ما الفرق بين الإلقاء والخطب *

ثمة خط دقيق جداً يفصل ما بين الخطب, والإلقاءات, فالخطب إجمالاً, يكون القصد منها إقناع الناس, أو الترفيه عنهم, أو نقل المعلومات إليهم, كالخطب السياسية, وخطب ما بعد الغداء, وهي غير مألوفة نسبياً في جلسات الأعمال. أما الإلقاء فله غرض أوسع من ذلك, فبالإضافة إلى سعي الإلقاء لإقناع الحضور, فهو يسعى أيضاً إلى شرح الأفكار, ومشاطرة المعرفة, والتجارب, وإلى مساعدة الحضور على اتخاذ قرارات مبلغة إليهم, واستنباط ردودهم على ذلك.

يأتي الإلقاء بعدة أشكال نذكر منها المؤتمرات, والمنتديات المتخصصة, والحلقات الدراسية التي تعقد في المعارض, والإلقاءات الخاصة بالفرق, والأقسام, وطرح المنتجات في الأسواق, والاجتماعات السنوية العامة, والمؤتمرات الصحفية.

وجميع المعنيين بهذه الإلقاءات يسعون من خلالها إلى تحقيق شيء ما, وهؤلاء هم: الجهة المنظمة للإلقاء (كصاحب العمل, أو شركة المؤتمرات), ومقدم الإلقاء, والحضور (وخاصة إذا كانوا قد دفعوا مبلغاً ما مقابل حضور الإلقاء).

ويعرف الإلقاء الناجح بأنه ذلك الإلقاء الذي يحقق هذه الأهداف عن طريق تصميم الإلقاء لا عن طريق الفرضيات. فالإلقاء المرجح له تحقيق تلك الأهداف هو الإلقاء الذي يتم تقديمه بثقة تامة من قبل أناس خططوا للإلقاء واستعدوا له استعداداً كبيراً.



* كيف تنمي قدرتك على الإلقاء, ميخائيل ستيفنز, سامي تيسير سلمان, بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع, ص 11-12, 1996 .