في مقابلة أجرتها معه مجلة دير شبيغل الألمانية، انتقد تيم كلارك، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، نتائج التحقيق حول حادثة اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية. كما صرح بقوله: "سأستمر في طرح الأسئلة حول هذه الحادثة، حتى لو سعت بعض الجهات إلى تجاهل ذلك".
وفي الوقت الذي يستمر فيه البحث منذ مدة طويلة عن هذه الطائرة، وهي من طراز بوينغ 777-200، تتزايد حدة الانتقادات حول مجريات التحقيق، لاسيما من قبل عائلات وأصدقاء الـركاب الذين كانوا على متنها، وهم 239 راكباً.
ويشير كلارك إلى أنه يجب الطعن في جميع الحقائق التي توصلت إليها عملية البحث، وإعادة دراستها بشفافية كاملة، مؤكداً على ذلك بقوله: "نحن بحاجة إلى معرفة من كان على متن الطائرة بالتفصيل؛ فلا بد أن بعض الأشخاص على علم بذلك قطعاً". ويضيف: "إننا بحاجة إلى معرفة ما كان في مخزن الطائرة أيضاً". ويذكر أنها فقدت في 8 مارس/ آذار بينما كانت في طريقها من كوالا لمبور إلى بكين.
فيما تشغل شركة طيران الإمارات التي تتخذ من دبي مقراً لها، 9 طائرات من الطراز نفسه ضمن أسطولها الخاص، وهذه حقيقة لا تغيب عن بال كلارك. غير أن الأعطال الميكانيكية المحتملة في هذا النوع من الطائرات،لم يكن هو السبب وراء ما حدث. بل على العكس تماماً، فإن طائرة 777 توصف بأنها إحدى الطائرات التجارية الأكثر أماناً في العالم.
ويعتقد كلارك أن أحداً ما استولى على الطائرة بعد أن سيطر عليها، وأنه يتوجب تتبّع المدة الزمنية من إقلاع الطائرة حتى لحظة سقوطها في المحيط الهندي وفقاً للاعتقاد السائد، على الرغم من عدم العثور على أي أثر للطائرة في المحيط، ما عدا بعض الإشارات الإلكترونية بين الطائرة والقمر الصناعي، والتي يرى كلارك أنها غير دقيقة أيضاً.
وفي الوقت نفسه، ذكر مكتب "سلامة النقل" الأسترالي مؤخراً، في أحدث تحليلاته حول الحادثة، "أنه يجب إعطاء أولوية البحث تحت الماء للمرحلة التالية من عملية البحث إلى الجنوب، ضمن منطقة البحث الواسعة ". وتشير النتائج إلى أن هذا التحليل الجديد، هو نتيجة إعادة النظر ببيانات الاتصال بين القمر الصناعي والطائرة، وبمعلومات عن مكالمة هاتفية لم تتم الإجابة عليها، أجريت من الأرض إلى الطائرة، وذلك بعد دقائق من آخر بيانات الرادار المتوافرة عن الرحلة."
كما يدل مجموع هذه البيانات الجديدة إلى أنه عند آخر اتصال بالقمر الصناعي، كان وقود الطائرة يقترب من النفاد على الأرجح، وكانت الطائرة تهوي فعلاً. فخلال عمليات المحاكاة التي أجريت على هذه الحادثة، تبين أن نفاد الوقود من المحرك الأيمن تبعه اشتعال حريق في المحرك الأيسر، مما أدى بالطائرة إلى أن تهوي بشكل حاد ولولبي.
وفي مثل هذا الافتراض، يبدو أن الطائرة قد دخلت الماء خلال فترة قصيرة نسبياً، بعد انطفاء المحرك الأخير. وفي حال كان الأمر كذلك، فإن الباحثين يتوقعون أن الطائرة المنكوبة تقع على مقربة مما يسمى بـ: "القوس الـ7"، وهو الطريق المحتمل الذي اتخذته الطائرة خلال رحلتها إلى جنوب المحيط الهندي.
فيما لم يعلق الأستراليون على الكيفية التي ستؤثر بها هذه المعلومات الجديدة، على جهود البحث الجارية عن حطام الطائرة في قاع البحر.