فشل معظم الشركات في وضع خططها الاستراتيجية في كثير من الأحيان. ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن نسبة ضئيلة لا تتجاوز 3٪ من الشركات يرى مسؤولوها أنها تنجح في تنفيذ استراتيجياتها، فضلاً أن واحدة من كل 3 شركات تدمج خططها في عملياتها اليومية بفعالية عالية.
فيما يعزى الفشل في عمليات التخطيط إلى ارتكابها أخطاء قاتلة تمنعها من تحقيق أهدافها طويلة الأجل، مما يؤدي إلى فشل الخطة الاستراتيجية الموضوعة بكاملها أحياناً.
ونعرض لكم فيما يلي أكثر 4 أخطاء منتشرة بين الشركات، بدءاً من من أقلها أهمية:


1-الاعتقاد بأن الميزانية عبارة عن خطة:
عندما يتم تناول مفهوم التخطيط على أنه عملية لإعداد الميزانية، قد يكون هناك اتجاه وميل لملء الأرقام في جدول بيانات، بناء على التفكير بمنطق "كل شيء في مكانه"، وأن التكاليف الأخرى واضحة، والعمل على ما هو عليه. وبالتالي فإن هذه هي الأرقام ذاتها للسنة المقبلة. وينطبق هذا الأمر على الشركات عالية الأداء، لكنها تستخدم عملية تخطيط تحتوي على تفاصيل أكثر، مثل: بداية واضحة لتحديد وتقييم الفرص المحتملة، وتناول استراتيجيات جديدة، ومناقشة الأهداف التي قد تبدو للوهلة الأولى غير قابلة للتحقيق.
كما ينبغي لعملية التخطيط، أن تحدد الأشخاص والعمليات والبرامج التي لم تعد تخدم الشركة، أو تلك التي أصبحت غير فعالة. ويتطلب هذا الأمر الثقة أولاً، والتخطيط ثانياً، ووضع الميزانية ثالثاً.


2-التردد في معالجة القضايا الكبيرة:
في خضم جلسات التخطيط للتعبير عن رؤية معينة، والاتفاق على الأولويات، ووضع خارطة طريق لتحقيق النجاح، غالباً ما يفشل القادة في استغلال الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن الوضع الحالي. ولتحقيق الأهداف يجب على القائد وفريقه التحدث عن جميع العقبات التي تحول دون تحقيق أداء عالٍ. ولا يعني التوافق على ذلك أن الاختلاف غير موجود، بل على العكس من ذلك تماماً، إذ إن تحقيق التوافق الحقيقي لا يكون إلا في حال إثارة الاختلافات، للتوصل إلى حل تدعمه الأطراف جميعها.

3- وصول الخطة إلى مرحلة معقدة:
كلما زادت التعقيدات في الخطة الموضوعة، زاد احتمال الفشل. لذلك، عليك الحفاظ على نهج بسيط ومباشر أثناء عملية التخطيط. بالإضافة إلى التزام فريقك القيادي بما يجب إنجازه وبكيفية تحقيق الأهداف المحددة.


4- الفشل في محاسبة الأشخاص:
يتعين على القادة تأخير مرحلة التخطيط إلى أن تتهيأ الظروف في شركاتهم للتغيير، فالتخطيط يساوي التغيير. وبموجب ذلك، تكون أولويات العمل في هذه المرحلة أكثر وضوحاً، بما يؤدي إلى النجاح.
وبوصفك قائداً، أنت من سيقوم بوضع قواعد اللعبة، فالأمر ملقى على عاتقك لتنظيم عملية التخطيط، التي من خلالها ستحقق أنت وفريقك أهداف الشركة.