بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المحبة أمر مطلوب.. والكل يتمنى الحصول عليها
وهنيئا لمن جعل الله له قبولا ومحبة في الارض من الناس ...
لأن هذا فيه دلالة على محبة الخالق للعبد كما اخبر في الحديث القدسي .

والله عز وجل خلق الإنسان بطبيعته مدني
ولايحب ان يعيش وحيداً منفرداً بل إنه إذا عاش وحيداً انتقدوه
وشكّوا في عقله ظناً أن فيه مرضاً ونحو ذلك.
وكثير من الناس يسأل ويقول: كيف أستطيع أن أعيش محبوباً بين الناس ..؟

فأقف معكم في هذه الدروس المباركة
عن التعامل الحسن مع الناس في ظل السيرة النبويه..
وأهمية هذا الموضوع تكمن في جوانب عديدة منها ان الناس لايقبلون نصيحتك
ولايحبون مجالستك ولارؤيتك إلا أذا كنت حسن التعامل معهم..
وقد سئل عبدالله بن مبارك ماهو حسن الخلق
قال [IMG]file:///C:/Users/Delta/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]حسن الخلق شئ هين..وجه طلق وكلام هيّن)
فبداية الحديث نتكلم عن الكلام الليّن لأنه الاهم كما قال الشاعر:

لاخيل تهديها ولامال فلــ *** يسعد النطق إن تسعد الحال

ومن الاشياء المهمه التي نشير اليها عند النصيحه
أن لاننسى الفضائل التي عند الناس..
انت عندما ترى خطأ على احد فالا تنظر للخطأ وتنسيى بقية الفضائل..
كما قال ابو الدرداء : (التمس لأخيك تسعة وسبعين عذرا) ثمانين إلا واحداً..

فبسم الله نبدأ بالقواعد الاساسيه لفن التعامل مع الناس


القاعدة الاولى:


(
أن يعلم المرء أن الناس طبائع)

منهم الغضوب ومنهم الحليم ومنهم الذكي والمتعلم والجاهل
وكل أنسان يتعامل معك في الغالب بحسب طبيعته هو ..
والنبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يتعامل مع الناس
يتعامل معهم بحسب طبيائعهم..لذلك يأتيه رجل فيسأله
يارسول الله مأحب الأعمال إلى الله؟ فيقول : الصلاة في وقتها..
ويأتيه أخر ويقول مأحب الاعمال إلى الله ؟فيقول:الجهاد في سبيل الله

عجباً! .. كيف نجمع بين الصلاة أم الجهاد...
أعطى النبي الرجل الاول الجواب الذي هو محتاج إليه ..
لأنه ليس عنده قوة في بدنه ولايستطيع الجهاد فلماذا بقول له جاهد؟,,,,
أما الاخر فعنده قوة في بدنه واسنطاعه على حمل السلاح فأعطاه النبي الجواب الذي يصلح له.
كذلك انت عندما تتعامل مع الناس على هذا الاسلوب تستطيع أن تملك قلوبهم
دون حدوث مشاكل معهم ومثال ذلك:

1/ (
قصة الرجل الذي جاء إلى النبي واستأذنه في الزنا فقال له الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدي قلبه وحصن فرجه واغفر ذنبه..)

2/ (
و قصة الاعرابي الذي بال في المسجد ..) قال له الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم (إن هذه المساجد لم تبنى لهذا وإنما للصلاة والذكر وقراءة القرآن) حتى دعى الاعرابي (اللهم ارحمني ومحمدا ولاترحم معنا احدا)

لكن انظر وقارن بين القصتين السابقتين ....وهذه القصه
عندما صلى معاذ بن جبل رضي الله عنه بأصحابه
ووقع في خطأ انظر كيف تعامل النبي معه !!

معاذ عالم وصحابي ..صلى مع النبي صلاة العشاء
وإذا انتهت الصلاة خرج بسرعه وذهب إالى قومه وصلى معهم...
لكنه يطيل في الصلاة وفي يوم من الايام دخل معاذ الصلاة وكبر ..
قرأ الفاتحه ..وجاء رجل من قومه من مزرعته مجهد ومتعب من السقي والحرث ..
أتى الى المسجد الذي فيه معاذ ليصلي العشاء ويذهب للنوم فوراً
فكبر خلف معاذ وقال معاذ (ولا الضالين ) قال الناس :آمين
ثم بدأ بسورة البقره ؛ يحتاج إالى ساعتين على الاقل
حتى ينهي السوره إالى قوله (وانصرنا على القوم الكافرين) في النهايه ..
الرجل المزارع صبر صفحة صفحتين ثلاث _اربع فلما رأى معاذ أطال....
وهو لايتحمل اكمل الصلاة لوحده وذهب للبيت فنام.
انتهى معاذ من الصلاة بعد نهاية البقره ..جلس يسبح ويهلل
قال له رجل :يا معاذ
قال :نعم
قال: جاء فلان وكبر معنا وعندما شرعت في البقره وقف قليلا ثم أكمل صلاته وذهب .
قال: أقطع صلاته؟؟
قال: نعم
قال:ذاك منافق!
سمع بعض الناس الكلام وحملوها إلى ذاك المزارع بإنه منافق
قال المزارع: لأرفعنه إلى رسول الله ...
فذهب إلى النبي فإذا عنده معاذ...قال :يارسول الله
قال الرسول: نعم
قال:يارسول الله والله إننا لنتأخر عن صلاة العشاء مما يطول بنا معاذ
نظر النبي إلى معاذ وسأله:ماذا تقرأ؟
فأخبره...فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال:
(
أفتان أنت يامعاذ أفتان أنت يامعاذ.. هلا قرات بسبح هلاّ قرأت بالغاشيه ..يردد عليه السور القصار...)
ثم التفت الرسول إالى المزارع وقال له ماذا تقول في صلاتك؟
قال:أسأل الله الرحمه وأعوذ به من العذاب وأسأله الجنة وأعوذ به من النار..
(
أي مع قراءته )أما دندنتك ودندنة معاذ فلا احسنها
فضحك النبي وقال (انا ومعاذ حولها ندندن)

أيهم أعظم خطأ..الاعرابي الذي بال في المسجد أم معاذ الذي يطيل في صلاته بالناس؟؟

الفرق:ليس بالخطأ ولكنه بالمخطئ ؛معاذ الخطأ منه بعشر أخطاء...
لأنه عالم ؛أما الأعرابي فجاهل ..
فالرسول عليه الصلاة والسلام تعامل مع الناس بطبائعهم
كذلك أسامه بن زيد رضي الله عنه أرسله الرسول مع جيشه إلى جهينه ..
فانتصروا عليهم ..وأسامه معه السيف ويلحق الكافرين ..يتفرقون..
وفيهم واحدأً قوي يضرب بسيفه وعندما رأوه الصحابه فرّوا يمينا وشمالا ولم يجد أحد ..
اطلق قدميه للريح وفرّ فلحقه اسامه ورجل من الانصار ..
فوجد الرجل الرجل شجرة ليختبئ خلفها فوجده أسامه ورفع السيف
فقال الرجل :اشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله...
فقتله أسامه وأما الأنصاري فأنزل سيفه؛
ثم عاد أسامه مع الجيش إلى النبي...وكان رسول الله يحب اسامه حباً شديداً
وقال يارسول الله(وقص عليه القصه)
والرسول فرح ثم قال اسامه ولحقت رجلا منهم..
ولاذ بالشجره ورفعنا عليه السيف وقال:أشهد أن لا إله إلا الله وإن محمد رسول الله..
وأما صاحبي فخفض سيفه وأما أنا فقتلته بالسيف..
فتغير وجه الرسول وقال (أقتلته بعد أن قالها...؟)يتأكد؛
قال أسامه:نعم
فأعاد عليه ..
قال:نعم
غضب النبي وقال: يأسامه كيف لك بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامه
قال اسامه:يارسول الله هذا قالها ...خوفا من السيف!!...
قال الرسول(هلاّ شققت عن قلبه فنظرت ...؟)
يقول أسامه ..فلا زال يلومني حتى تمنيت أني مأسلمت إلا تلك الساعة.

إذاً هذه القاعدة الأولى في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الناس
فـ هل إنتهجنا نهجه صلى الله عليه وسلم ؟!


القاعدة الثانيه:
(
لابد عند النصح من احسان النية)

انت تتعامل مع قلوب فأحسن النية وأخلص القصد وأجعلها لله تعالى...
تعامل مع المخطأ كأنه مريض يحتاج إلى علاج ..لا لأنه مجرم..
ولاتكفي النصيحة الواحدة وإنما لابد من التكرار
فلا تقول أنني نصحته مرة..ومانفع معه لا..إنما بلإعادة والتكرار.
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً..
فلما أضاءت ماحوله جعل الفراش تقع في النار(تحوم حوله) والرجل يدفع الفراش..
والفراش يأبى إلا أن يتساقط في النار..
ثم قال(أنا أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها)

ولو تأملت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لوجدت أنه يحترق لأجل الأخرين..
فيجلس في بيته يوماً فيسمع أن غلاماً يهودي يحتضر ..
فيقول لأحد اصحابه هلم فلنزوره
غلام_يهودي وفقير يحتضر...ليس عالم يستفيد الناس من علمه..
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ناصح
فيذهب إليه ويقف عند راسه فغذا الغلام يشهق في الموت فيقول له الرسول:
قل لإإله إلا الله..كأنه يستجديه ..ويعيد ... ويعيد...والغلام ينظر إلى أبيه
أبوه ساكت
فأعاد عليه الرسول ..فقال الأب :أطع أبا القاسم
فتشهد أن لإإله إلا الله فخرج الرسول...لما بلغ باب بيته سمع الصياح
على هذا الغلام..فقال الرسول صلى الله عليه وسلم
(الحمد لله الذي أنقذه بي من النار..)


إذاً أخي الناصح إياك وسوء الظن



القاعدة الثالثه
(لاتكن متصيداً مدققاً لكل أحداً في الصغيرة والكبيرة)

بعض الناس يهتم بكثرة الملاحظه للبس والشكل والحركات وهذا ليس بذكاء
مادام أنها أمور دنيويه فلا تنظر إليها ليس الذكاء أن تكون متصيداً للأخطاء
إنما الذكاء ان تتجنب لوم الآخرين قدر المستطاع خاصة الاشياء الدنويه.

يقول انس :خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم تسع سنين
والله ماقال لي لشئ قط فعلته لم فعلته ولالشئ لم أفعله لما لم تفعله
أنس رضي الله عنه بشر يخطئ ويصيب..أكيد أنه وقع في خطأ دنيوي ..
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتغاضى عن خطأه ولايدقق ..

تقول عائشه:دخل الرسول صلى الله عليه وسلم عليّ يوماً الضحى ..جائع.. يريد الطعام
فقال:هل عندكم من طعام؟
قالت: لا
قال: فإني صائم...
ويقول كلثوم بن حصين أحد الصحابه_رضي الله عنه_
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ...فسرت ذات ليلة معه ونحن في الوادي
يقول :احياناً انعس فتقترب ناقتي من ناقة رسول الله وكنت على رحل كبير وفيه خشبات بارزه وكلما اقتربت ناقتي بجانب ناقة رسول الله أخشى أن الخشب البارز تضرب رسول الله .
فأجر الخطام وأبعده..فمشينا ومشينا
قال:نمت ليس نعست! فوالله ماأيقضني إلا قول رسول الله(حسن) أي (أح) فاستيقظت ونظرت فإذا الخشبه قد ضربت رجل رسول الله ودخلت في بطن ناقته(تصور الالم الشديد)
قال:يارسول الله استغفر لي
فماقال الرسول صلى الله عليه وسلم :انتبه! كيف تنام عن الراحله؟! ونحوه...لا
بل قال: سر...سر..(أي لم يحدث شئ يستحق).
أيضا الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالساً يوما..فجاءت اليه امراة
وأهدته قطيفه(نوع من القماش) هدية له
والرسول كات ينظر إاليها وكان محتاجاً إليها..أول ماوضعها الرسول صلى الله عليه وسلم على كتفيه.
قال له واحد:يارسول الله هبنيها...
ماقال الرسول :أما تستحي هذه هديتي..

أمور دنيا لاينظر اليها بأبي هو وأمي
نزعها صلى الله عليه وسلم وقال: خذ
فأخذها الرجل وذهب.

أيضا صلى الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً فلما أطال السجود ..وأطال ..
يقول أحد الصحابة :إني خشيت عليه أنه قبض وهو ساجد فرفعت راسي ثم خفضته..
(
يتأكد) ماذا راى؟؟
راى الحسن أوالحسين ..دخل المسجد وركب ظهر رسول الله
وعندا انتهى رسول الله التفت الى اصحابه فقال :أن ابني هذا ارتحلني (أي جعلني راحله) فكرهت ان ماذا؟ أسقطه ؟ لا
أبكيه؟ لا
قال فكرهت أن اعجله
كان فرحاً فما أراد تعجيله ..حتى انتهى ومل من اللعبة ونزل..
فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه من السجود...
ايضا دخل الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً على أهله وقال عندكم طعام قالوا:نعم
فأحضروه وكان جافاً يحتاج الى شئ يرطّبه فقال:عندكم إدام؟
قالوا :ماعندنا الا الخل (وتأمل الخل ونشوبه في الحلق)

قال: هاتوه..
فوضع الخل واخذ يقول نعم الادام الخل
ابتلينا بناس اليوم يحرق اعصابه ويعمل قضيه على أتفه الاسباب

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول(رحم الله امرئ سمحا إذا باع سمحاً اشترى سمحا إذا قضى..)
وليس شرطا ان يكون كل مايقع حولك مرضياً لك 100% لانستطيع أن نحرك المجتمع كما نريد ؛
لابد ان نرضى بالواقع لو50% حتى لاتتعب ويتعب من حولك.

إذاً أخي في الله لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجراح



القاعدة الرابعه:

(
أدفع الريبة عن نفسك قبل أن يتكلم الناس فيك واعترف بخطأك إذا أخطأت ..ولاتفتح مجالاً لشك الناس فيك)

مثلا: شخص سيسافر إلى بلد في الخارج مشتهر بالفجور وفعل الفواحش
وقابل شخص في المطار يعرفه
وقال له: إلى أين ذاهب؟
قال:إالى مكه للعمره
وأنت؟
قال:فلا يقل المكان ويسكت وإنما يقول سأذهب لبلد كذا من أجل كذا مثلاً فيز العمال..
وسد بذلك مجال الشك ورحم الله امرئ ذب الغيبة عن نفسه..
فالنبي صلى صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في المسجد ..
أقبلت إليه صفية تحدثت معه ثم انقلبت إلى بيتها فقام معها رسول الله يقلبها أي يرجعها
وفي أثناء الطريق مر رجلان بالنبي فلما رأياه أسرعا في المشي
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (على رسلكما إنها صفية ليست امرأة أخرى )
انتفضا الرجلان وقالا:يارسول الله نشكـ فيك....؟
قال(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ؛فخشيت أن يوقع في قلوبكما شئ فتهلكان)
ذب الغيبة عن نفسه.
مثال من الواقع:
أحد الاشخاص كان ذاهب إلى الخارج مع مجموعة من الدعاة لطلب العلم.
وقيل لهم أن مدير المركز الإسلامي المسؤل عنهم هو الشيخ فلان ويريد الاجتماع بكم
فلما أقبلوا ودخلوا الغرفة و رأوا رجلاً ليس له لحيه ابداً فقط شنبات
كل واحد أخذ يقول في نفسه:هذا الذي سيكون رئيساً على الدعاة وطلبة العلم وهو حليق.....!!
يقع في الصدر مايقع ثم اجتمعوا معه وقال بالعامي( بسم الله...
قبل ان اعطيكم الدورة فيه كلام لابد أن أقوله أنا ماينبت لي لحيه والله ماأحلقها حتى لاتسيئوا الظن)
هكذا يقبل الناس منك النصح
أبو ذر قد وقع بينه وبين بلال خصومه فارتفع بينهما فقال أبو ذر لبلال(ياابن السوداء)
فاشتكى بلال عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من التنابز بالألقاب
فغضب الرسول من ابي ذر وقال له: (أعيرته بأمه ..أنك امرؤ فيك جاهليه)
قال ابو ذر: على كبر سني يارسول الله
قال:نعم
فأقبل على بلال ووضع خده على الارض
وقال: يابلال ضع قدمك على خدي ..فاعترف بخطاه.
عمر رضي الله عنه صعد على المنبر يخطب الناس وقال أما بعد..
أيها الناس فإن الله قد أوجب عليكم السمع والطاعه لولاة الامر
فقام رجل وقال:والله فإن لاسمع لك ولاطاعة
قال:لم؟
قال:لأن عليك ثوبين جديدين ولم تعطنا الا ثوبا واحدل
(يعني كل الناس إزار جديد أو رداء جديد ..إلا انت عليك إزار ورداء جديدين)
قال عمر:أين عبدالله بن عمر؟
قال:نعم
قال:قم
فقام قال له:من أين ثوبي الثاني؟
قال:اشهد الله أنه ثوبي انا اعتريتك اياه لتخطب به الجمعه
فقال الرجل:الان سمعا وطاعه..



إذاً من وضع نفسع مواضع التهمة .. فلا يلومن من أساء به الظن


القاعدة الخامسه:
(الاخطاء انواع...اخطاء لازمه للشخص وأخطاء منتشره بين الناس)

فإذا وقع أحد الناس في خطأ كبير وانتشر خبره في الناس
وبدأ الناس ينظرون إليه كيف هي ردة فعله فمن الصواب أن تشغلهم بشئ
حتى يكون عندك وقت لدراسة الامر

مثال ذلك:إفرض أن مدرسا طلب من احد التلاميذ ان يكتب على السبورة
فلما وقف وادخل يده في جيبه ليخرج منديلا لمسح السبورة وقع في يده دخان
الطلبة الان ينظرون الى المدرس ماوقفه ..؟؟
ممكن ان المعلم يقول انا اجزم ان هذه العلبه ليست له وانما وجدها في الساحه
ثم يكلمه على انفراد فيما بعد..
وقد استعمل النبي هذا الاسلوب ؛إذا وقع شئ مباشره يشغلهم بامر اخر.
في اثناء رجوعهم من غزوة بني المصطلق تبعد عن المدينه 100كم
فنزلوا في مكان للراحه..اجتمع المهاجرون يتحدثون مع بعض وكذلك الانصار
أوكلهم مع بعض
أرسل المهاجرون غلاما ليحضر لهم ماء فأقبل الغلام المهاجري والانصاري عند البئر وتنازعوا على الدلو وتسابا
فقام احدهم وضرب صاحبه
فصاح المضروب :يا للانصار
وقال المهاجري:يا للمهاجرين
فاجتمعا وكادت تحدث بينهما مقتله
فاخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان علم بالامر يصيح
(ابدعوى الجاهلية وأنا بين أضهركم ..)
واستقروا وكان بينهم عبدالله بن أبي سلول فسمع بالمشكله
فقال(والله مامثلنا ومثل هؤلاء"يقصد اصحاب محمد""لكن من الاحتقار يقول هؤلاء"
إلا كما قال الاول(سمن كلبك ياكلك وجوع كلبك يتبعك"يقصد الرسول واصحابه))
فقال للانصار( انا قد حذرتكم من هؤلاء طردوا من ديارهم واسكنتموهم دياركم وقاسمتموهم اموالكم ثم اذ تمكنوا نافسوكم والله لئن رجعنا الى المدينه ليخرجن الاعز منها الاعز منها الاذل )يقصد انه هو الاعز
و كان من بين الجالسين زيد ابن الارقم_غلام صغير_ ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره فاخبره فقال الرسول(وهو عنده المهاجرين لعلك لم تسمع جيدا ..لعلك أغضبته)
قال زيد: لا يارسول الله انا سمعته فالرسول يخفف الامر مع انه يعلم انه قاله
ثم التفت الى اصحابه فرأى الناس مضطربين فقال الرسول(مر الناس بالارتحال)
قال:ارتحلوا ...ارتحلوا..
فانشغل كل واحد بمتاعه يجمعه من هنا وهناك حتى ركبوا
اقبل اسيد بن الحضير قال:يارسول الله انك ارتحلت في ساعة منكره...؟!
قال الرسول:أما سمعت ماقال صاحبكم
قال:من...؟
قال:عبدالله بن أبي
قال أسيد:والله انك يارسول الله انت الاعز وهو الاذل
قال عمر:اقتل عبد الله بن ابي
قال:لايتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه
لانه كان له شأن...ارتحلوا
فمشوا حتى أذان العصر فقال انزلوا فصلوا العصر
ثم قال ارحلوا ثم مشوا الى اذان العشاء ثم قال صلوا المغرب والعشاء
ايرتاحون قال الا ارتحلوا ولايزال يمشي الى اذان الفجر
قال صلو بعد اذان بلال ثم قال اركبوا
فمشي بهم 30 ساعه متواصله لما وقفوا يصلون الظهر والعصر
جمعا قال الان ارتاحوا
فناموا الى المغرب بعدها مشوا الى المدينه فذهب كل واحد الى اهله
وانشغل كل واحد بأمره ولم يتحدثوا بالامر
بعد ذلك اجتمع الرسول بكبار الصحابه وتناقش الامر معهم بهدوء ورويه
دون تحيز ولاتصعب حتى نزلت الايه
انظر الى الرسول وتصرفه الموفق.

إذاً أخي في الله لا تتسرع في إتخاذ القرار وتشاور مع أصحابك


القاعدة السادسه:

(
كن مؤدبا اثناء النصيحه محترما لرأيه وهيئ المنصوح لقبول النصيحه)

مثال .. ذلك الشيخ يقول في الحج ألقيت محاضره في مخيم
قدره خمسة الاف شخص بعد المحاضره اجتمع بعض الناس
يسألون عن الجمرات والحلق والرمي واحكام الحج
تزاحم الناس ثم جاء الرجال المنظمين واخذوا بيدي الى غرفة الاداره
بعيدا عن التزاحم وهم يدفعوني كان هناك شخص ليس عليه مظاهر الاستقامه
ابدا وشفتاه سوداء اظنه من المدخنين
فكان يزاحم الناس ليسأل فأمسكت يده وسحبته الي قلت له :نعم...سؤالك؟
شممت منه رائحة الدخان
قال: ياشيخ جدتي لاتستطيع ان ترمي هل يجزئ ان ارمي عنها
اجبته عن السؤال..
فلما اراد ان يذهب قلت له لحظه اريدك قربت فمي الى اذنه قلت له أتدخن
قال : نعم ادخن
قلت:أسأل الله أن يغفر لك ذنبك وان يعيدك الى اهلك وقد غفر لك ذنبك ماتقدم منه وماتاخر
إذا كنت من هذه اللحظه ستترك الدخان.
ثم ذهب الرجل الى حال سبيله بعدها بفتره تقريبا 6اشهر او سنه كان لي محاضره
في منطقة من المناطق وعندما أقبلت على المسجد فإذا رجل عند باب المسجد مبتسم
ينظر الي قلت ربما يكون احد الاقارب او يعرفني
فلما أقبلت سلم علي وسأل عن الحال ألقيت المحاضره وخرجنا معا وركب معنا في السياره
قال: ياشيخ اتذكرني...؟
قلت:الناس كثر وانسى ... قال :انت معذور
اتذكر الرجل المدخن في الحج الذي دعوت له ؟! هو انا
والله بعدها ماوضعت الدخان في فمي ولا قرب الموس لحيتي
ومقصر ثوبي ومستقيم بسبب كلمتك.
قال عبد الله بن مسعود: علمني رسول الله التشهد وكفي بين كفيه فقبض بها على يده.
ويقول معاذ: لما اراد الرسول ان يعلمه الدعاء...امسك بي الرسول وقال:
(
يامعاذ والله اني احبك ثم قال:فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
وعندما أراد الرسول ان ينصح عمر عن المزاحمه عند الحجر الاسود
قال له: ياعمر انك رجل قوي (يهيئه اولا) ثم قال فلا تزاحم عند الحجر.
ايضا احد الرجال الاشراف في قريش اسمه: سويد بن الصامت
يسميه قومه:الكامل لشِعره وقوته
سمع به النبي صلى الله عليه وسلم فخرج لدعوته
اول ما راه الرسول قال له ان الله قد انزل علي القران
وفيه كذا واخذ يبين له الاسلام ويدعوه اليه
فقال سويد: فهل الذي معك مثل الذي معي؟
(اي كلنا سواء انت معك قران وانا معي شِعر وحكم)
فقال له الرسول : وماالذي معك؟ لم يحقره ويسبه
قال: معي مجلة لقمان اي حكمه
قال له الرسول:اعرضها علي
فبدأ الرجل يتكلم
فقال له الرسول عندما انتهى :ان كلامك حسن والذي معي افضل من الذي معك هذا
وقال له الرسول :قران انزله الله علي هو هدى ونور
قال سويد:أقرأ علي ؛ الرجل تشوق فتلى عليه الرسول القران ودعاه الى الاسلام
قال سويد: ان هذا لقول حسن ولكن سأرى ..افكر؛ فقدم اليه قومه وقتله بعض قومه
قيل انه أعلن اسلامه وقيل لم يعلن
وإذا اردت ان تنصح يمكنك ان تقول للمنصوح
(لك مكانة ملايين الناس لايصل اليها)
وهذا صحيح لان اليهود والنصارى لم يصلوا اليها..
يمكنك ان تضع هذه العباره كتهيئه...

إذا قبل أن تبدأ بالنصيحة هيء السامع ولا تختصره في أخطائه



القاعدة السابعه:

(
أستعمال العبارات اللطيفه قبل النصيحه قدر المستطاع)

أي اذا اردت ان تنصح شخصا في امر يعلم انه خطا وانه معصيه
حاول أن تختصر قدر المستطاع وبرفق لان بعض الناس النصيحه عنده كمثل ضرب بالسوط.
كقول النبي لأحد اصحابه ( لاتتبع النظره النظره فإنها لك الاولى والثانيه عليك )
*
قد حضر الفرزدق جنازة للصلاة عليها فالتفت اليه احد الصالحين
فقال له : فرزدق ماذا اعددت لهذا؟
قال: اعددت لها لااله الا الله منذ ستين سنه
قال نعم لكن دع عنك قذف المحصنات (لانه كان يهجو بعض النساء في اشعاره).
*
عمر رضي الله عنه عند موته وهو ينازع السكرات جاءه شاب وقال له كلاما حسنا
(حكمت فكان حكمك عدلا ووليت الناس فكانت ولايتك فصلا)
ثم اراد الذهاب التفت اليه عمر فرأه مسبل فقال: ردوا علي الغلام يقولها بصعوبه
فقال له( ياابن اخ أرفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك واتقى لربك)

إذاً أخي في الله إذا أردت أن تقدم نصيحة فـ ختر ألطف الكلمات كي يتقبل منك



القاعدة الثامنه:
(
ماكان الرفق في شئ الا زانه ومانزع من شئ الا شانه ان الله يعطي على الرفق مالا يعطي على سواه)

مثال ذلك:
احد صحابة رسول الله(معاوية ابن الحكم)
كان في الباديه ودخل مسجد رسول الله وكان الرسول يحدث اصحابه عن الاداب
فذكر اداب العطاس وقال ان العاطس يقول الحمدلله ويشمته السامع بقوله يرحمك الله
سمعها معاويه وذهب بها الى قومه فعلمهم بما سمع.
جاء مرة اخرى الى المدينة لحاجة فصلى خلف رسول الله
عطس رجل بجانب معاويه فقال الرجل بصوت خافت الحمدلله
قال معاويه فورا يرحمك الله يظن ان هذا جائز في الصلاة
فلما قال يرحمك الله جعل بعض الصحابة يضربون بإيديهم على افخاذهم من يتكلم
فاضطرب وخاف فقال: ويل امي مالكم....؟
فلما تكلم زيادة جعل بعض الصحابة يضربون بإيديهم على افخاذهم يعني اسكت فسكت
فلما انتهت الصلاة والنبي قد سمع الضجه الي حدثت خلفه
التفت الى اصحابه قال ايكم المتكلم في الصلاة؟
معاويه خائف قال انا...
يقول معاويه(بابي هو وامي مارأيت معلما كان خيرا من رسول الله فما كرهني ولاشتمني ولانهرني اي عبس في وجهه بل ببشاشة)
قال:
(
يامعاويه ان هذه الصلاة لايصلح فيها شئ من كلام الناس انما هي للتسبيح والتهليل والذكر والدعاء)
يبين له المقصود برفق.
وهناك ملاحظه: لايستعمل الانسان الرفق دائما
إذا قيل حلم فإن للحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل
الانسان يحتاج احيانا الى ان يشد لان النصيحه الحكيمه هي التي تغضب
صاحبها في الحاله التي تحتاج الى غضب ويرفق في الحاله التي تحتاج الى رفق.
لكن عموما الذي ينظر في حال النبي وطريقته في الدعوه يرى انه يغلب الرفق الا في حالات قليله.
بل ماغضب الرسول الله لنفسه قط الا ان تنتهك محارم الله
مثل القصة السابقه عندما قيل لبلال (ياابن السوداء) غضب النبي وقصة اسامه ومعاذ السابقتين
ايضا لما زار عمر بن الخطاب رجلا يهوديا فوجد عنده شيئا من التوراة
فقرا على عمر منه كلاما حسنا حكم ومواعظ قال له اكتب لي هذا الكلام
فكتبه فاخذه عمر الى النبي فأراها النبي فغصب صلى الله عليه وسلم
لوجود القران فأراد سد الباب تماما فقال (امتهوكون فيها يابن لخطاب)اي شاكون في القران
والله لقد جئتكم بها بيضاء نقيه والله لو كان موسى حيا ماوسعه الا ان يتبعني
فأخذ الصحيفة من عمر ومحاها
ايضا في مكه اقبل النبي صلى الله عليه وسلم يريد الطواف في الكعبة فكان هناك
مجموعة من كفار قريش فطاف شوطا ومر على مجموعة من الكفار ..ابوجهل..عقبه..
قالوا ياساحر ..ماتعرض لهم,,سكت النبي
الشوط الثاني قالوا يامجنون مضى النبي
الشوط الثالث ياشاعر تركه النبي الشوط الرابع..ياكاهن
فلما انتهى من الاشواط جاء اليهم بغضب لابرفق لانه لاينفع مهعم الرفق.
قال(والله يامعشر قريش لقد جئتكم بالذبح)فخافوا وقاموا
يقبلون راسه وقالوا :ياأبا القاسم ماعلمناك جهولا لتهدئة اعصابه.


القاعدة التاسعه:
(
ضع نفسك موضع الملوم المخطئ وفكر من وجهة نظره)

أي احيانا تلوم شخص على شئ معين مع انك لو كنت مكانه لوقعت في الخطا
ومن الناس من يلومون على شئ ولى وانتهى لافائدة منه.
مثال ذلك
لما انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من خيبر اطالوا المسير حتى تعبوا
فقالوا يارسول الله لو عرست بنا اي نزلنا واسترحنا؛
فنزلوا اثناء الطريق من راحلتهم فالتفت النبي الى اصحابه فوجدهم متعبين
فقال الرسول من يرقب لنا الفجر؟
قال بلال انا..
فذهب الصحابه الى فرشهم وناموا واناخ بلال بعيره وأتكأ عليه بظهره.
وجعل وجهه جهة طلوع الفجر..وجلس يسبح ويذكر الله وينظر جهة طلوع الفجر حتى يوقظهم
بلال من شدة التعب نام ؛
طلع الفجر واسفر الجو وهونائم طلعت الشمس وهو نائم اشتد حرها وهو نائم والصحابة نائمون.
اول من استيقظ من حر الشمس عمر فعندما راى الشمس قام من مكانه واخذ يلتفت للصحابه.
استيقظ بلال بعد ذلك فخاف عندما راى الشمس واخذ الصحابة يلومونه على نومه
والنبي نائم لم يستيقظ لم يعرفوا كيف يتصرفوا وخافوا من ايقاظه
حتى لايكون في وحي ويقطعون عليه وحيه.
فجاء عمر وفكر بالأذان فوقف عند النبي وأذن الله اكبر
فاستيقظ الرسول نظر الى الشمس ثم نظر الى بلال قال له:
اين كلامك البارحه؟
قال بلال:يارسول الله لقد اصابني من النوم مااصابك؛ فهو بشر
قال النبي صدقت؛
ثم التفت الى الصحابه وهم مضطربون فاراد ان يشغلهم فقال ارتحلوا..
فمشوا يسيرا ثم قال انزلوا..وامر بإقامة الصلاة ثم صلوا وقال
(من نام عن صلاة او نسيها فليصليها اذا ذكرها)
فالانسان لايقع على الشخص اللوم في وقت ليس وقت اللوم او انه قد فات وقت اللوم
وضع نفسك مكان الملوم هل كنت ستفعل نفس مافعله إذا لاداعي للوم.


القاعدة العاشره :

(
استفسر عن الخطأ وتاكد من صحته قبل النصيحه)

احيانا يشاع بين الناس ان فلانا فعل كذا وكذا فتاكد منه قبل النصيحه
فقد دخل رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم فنظر الرسول الى هذا الرجل
فإذا الرجل رث الهيئة منكوث الشعر فإراد النبي صلى الله عليه وسلم
ان ينصحه بإحسان الهيئة واللبس لكنه خشي ان يكون فقيرا لاعنده مال ولادرهم
فكيف ينصحه فتأكد منه قبل النصيحه وقال له:اعندك مال؟
قال نعم
من أي المال؟
لانه قد يكون قليلا
قال الرجل: عندي من كل المال من الابل والرقيق والخيل والغنم عندها قال له النبي:
(
فاذا اتاك الله مالا فليرى اثر نعمته عليك )
ايضا عمر بن الخطاب في خلافته:
قد جعل سعد بن ابي الوقاص اميرا على الكوفه وكان اهل الكوفه عندهم اشكالا مع سعد
مجموعة منهم اخذوا ورقة وكتبوا شكوى ضد امير الكوفه يريدون تغييره
فوصل الخِطاب الى عمر اراد عمر بذلك التاكد من الامر
ارسل الى سعدا كتابا مع رسول من عنده بان يطوف معه في مساجد الكوفه يسال عنه الناس
وصل الرسول الى سعد واراه الكتاب فقام معه وذهبوا الى كل مساجد الكوفه وكلهم
اثنوا عليه حتى وصلوا الى اخر مسجد لبني اسد فسألهم ماتقولون في اميركم
وسعد بجانبه فاثنوا عليه قال الرسول انشدكم بالله هل عندكم كلام غيره؟
قام رجل من اخر الصفوف ممن لايأتون الصلاة الا وهم كسالى
فال اما وانك قد ناشدتنا بالله فلابد ان نصدقك والله ان اميرنا هذا
لايعدل في العطيه ولايقسم بالسويه ولايخرج في السريه
قال سعد:انا كذلك
قال نعم
رفع سعدا يديه وقال: اللهم ان كان عبدك هذا قام رياء وسمعة
اللهم فاطل عمره وادم فقره وعرضه للفتن وخرج من المسجد
وقد تحققت هذه الدعوة للرجل حتى انه رق عظمه وكبر سنه وشاب شعره
وفي فقر شديد بلغ 120 سنة يجلس في الطريق ويسأل عن الناس
ومع ذلك تعرض لتلميس النساء فيلومونه الناس فيقول وماذا افعل
شيخ كبير اصابتني دعوة الرجل الصالح سعد بن ابي وقاص
انظر الى عمر كيف انه تأكد من صلاحية سعد ولم يزله من مكانه عندما وصل اليه


القاعدة الحاديه عشر:

(
استعمل العواطف والمشاعر اثناء النصيحه)

مثلا الام تريد نصيحة ابنتها فلا مانع في البدايه من استخدام
العواطف من الحوار الصريح ثم تدخل في النصيحه
النبي صلى الله عليه وسلم في معركة حنين وزع الغنائم على جيشه
وكان منهم الانصار الذين قاتلوا بشجاعة ومنهم المسلمين الحديثي عهد بالاسلام
فاخذ يوزع الغنائم عليهم واعطى واعطى الفئة الثانيه امولا كثيرة اكثر من الانصار
مع انهم لم يقاتلوا ذلك القتال القوي
فوجد الانصار في انفسهم شيئا وقالوا يغفر الله لرسولنا يعطيهم وسيوفنا تقطر دما
فاقبل سعد على النبي وقال يارسول الله ان اصحابك الانصار قد وجدوا عليك في انفسهم شيئا
اعطيت اقواما ماأسلموا الاقبل ايام وتركتهم
وهم اللذين دافعوا عنك وقتل منهم وسالت دمائهم تتركهم يارسول الله.......؟
سأل النبي سعدا ماقولك؟
قال يارسول الله إنما انا رجل من قومي
لانه كان سيد الانصار
فقال:اجمع لي الانصار في السقيفه فجمع سعدا الانصار
جاء النبي وجعل ينظر اليهم وقال:
يامعشر الانصار فيكم من غيركم؟
قالوا :لا كلنا انصار
فأخذ يهيج النبي عواطفعم حتى بكوا
فقال: يامعشر النصار الم آتكم ضلالا فهداكم ربي بي
قالوا : بلى ولله ولرسوله المنة والفضل
قال :الم اتكم عاله فأغناكم ربي بي
قالوا : بلى ولله ولرسوله المنة والفضل
ثم سكت النبي ينتظر ان يجيبوا أي يذكروا محاسنهم وفضلهم على النبي
لكن من ادبهم لم يقولوا شيئا.
فقال الرسول: اما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم لقلتم :
أتيتنا مطرودا فأويناك وأتيتنا مشرودا فأسكناك وأتيتنا عائلا فأغنيناك
يا معشر الانصار أوجدتم على رسول الله في انفسكم في لعاعة من الدنيا
أعطيتها اقواما أتالفهم بها على الاسلام ووكلتتكم الى اسلامكم
اما يرضيكم ان يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون انتم برسول الله
تحوزونه الى رحالكم فوالله ان ما تذهبون به انتم خير مما يذهب به اولئك
ثم رفع يديه وقال: الناس دثار والانصار شعار(شعار:الثوب الملاصق)
اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار
ويقول الراوي والله انك لتسمع نشيجا من البكاء
وابتلت لحاهم بالدموع وقالوا:رضينا برسول الله قسما.