أسباب عدم مركزية السلطة : -

يساعد مستوى انتداب السلطة بالمستوى العالي على التشجيع على نمو المهارات الخاصة بالمديرين المتخصصين. ويكون هذا هو إحدى الأسباب التي تجعل مديري شركة ميكروسوفت بيل جاتس واستيف بالمر يحاولان تكوين هيكل مديرين تنفيذيين متخصص لمساعدة المنظمة في ضمان تخطيط ناجح وبالتالي تعيش لفترة أطول من عمر مؤسسيها. وعليه، تمكن المنظمة التي تحرص على عدم مركزية السلطة المديرين من اتخاذ إجراءات مهمة وكسب مهارات وبالتالي التقدم بالشركة. وبصفة حقهم في اتخاذ قرارات بمساحة واسعة من القضايا، يطور المديرين من خبراتهم التي تمكنهم من التعامل مع المشكلات الإدارية ذات المستوى الأعلى. فقد يتخذ المديرون الذين لديهم القدرة على اتخاذ القرارات بمساحة عريضة قرارات فعلاً صعبة. وعليه، فأنه يتم تدريبهم على ترقيتهم إلى درجات أعلى من السلطة والمسئولية. وتستطيع الإدارة إجراء مقارنة للمديرين على أساس أدائهم الفعلي في اتخاذ القرارات. وتستطيع عملية ترقية المديرين على أساس أدائهم الواضح أن تنهي الشعور بالأنانية والتقليل من المنافع الشخصية فيما يخص عمليات الترقية الخاصة بهم.
ثانياً، قد تؤدي عملية انتداب السلطة إلى خلق جو من المنافسة بداخل المنظمة، حيث يكون للمديرين الدافع للإسهام في محيط المنافسة، حيث سوف يتم مقارنة أدائهم مع أقرانهم بمقاييس الأداء المختلفة. وقد تكون بيئة المنافسة التي ينافس بها المديرين بالمبيعات الخاصة بالمنظمة وجهود التقليل من التكلفة والأهداف الأخرى الخاصة بالتطوير من أهداف الموظفين هي عامل إيجابي ينعكس على كل أداء المنظمة. وقد ينتج عن البيئة التنافسية سلوك تدميري في حالة إذا ما كان نجاح مدير ما على حساب الآخرين. ولكن وبغض النظر عن كونها إيجابية أو سلبية، تكون هنالك منافسة مهمة فقط عندما يكون للأفراد السلطة في فعل تلك الأشياء التي تمكنهم من الفوز.
وبالنهاية، يكون للمديرين الذي لديهم سلطات عليا نسبياً القدرة على التدريب على أن يكون لديهم شعور أكثر استقلالية وبالتالي يرضي رغباتهم للمشاركة في حل المشكلات. وقد يؤدي هذا الشعور بالاستقلالية إلى حدوث إبداع وابتكار كمدير، مما يساهم في التكيف والتطوير من المنظمة ومديريها. وكما رأينا بالفصول السابقة، قد تكون مساهمة الفرص في وضع الأهداف هي دوافع إيجابية. إلا أن الشرط الضروري في وضع الهدف هو وجود السلطة التي تتخذ القرارات. وعليه تختار العديد من المنظمات سواء أكانت صغيرة أو كبيرة أن تتبع سياسة عدم مركزية السلطة.
ويكون لسياسة عدم مركزية السلطة العديد من الفوائد إلا أن هذه الفوائد يدفع ثمنها باهظاً. ويكون للمنظمات التي ليس لديها ما تدفعه كثمن المبرر في أن تتبع سياسة مركزية السلطة.