الرئيس هو تقويم أثر برامج العمل التي تهدف إلى تغيير أوضاع و إصلاحها , و يساعد التقويم مدير البرامج و السياسات في تحقيق أهدافهم و يعتبر جزء من صنع السياسات التي تبدأ بالتقدير و ذلك من خلال تحديد البدائل المتاحة لاتخاذ القرارات التي يلبيها التنفيذ و المراقبة و التقويم ثم عودة إلى التقدير "إذن الغاية هي التحسين "(الصوا و حماد, 1425هـ)

أما أهداف العملية التقويمية
(و قد تكون أهداف صريحة أو ضمينة و هي تقع بين فئتين ):

1)أهداف ذات طبيعة نتظيمية و محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:

*هل ينبغي الاستمرار في البرنامج ؟
/ *هل ينبغي توسيعه ؟
/ *هل ينبغي إجراء تغييرات في عملياته؟
*فالتقويم يركز بدرجة كبيرة على تحسين الخدمة أكثر من تقويم ما إذا كانت الخدمة تستحق الإبقاء عليها أم لا

2) أهداف ذات دوافع شخصية (آو اللاعقلانية) و منها:

* التقويم المضلل ( غسول للعين):الهدف الأساسي التموية و تبرير برنامج ضعيف عن طريق تقويم الجوانب الإيجابية للبرنامج
*التقويم المموة (مبيضا للعين):الهدف منه التستر على الجوانب (السلبية آو الضعيفة) للبرنامج عن طريق تجنب أي تقدير معارض

3) و قد يكون تقويم البرامج لغايات فكرية و ذلك لزيادة المعرفة (الصوا و حماد,1425هـ)
ما هو الفرق بين التقويم Evaluation و المراقبة Monitoring؟
المراقبة:الذي يتمثل في تفحص التقدم في العملية او البرنامج مقابل الخطة مع أن المراقبة غالبا ما تساهم في تقديم معلومات مفيدة بشكل كبير و هي جزء ضروري من العملية التقويم (الصوا و حماد,1425هـ).

التقويم :نظره ناقدة و متجردة نحو كل من الأهداف و كيفية تحقيقها (الصوا و حماد,1425هـ).

ما هو التقييم و رقابة Monitoring عملية البرنامج ؟

يميز المقيمون بين تقييم العملية أو التنفيذ, و تقييم النتيجة آو الأثر فإن تقييم العملية يثبت ما هو البرنامج و هل تم تنفيذه كما هو مقرر للمتلقيين الهدف , و هو لا يحاول تقييم آثار البرنامج على هؤلاء المتلقيين , و يسمى تقييم العملية برقابة البرنامج لأنه عمل متواصل ينطوي على مقاييس متكررة على مدارة الوقت , بينما رقابة النتيجة هي القياس المستمر للنتائج المرجوة و المؤشرات لوضع الظروف الاجتماعية المنوط بالبرنامج بتحسينها (Rossi& othe:2004).

يتناول تقييم عملية البرنامج أحد آو كلتا المسألتين الرئيسيتين :

*هل يصل البرنامج للفئة المستهدفة؟
*هل تقديم الخدمة و الأعمال المساندة تتوافق مع خصائص تصميم البرنامج آو المعايير الصحيحة الأخرى ,
و أيضا ما هي الموارد المستخدمة في تنفيذ البرنامج .

النماذج الشائعة لتقييم عملية البرنامج (هناك نموذجين رئيسين لدراسات عملية البرنامج هما ):

1)تقييم العملية آو التنفيذ:

يتم إجراء تقييم العملية آو التنفيذ نمطيا بواسطة مختصي التقييم كعمل منفصل قد يضم موظفي البرنامج لكنه لا يندرج في عملهم الروتيني اليومي, و يقدم تقييم العملية عند اكتماله و أحيانا عندما يكون جاريا المعلومات حول أداء البرنامج لمدراء البرنامج و المهتمين الآخرين ,و من أدوار تقييم العملية:الأول يمكن أن يعمل لوحده كتقييم للبرنامج عندما يكون السؤال عن وحدة عمليات البرنامج و تقديم الخدمة و الأمور الأخرى.مثل قد يكون تقويم العملية الوحيد الصحيح للبرنامج الجديد نسبيا , و تكون مركز اهتمام التقييم التكويني المصمم لتقديم تغذية ارتجاعية مفيدة للمدراء و المشرفين على البرامج , في حالة البرنامج الأكثر رسوخا قد يتم استدعاء تقييم العملية عندما يطرح سؤال حول كيف تم تنظيم البرنامج و نوعية خدماته آو النجاح الذي و صل به إلى المستهدفين مثل: حالة تقديم خدمات الطوارئ في احد المستشفيات يستخدم التقييم لتقدير هل بروتوكولات المعالجة الطبية المقررة تم إتباعها للرمضى في المجموعات التشخيصية المختلفة ,الدور الثاني للعملية آو تقييم التنفيذ يعتبر مكمل لتقييم النتيجة , لان المحافظة على برنامج عملي لتقديم خدمات يتطلب متابعة طريقة تنفيذه ,مثل تقديم خدمة التطعيم تحتاج إلى متابعة كم شخص تم تطعيمه في اليوم ثم في الأسبوع للوصل إلى تقرير تقوييم نهائي مقارنة بين نسبة الإصابة بمرض و مقارنة بالتطعيمات التي أعطيت.(Rossi& othe:2004)

2)تقويم النتائج (الذي يحدث في اخر البرنامج) :

يتكون الشكل الثاني لتقييم عملية البرنامج من رقابة متواصلة من المؤشرات الإدارة الفاعلة للبرامج الاجتماعية و ذلك عن طريقة تقديم التغذية الارتجاعية المنظمة حول كيف يؤدي البرنامج وظائفه الهامة , فهي تساعد المديرين لتصحيح الأخطاء عند ظهورها
مثل الخدمات التي تقدم فواتير للعملاء فرقابة عملية البرنامج في تجميع و التقرير للمعلومات الروتينية للبرنامج(Rossi& othe:2004)

**الخلاصة:**

•تقييم عملية البرنامج هي صورة من التقييم المعد لوصف كيف عمل البرنامج ,و الصور الشائعة لتقييم عملية البرنامج تشمل تقييم العملية (التنفيذ)و رقابة عملية البرنامج , عندما يكون للبرنامج نظام معلومات إدارة متطور فيمكن إن يتم تكامل رقابة عملية البرنامج في التجميع و التقرير للمعلومات الروتينية للبرنامج

•الرقابة عملية البرنامج أشكال مختلفة و تؤدي أغراض مختلفة تجري من منظور التقييم و المحاسبة و إدارة البرنامج

•تقسم قضايا استغلال الخدمة إلى مسائل حول التغطية و المحاباة و يمكن كشف المحاباة في تغطية البرنامج من خلال مقارنات مستخدمي البرنامج و الغير مشاركين و لهم الأهلية و الممتنعون عن المشاركة

•تركز الرقبة على الوظائف التنظيمية للبرنامج على كيف ينظم البرنامج جهوده جيد و يستخدم موارده لإنجاز أعماله الجوهرية يعطي اهتماما خاصا لتحديد القصور في تنفيذ البرنامج و التي تمنع البرنامج من تقديم الخدمات المرجوة للسكان ويتناول تحليل البيانات الرقابية قضايا مثل وصف عمليات البرنامج و مقارنات المواقع و توافق البرنامج مع خطته(Rossi& othe:2004)