كتب الكثير عن ميزات الإدراة الناجحة و أسرارها و عن الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها و من هذه الصفات التحلي برؤية عميقة و الإلتزام و العمل بجد و تحفيز الناس الآخرين على العمل و إعطاء الأفضل ما عندهم كما تضم هذه الصفات أيضا النزاهة و القيادة و الحس السليم. إذا ما هي الجوانب التي يقع فيها المدراء في هفوات تؤدي إلى فشلهم؟ في هذا المقال يزودم خبراء بيت.كوم المهنين بمجموعة من هذه الهفوات و كيفة تجنبها.
وضع الأهداف الضعيفة

يطلب من الشخص الذي يشغل منصب إداري وضع مجوعة معينة من الأهداف لموظفيه حتى يعملوا على تحقيقها و عليه ضمان ذلك.يضع المدارء الناجحون أهداف تنم عن ذكاء أصحابها موضوعة بناء على مقاييس و دراسات دقيقة تتسم بإمكانية تحقيقها خلال مدة معينة من الزمن لا تتسم بالطول. أيضا، يتمتع المدراء الناجحون بمهارة عالية في توصيل مرادهم بوضوح و إيجاز إلى موظفيهم بأسلوب يخلو من الغموض. ننصح كل مدير آلا يهاب وضع أهداف كبيرة، لكنه بنفس الوقت عليه أن يزود موظفيه بالأدوات التي تلزمهم لتحقيق تلك الأهداف خلال فترة تدريبهم و متابعة آداء الموظفين بحسب الجدول الزمني الموضوع و كذلك من خلال تبنيهم المرونة المصاحبة لمنحهم الحرية التي تتيح الفرصة للموظفين العمل براحتهم دون أية ضغوطات أما إذا إتبع مدير ما نهج معاكس للذي ذكر هنا، سيكون مصيره و أهدافه و موظفيه عرضة إلى الخطر.
المتابعة الحثية و الإبتعاد عن إلهام الآخرين

يدرك جميع المدارء الفاعلين ضرورة تبنيهم لإستراتجيات إدارية مرنة و ذلك لأثرها الإيجابي المتروك عليهم من جهة زيادة خبراتهم و توسيع أفاقهم الإدارية و من جهة مضاعفة إنتاجية فريقهم كما يدرك هؤلاء المدراء إتباعهم لإستراجية مرنة سيوجه فريقهم نحو النجاح الباهر الذي لا يؤدي له إتباع الطريقة التقليدية في الإدراة. يعمل أفضل المدراء و أكثرهم براعة على مشاركة رؤيتهم مع موظفيهم حتى يزيدوا من حماسهم و إعطائهم الدافع الذي يحثهم على رفع إنتاجيتهم الأمر الذي يجعلهم راغبين في تحقيق هذه الرؤية بشكل أكثر من ذي قبل. كما يعمل المدير الناجح أيضا على فتح مجال للموظفين يشجعهم على إبتكار حلول جديدة للمشاكل التي تواجهم. تتم تلك العملية من خلال إطلاع الموظفين على أهم أهداف الشركة و مشاركة مخطط سير العمليات المقترح و ترك المجال لهم ليضعوا إستراتيجياتهم الخاصة التي يحبوا أن يتبعوها ليحققوا تلك الأهداف بعد تدريب الموظفين بشكل جيد و التأكد من قابليتهم لذلك. يستوعب المدراء الفاعلين أهمية المتابعة و إصدار توجيه الإنتقادات و الآراء و التي تعد من عناصر الإستراتيجيات التقليدية للإدارة، لكنهم بنفس الوقت يبذلون أقصى جهدهم حتى لا يضغطو موظفيهم أو يتدخلوا في شؤونهم بشكل زائد عن حده. يعمل المدراء الفاعلين وفق قاعدة ذهبية واحدة لا غير و هي إطلاع الموظفين عن نوعية العمل الازم إجارئه و النتائج المترتبة عليه دون إطلاعهم على طريقة إنجاز ذلك العمل عبر دفنهم تحت أكوام من كتيبات الإرشادات أو إجبارهم على إتباع سلسلة من القوانين التي تحجم الإبداع و تقلله.
الخوف من توظيف المتميزين

يتمتع المدير الناجح بثقة عالية في نفسه و يسعى دائما إلى تعين أفضل الأشخاص للعمل لديه و يعمل على غرس جميع القيم التي تجعل منهم قيادين محنكين في المستقبل. أما بالنسبة للمدير الغير محنك و الغير الفاعل، فهو لا يوظف أفضل الأشخاص المتقدمين للوظيفية لأنه يكتفي بتوظيف الأشخاص العاديين الغير مميزين خشية من قدوم شخص آخر أفضل منه يسلبه الإمتيازات التي يتمتع بها، و بإتباعه هذا الأسلوب يعمل على تكرار نفسه بشكل غير مباشر. يتميز المدراء الفاعلين عن غيرهم بقدرتهم على تحفيز طاقمهم الوظيفي حتى يحسن آدائه و يعطي أفضل ما عنده من خلال إرشاده و تدريبه و توجيه النقد البناء له مما يشجعه على الإبتكار و التطور، الأمر الذي يعمل من أعضائه مدراء ناجحين و فاعلين في المستقبل.
إهانة طاقم الوظيفي

يؤدي الأسلوب الهمجي و القاسي الذي يتبعه المدراء الذين يفتقرون للخبرة و الذي يكثر فيه توجيه النقد الهدام للموظفين الذي تندر فيه الإيجابية إلى درجة إنعدمها إلى فشل المدير الذي ينتهج هذا الأسلوب في كسب إحترام موظفيه. بالمقابل، يحترم المدير الفاعل موظفيه و يوجه لهم النقد الإيجابي إليهم على نحو مستمر و علني و أما إذا كان لديه تعليق سلبي فيوجهه إليهم في مكان خاص لا يوجد فيه غيرهم، هذا النوع من النقد يرتكز على الجانب المهني للموظف فقط و لا يتخطاه إلى الجوانب الشخصية. يعتبر المدير المحنك مصدر إلهام لموظفيه و يحثهم على إعطاء أفضل ما عندهم من خلال مكافأتهم على الإنجازات التي حققوها. يضاعف هذا الأسلوب حماس الموظفين على العمل مثلما يزيد إحترامهم و ولائهم لمديرههم لما يعطيهم هذا الأسلوب الثقة الكاملة عند توجيهم أية أفكار و آراء آخرى مختلفة عن تلك الصادرة عن وجهة نظر مديرهم.
تجنب تطوير مهارتهم و ذاتهم

أصبحت المعرفة في يومنا هذا هي العنصر الحيوي الوحيد الذي يمنح شركة ما الأفضلية في المنافسة عن نظريتها في السوق، الأمر الذي يدفع المدير الفاعل إلى العمل على تطوير نفسه و مهارته حتى لا تغدو عديمة الفائدة لقدمها بسب عدم مجاراته لركب التطور المعلوماتي الذي يطرأ على المفاهيم الإدارية. بينما لا يتحلى المدراء الواثقين بشكل زائد عن اللزوم بأنفسهم بحب و لا برغبة في تطوير أنفسهم و الإكتساب المزيد من الخبرات، يتحلى المدير الناجح بالصدق تجاه نفسه فهو مدرك لضرورة بقائه على إتصال مع ما هو جديد في عالم الإدراة من جميع النواحي و هو بالتالي لديه أهتمام كبير في تطوير كوادره الوظيفية و يشجعهم على ذلك من خلال وضع خطط واضحة لتطوير مهارات الموظفين و تصميم برامج تقيم للآداء الوظيفي تركز على تطوير الموظفين الذاتي لأنفسهم.
الإفتقار إلى مهارة الإتصال الجيدة

يحرص المدير الناجح على فتح قنوات إتصال متبادلة بينه و بين فريقه و الأقسام الآخري في الشركة و التي يتم تبادل النقد البناء و الأفكار من خلالها بالإضافة إلى توجيه الآراء منه و إليه عن بعض المشاريع التي يتم العمل عليها. تمكن تلك القنوات المدير الناجح من الإستماع إلى هموم و إقتراحات الموظفين بعقل منفتح كما يستغل تلك القنوات لتذكير موظفيه بمهمة و رؤية و أهداف الشركة التي يعمل على إدارتها. يمكن إعتبار إي مدير ناجح من مناصري سياسة الباب المفتوح التي يتقبل من خلالها الآراء و الإقتراحات الصادرة عن موظفيه، الأمر الذي يفتح المجال للموظفين لكي يبدعوا في الخورج بأساليب جديدة تمكنهم من معالجة العمليات بطريقة أفضل أو الخروج بأفكار جديدة تستطيع الشركة إستخدمها و توظيفها. يبدي المدير الفاعل إهتماما صادق في جميع الآراء الصادرة عن فريقه و ينصت لها بحيوة كما يشجع أفراده على المبادرة في تحمل مسؤوليات أكثر. أما بالنسبة للمدراء الغير فاعلين، فهم يظنون نفسهم أرقى من متبعي سياسة الباب المفتوح و لا ينصتوا إلى موظفيهم و لا يهتمون لآرائهم، فهم غير مدركين إلى الأثر السلبي المترتب على إتباعهم لهذه الممارسات الكائن في قتل روح المبادرة و الإبداع لدى موظفيهم.
لوم الآخرين و عدم تحمل المسؤولية

إرتكاب الأخطاء أمر شائع جدا بين الناس و لا يوجد مخلوق في هذه الدنيا معصوم عنه و هذه حقيقة يدركها المدير الناجح و يعلم من أنها وسيلة جيدة للتعلم و إكتساب الخبرات الجديدة كما لديه الإستعدادية أن يتحمل مسؤولية خطأ إرتكبه أحد عناصر فريقه. كذلك، يعلم المدير الناجح أن أكثر الأشخاص وعودا عنده في الفريق سينمو و يتطور مهنيا نتيجة للأخطاء التي إرتكبها و سيرتكبها في المستقبل كما يعلم أيضا أن ذلك الشخص لن يعمل على إرتكاب أخطائه السابقة مجددا. يقدر المدير الجيد أعضاء فريقه و يحترمهم، فهو لا يقوم بإحراج أي موظف أرتكب خطأ ما أمام زملائه و يصنع منه عبرة للآخرين و لا يلجأ إلى التملص من تحمل مسؤولية أخطائه و تأشير أصابع الإتهام إلى غيره من الذين يعملون لديه عند إشتداد الظروف.
إحتكار التقدير الصادر بسب نجاح الآخرين

يعمل المدراء الغير ناجحين على إستغلال فريقهم و إحتكار التقدير الصادر نتيجة لإنجاز ما حققه الفريق ككل أو عمل على تحقيقه عضو ما إلى إنفسهم بينما يقوم نظرائهم المحنكين بتوجيه إمتنانهم و تقديرهم إلى الفريق ككل أو إلى صاحب ذلك الإنجاز. يعمل المدراء الناجحين على تشجيع أعضاء فريقهم و الرفع من معنوياتهم من خلال تقديرهم و توجيه إمتنانهم للفريق بأي وسيلة ممكنة. يقوم المدراء الناجحين بتوجيه الشكر و الإمتنان إلى فريقهم بالعلن على العمل الجيد الذي إنجزوه كما يدركون أن الصورة الصادرة عن الفريق الذي يديرونه هي إنعكاس مباشر عنهم و عن ممارساتهم، فإذا أرادوا أن يعطيوا أنفسهم صورة إيجابية فلا بد لههم أن يعملوا على رفع معنويات فريقهم حتى يضمنموا ذلك.
الولع بالبيروقراطية الغير منقطع النظير

يتمتع المدراء الغير فعالين بولع غير منقطع النظير بالبيروقراطية و قيودها على عكس المدراء الفاعلين المحنكين المدركين إلى أهمية التخلص منها و ذلك لما يمنح الشركة التي يدورنها المرونة التي تمكنهم من مجارة الشركات الآخرى المنافسة لها حيث تمنحهها السرعة في التأقلم مع التغيرات التي تحدث في السوق و كأنها شركة صغيرة في طور نموها. أيضا، يعتبر المدراء الفاعلين المرونة من العوامل التي تعطيهم الأفضلية في المنافسة مع الشركات الآخرى و تساعدهم على الحفاظ عليها في ضوء التغيرات التي تحدث في السوق بسب المجال الذي تتركه أمام التدفق الحر للأشخاص و الأفكار و المصادر.
الإنفصال التام عن موظفيهم

يحرص المدير الفاعل على الجلوس مع أعضاء فريقه ليتعرف على شخصياتهم بشكل أكثر تفصيلا مما يعطيه المعرفة الكاملة حول نقاط ضعف و قوة كل عضو فيه إلى جانب إعطائه فكرة عن الحافز الذي يدفعهم نحو تحقيق أهدافهم و مالذي يعمل على تهبيط عزائهم و يثير تذمرهم. أيضا، يعمل المدير الناجح على تخصيص بعض الوقت لأخذ لمحة عن الحياة الشخصية لكل فرد بينما يسعى المدراء الذين يفتقروا المهارة و الخبرة إلى ترك فسحة و مسافة بينهم و بين الذين يعملون لديهم. كما يتمتع المدراء المحنكين بقدرتهم على جعل الموظفين الذين يعملون لديهم يعطون أفضل ما عندهم بسب كسبهم إحترام و ولاء الذين يعملون لديهم من خلال إحترامهم للإحتياجات الفريدة لكل شخص يعمل معهم. يتميز المدراء الناجحون عن غير هم كذلك بتمتعهم بروح فريق عالية جدا و التي تمكنهم من الإتصال مع الفرق التي يديرونها بفاعلية، الأمر الذي يساهم بزيادة راحة الموظفين في أثناء العمل لمعرفتهم بوجود شخص يدعمهم بشكل غير منقطع حتى في ضيقتهم. ببنائهم بيئة يسودها جو من الدعم يعمل المدارء الناجحون من الشركة التي يديرونها فريق متماسك تلفه روح الصداقة و الحماس التي ينتج فيها معدلات آداء و إنتاجية لم يكن لها مثيل قط.