إحدى أهم الصفات التي ينبغي لرجال الأعمال وأصحاب الشركات التحلي بها، هي الاستعجال والتطلع إلى النجاح باستمرار وعدم انتظاره، شرط ممارستها وفق أسس واضحة.
وقد لا ينجح الكثير من الأشخاص الأذكياء في أن يكونوا رجال أعمال، بسبب ميلهم الطبيعي إلى تجنب المخاطر، أو إلى الخوف من الفشل أو إلى سوء حظهم. إلا أن أسوأ ما يمكن لرجل الأعمال القيام به، هو انتظار النجاح دون إنجازه.
بينما تضيع على العديد من الأشخاص فرص كبيرة بسبب الإفراط في التفكير والانتظار. والأسوأ من هذا، اعتقادهم أن العمل بجد ودفع المستحقات فقط، كفيل بتحقيق النجاح. وجدير بالذكر أن الريادي المشهور ستيف جوبز، معروف بتعجله وعدم تحليه بالصبر فضلاً عن مزاجيته أحياناً. لكن إلى جانب هذه الصفات، يُعرف عنه بأنه يركز بشكل مستمر على التميز.
يقول والتر إيزاكسون، كاتب سيرة حياة ستيف جوبز: "أعتقد أن هذا هو أبرز ما نعرفه عن ستيف جوبز." ويضيف: "في حال كنت عازماً على القيام بشئ ما، ما عليك سوى التحلي بالشغف وحب التميز. وهذا يعني أحياناً أنك ستكون قليل الصبر في تعاملاتك مع الآخرين. وفي حالة ستيف، فقد استطاع من خلال ذلك جعل الأشخاص ينجزون أموراً كانوا يعتقدون بأنها مستحيلة".
ومن خلال أسلوب ستيف جوبز في العمل، يبدو أن صفة الاستعجال وعدم الصبر تعد عنصراً أساسياً للقيادة. ويمكن تسميتها بـ"القوة الدافعة" أيضاً، وهي كالطاقة التي تجعلك منطلقاً باستمرار. لكن ذلك لا يعني الاستغناء عن الخطة أو الرؤية، التي تبين لك كيفية الوصول إلى هدفك.
من جهة أخرى عليك الانتباه؛ فإن الاستعجال في بعض الأمور قد يأتي بنتائج عكسية. وذلك عندما تفقد السيطرة على الأوضاع، كأن تعلق في أزمة المرور وأنت في طريقك إلى إحدى المناسبات أو الاجتماعات المهمة، وفي هذه الحالة لا يمكن لاستعجالك وعدم صبرك أن ينقذك من هذا الموقف. وفي مثل هذه الحالات يبدو أن التعقل هو الخيار الأكثر حكمة، بدل الشعور بالإحباط أو التسرع في البحث عن حلول.
وبشكل عام، يستطيع المرء دوماً إيجاد أسباب وجيهة للتكيف مع الأوضاع الراهنة من حوله. لكن عندما يتعلق الأمر بحياتك المهنية وأحلامك، فإن التحلي بصفة الاستعجال يعد أمراً لا بد منه، بل في بعض الأحيان عليك أن تكون عديم الصبر، لإحداث تغيير نوعي على حياتك.