ما هو التدريب ؟ *

تستطيع قضاء جلسة ممتعة جداً – مدتها نصف ساعة – مع مجموعة تسألهم عن تعريف التدريب, وقد تكون بعض إجاباتهم كالتالي:
(( يحدث في إجازات العمل )).
((يحدث أثناء العمل )).
(( هو التوضيح لشخص ما كيف ينفذ شيئاً ما)).
(( تقديم مجموعة من الأشياء على المتعلم أن يحققها)).

وعادة ما ينظر للتدريب كشيء مرتبط بالعمل, التدريب في العمل, والتدريب بعد ترك العمل, أو أنظمة تدريب العمالة. ونرى التدريب في حالات عديدة كعملية رسمية, مثل الجلوس مع مدرب في حجرة تدريب, تدعم عادة بمواد, مثل: دليل للتدريب, والأسس الجديدة لكيفية تعلم الناس, وأساليب التعليم, والاستماع, وطرح الأسئلة, وتقديم تعليق عملي موضوعي عن الأداء التدريبي, مثل التعليم, وإلقاء المحاضرات, والتدريب, التقويم. وهناك عادة توقع بأن للتدريب أهدافاً, وأغراضاً, ومحتويات منظمة, وتقويماً.

ومن خلال هذه العملية يوجد مدى هائل من التنوع في الاختلاف, معتمداً على طريقة المدرب, وأسلوبه, وموضوع التدريب. وعند إحدى نهايتي السلسلة, يوجد المدربون الذي ييسرون الأشياء بصورة كبيرة, حيث يستخدمون مدخلات أساسية قليلة جداً, وحيث يعتمدون في المقام الأول على خبرتهم في توليد الأفكار من خلال المجموعة, والدافع هو الحصول على نتائج كبيرة جداً. وعند النهاية الأخرى يوجد مدربو المهارات التقليدية جداً, وهؤلاء قد يستريحون أكثر في اتباع طريقة "السرد", وأسلوبهم الطبيعي هو إدخال المعلومات, ويمكن وصف كليهما كمدربين يقومان بالتدريب, ولكن التجربة التعليمية للمتدربين ستكون مختلفة تماماً في كل حالة, ولكلتا الطريقتين مزايا وعيوب.

والمدربون البارعون يعملون جيداً مع المجموعات بصورة طبيعية, فمن خلال إبداعهم, وطاقتهم الشخصية, يشجعون الأفراد والمجموعات, ويسهلون لهم تحقيق التفوق.

والمدربون الأكثر تقليدية قد يجدون صعوبة في محاكاة هذه الطريقة, فعليهم أن يتعلموا سلوكيات جديدة, وقد يكون أسلوبهم توجيهياً أكثر, أو أنهم اعتادوا على اتخاذ دور " الخبير ".

ويجب أن يشمل التدريب مزيجاً من المشاركة الفعالة, وتقديم المعلومات, فالمتدربون يفضلون أن يشعروا بأن المدرب قد " أعطاهم " شيئاً ما, قد يكون نموذجاً, أو عملية, أو معلومات, فهم لا يرغبون في الشعور بأن كل ما فعله المدرب, هو ما يعرفونه تماماً, وذلك يؤيد المثل القديم عن المستشار الذي يستعير ساعتك ليخبرك الوقت, ثم تدفع له ثمن هذه الميزة.

إن التدريب نفسه يتغير, فلقد اختفت مراكز تقليدية عديدة للتدريب, وتم استبدالها بمراكز أخرى, كمصدر للتعليم عن بعد, وتعليم مدير الإدارة, وتعتبر المنظمات اليوم أن حضور أي حدث تدريبي هو استثمار مهم, ولا بد أن يقدم قيمة للنقود, وأن يقدم قيمة للنقود, وأن يرتبط بأهداف العمل.

ومن المحتمل في المستقبل أن يختفي ((مصطلح التدريب)), ويستبدل بكلمات تؤكد على : التعلم, أو التطوير, أو معلم الأداء, أو مصطلح لم يفكر فيه إحدى حتى الآن.



* كل ما تريد أن تعرف عن التدريب, كيي ثورن وديفيد ماكيي, مكتبة جرير للترجمة والنشر والتوزيع, ص 2-3, الطبعة الأولى 2001.