ماذا لو كان بإمكانك أن تحسن فاعليتك القيادية خلال 5 أيام فقط؟ ماذا لو كان الأمر دون تكاليف أو قيود أو أجندة خفية أو منهج معقد، بل مجرد باقة بسيطة من التعليمات لتتبعها خلال الأيام الـ 5 المقبلة كي تغير مسيرتك المهنية كمدير؟ حسنا، سأعرض عليك القيام بتحدٍ يتعلق بالقيادة لمدة 5 أيام وسيمنحك جميع المزايا التي ذكرتها- هل أنت مستعد للتحدي؟


إليك ما ينبغي عليك فعله- لا شأن للقيادة كثيرا بما يمكنك فعله لنفسك، بل إنها تتعلق غالبا بما يمكنك فعله للآخرين. إن جاز لي تخطي كل الكلام الذي يقال عن نظريات الإدارة المعقدة، سأقول إن القيادة يمكن أن تتلخص فعليا في إجراء ملموس واحد فقط ألا وهو طبيعة علاقاتك.


لنكن صريحين مع أنفسنا، إن العلاقات المتمزقة تؤثر سلبا على التصرفات الشخصية وتسبب التوتر وتضيع الوقت وتعيق الأداء الجيد. أما العلاقات الجيدة فتبعث على تضافر الجهود وتخلق جوا من النوايا الحسنة وتعزز الثقة بالنفس وبالآخرين وتسهم في زيادة الإخلاص في العمل وإيجاد جو صحي في التعامل. وللأسف فإن العلاقات الضعيفة داخل بيئة العمل هي انعكاس لقدراتك القيادية. أما الأمر الجيد في المسألة فهو أن كل انسان يقرأ هذه المقالة اليوم يستطيع بلا شك أن يحسن من علاقاته المتوترة مع الآخرين. وهنا يكمن التحدي...
كل واحد منا يعاني من وجود فجوات في العلاقات التي تربطه بالآخرين، وينبغي علينا أن نقلص من هذه الفجوات إذا لم نستطع إزالتها جميعا. ليس هاما ما اذا كانت تلك الفجوات تتعلق بالمنصب أو طريقة التفكير، أو ما اذا كانت تتواجد بسبب الكبرياء أو حب الذات، أو اذا كنت بحاجة إلى بناء جسر تواصل أو إصلاح أمر خاطئ صدر منك أو تجاهك. فالحقيقة الواضحة تفيد دوما بأن العلاقات المشحونة بالتوتر تؤثر سلبا على قدرتك القيادية. لا تكمن المسألة في امتلاكك علاقات متوترة بل في اعترافك بوجودها وما ستفعله حيالها. إن القادة الأذكياء لا يسمحون للعلاقات المتوترة بأن تعيقهم عن ممارسة تصرفات وتوجهات ملائمة.
إليك التحدي الذي يستغرق 5 أيام:


اليوم الأول: حدد علاقة واحدة تحتاج إلى تحسينها. حدد احتياجات الأشخاص المشاركين في هذه العلاقة وقيم مواقفهم وآراءهم، وابحث عن طرق لمساعدتهم. لا تجعل غايتك الانتصار أو اثبات مدى ذكائك أو الثأر أو التأكيد على صحة رأيك. ينبغي أن تكون غايتك هي المشاركة وبناء الثقة والتواصل والتفهم والمضي قدما والتطلع إلى أن تكون مديرا أفضل.


اليوم الثاني: هنا يأتي الجزء الصعب... قم شخصيا بعرض دعوة للّقاء- دون مكالمات هاتفية أو رسائل الكترونية أو رسائل عبر فيس بوك. التقِ بالآخرين وجها لوجه.


اليوم الثالث: أجرِ اللقاء واطرح الأسئلة وناقش الردود وأصغِ إلى ما يقال. تذكّر أن هذا الأمر يتعلق بمن تلتقيهم وليس بك. عاملهم كما تحب أن يعاملوك.


اليوم الرابع: قيّم اللقاء واستجابة الشخص الذي التقيت به. واصل متابعة ما يحدث والتزم بعمل ما تعهدت به، ثم اردم الهوّة وحسّن العلاقة- تولّ زمام المبادرة.


اليوم الخامس: كرر العملية مرة أخرى مع شخص آخر. أتودّ تحسين أكثر من علاقة في الوقت ذاته؟ لك ذلك، ولكن تذكّر أنه ما زال بمقدورك أن تطور من ذاتك كمدير بالعمل على تحسين العلاقات فرادى.


ستنجح هذه العملية مع أي شخص ضمن محيط علاقاتك- النظراء والمرؤوسون والعملاء والشركاء الخ. إنها تتطلب منك فقط أن تبذل جهدا معقولا وأن تمتلك رغبة صادقة في مساعدة من يتواجدون ضمن نطاق تعاملاتك أو سلطتك. تمتع بالحكمة وابدأ بتحسين علاقاتك فورا...