عند محاولة الحصول على وظيفة، فإن تقديم خطاب مقدمة قوي من أهم الوسائل التي قد تساعدك على لفت الأنظار. وبعكس الانطباعات الأولى، فإن خطاب المقدمة من الأمور الخاضعة تماما لسيطرتك. أكمل القراءة لتتعلم كيف تتجنب المواقف المحرجة وخلق انطباع أول ممتاز بخطاب المقدمة.


هل سبق وأن مررت بموقف محرج تتمنى لو كان باستطاعتك تجنبه؟ سبق لي وأن مررت بمثل هذا الموقف عند بحثي عن وظيفة من عدة سنين، فقد علمت عن فرصة للتوظيف من صديق لي، وسرعان ما اكتشفت أن تلك الوظيفة هي الوظيفة المثالية لي، فقمت فورا بكتابة سيرة ذاتية وخطاب مقدمة وأسرعت بتقديمهما للشركة. ومازلت أقشعر عندما أتذكر كلمات مدير التوظيف بالشركة عندما قال لي "لقد أعجبنا بمؤهلاتك ولكن خطاب المقدمة الخاص بك احتوى عشرة إخطاء إملائية، حتى أنك أخطأت في كتابة اسم شركتنا." ومن أكثر الأمور التي ضايقتني هو أنه كان من الممكن تجنب هذا الموقف في حالة قيامي بمراجعة خطاب المقدمة بتمعن.


وفي الواقع، فأنه تتاح لنا فرصة واحدة فقط لخلق الانطباع الأول. وبما أن سوق الوظائف يشهد تنافسا شديدا فإن الانطباع الأول قد يكون فرصتك الوحيدة للتأثير على صاحب العمل. ولذلك فإن خطاب المقدمة قد يكون من أنجح السبل لخلق هذا التأثير بالنظر إلى أنه – وبعكس الانطباع الأول – فإن خطاب المقدمة من العوامل الخاضعة بالكامل لسيطرتك. تابع قراءة الاقتراحات التالية الخاصة بكتابة خطاب مقدمة لتجنب اللحظات المحرجة وخلق انطباع أول ممتاز.


الاقتراح الأول: وسيلة "من وماذا ولماذا"


لا يقوم خطاب مقدمة بخلق انطباع أول جيد فحسب، بل يساعدك على الترويج لنفسك، وهو أمر قد لا يكون سهلا. ولذلك قم باستخدام وسيلة يقوم خبراء التسويق باستغلالها لبيع منتجاتهم: وسيلة "من وماذا ولماذا". عند كتابة خطاب المقدمة الخاص بك فكر في الآتي:


من الذي تريد إقناعه؟


على سبيل المثال، قد تريد أن تقوم بإقناع مدير تعيين يريد مرشحا ذي مهارات كتابية قوية. بمعرفة ما الذي يريده قارئ خطاب المقدمة، بوسعك تلبية احتياجاته من خلال خطاب المقدمة. وفي حالة قيام الشركة بطلب قيامك بتقديم خطاب المقدمة لإدارة الموارد البشرية بدلا من تقديمها إلى شخص بعينه، باستطاعتك محاولة معرفة اسم ولقب الشخص الذي يمكن توجيه خطاب المقدمة إليه وذلك عن طريق مصادرك بالشركة أو معارفك. وفي حالة عدم القدرة على ذلك فإنه يمكن استخدام وصف متطلبات الوظيفة أو معرفتك بالشركة لقياس متطلبات الوظيفة.


بماذا تحاول إقناع صاحب العمل؟


قد تريد إقناع مدير التعيين بمهاراتك في الكتابة، وقد تريد أيضا احاطته علما بأنك تتحدث الفرنسية على سبيل المثال، أو أنك ملم باستخدام الحاسب الالكتروني إذا كانت تلك المهارات تمت بصلة للوظيفة التي تتقدم لشغلها. إذا كنت تريد التحدث عن قدراتك القيادية، قم باستخدام مثل من الحياة العملية قمت فيه بممارسة تلك المهارات، وتذكر الإشارة إلى نفس المهارات التي ذكرتها في سيرتك الذاتية مع إضافة بعض المعلومات التفصيلية بشأنها.


لماذا يتعين أن تحصل أنت على الوظيفة فضلا عن أي مرشح آخر؟


هنا تتاح لك الفرصة لتسويق مهاراتك الفريدة. قد تقوم بإقناع مدير التعيين أن مهاراتك الكتابية ممتازة لأنك قمت بالكتابة حول عدد كبير من الموضوعات في جريدتك المدرسية الأسبوعية على مدى ثلاثة أعوام، مقدما بذلك معلومات قيمة لجميع طلاب المدرسة. وبصرف النظر عن أي مثل محدد، تأكد من التركيز على أن العمل الذي قمت به أدى إلى إحداث تغييرات إيجابية، مع محاولة تحديد هذه التغييرات على وجه الدقة.


الاقتراح الثاني: التركيز على المظهر


تخيل أن خطاب المقدمة تجسيد لك شخصيا. تريد بطبيعة الحال أن تظهر في أحسن مظهر أمام صاحب العمل ولذلك قم باستخدام ورق ذي نوعية ممتازة (مثل الورق المستخدم لكتابة السير الذاتية) ولون محافظ (أبيص أو عاجي)، وتأكد من استخدام نفس الخط ونفس نوعية الورق في خطاب المقدمة والسيرة الذاتية. ولا تقم باستخدام الألوان الزاهية أو الخط اللافت للانتباه. كما تأكد أن الخطاب سهل القراءة فلا تقم باستخدام خط صغير أو كتابة خطاب مقدمة يزيد عن الصفحة الواحدة.


كتابة خطاب مقدمة جيد ليس بالأمر السهل، ولكنه استثمار جيد بالنظر إلى أن خطاب المقدمة هو العامل الفيصل بين انطباع أول جيد وآخر سيئ، وأن التمعن في كتابة الخطاب يجنبك اللحظات المحرجة.