لا أعرف عدوا للإنسان , خرج عليه من غابات الزمن وملأ حياته بالشقوة والألم مثل الخوف ...إنه عدو ضار مقوض وبيل..صحيح أن في طبيعتنا الإنسانية قدرا من الحاجة إلى الخوف نحاذر به الأخطار ونتقيها , ونتوخى به سلامة خطأنا وأمن مصيرنا ...بيد أن هذه الحاجة يجب أن تبلى بحكمة , وعلى أضيق نطاق , حتى لا تتحول إلى آفة مهلكة .
فما تحتاجه نفسك من الحذر , يجب ألا يجاوز حده , وعليك أن تفرق دائما بين الحذر النافع الذي تقتضيه غرائزنا السوية والخوف المقلق الذذي تفرزه الأوهام وتعقيدات العيش , فحرر نفسك من الخوف وعش قويا ...
ومهما تكن ظروفك ومقدرتك فإن في مكنتك أن تتفوق على كل عوامل الخوف .
وسنبدأ من حيث تبدأ مسؤوليتنا عن أنفسنا ...حين يبدأ إحساسنا بالمسؤولية , ورغبتنا في أن نباشر حقوق نضجنا..
إذا صححت علاقتك بما حولك فالمخاوف كلها أمان ...!!! وما دامت تحيا بين الناس حياة عادلة فسيكون في قلبنا من الشجاعة والأمن ما يمنحنا غبطة لا يقدر على شرائها ملء الأرض ذهبا ...ولكن هل سينهي ذلك مخاوفنا ؟؟
أجل , ستنتهي مخاوفك من الناس ..ولكن تبدأ مخاوف أخرى .. الخوف من الغيب!!خوف من المستقبل المحجوب ..خوف من الله ...خوف من الموت ... وهنا , كما هناك ...لا سبيل للتحرر من هذا الخوف إلا بنفس الوسيلة السالفة ..تصحيح علاقتك وإضائتها بنور الفهم والخير..
صحح علاقتك بالله ..بأن تحاول الإقتراب من فهم الله ... إننا نخاف الله لأنه توعدنا بعذابه...عجبا !!! أولم يعدنا كذلك برحمته التي وسعت كل شئ؟؟
صحح علاقتك بالموت , بأن تدرك حقيقته , وبأن تستعد له بحياة طيبة ..
والآن أحدثكم عن خوف آخر وهو : الخوف من المسؤولية ...وهنا أقدم لكم هذه الحكمة الجليلة!
(إفعل ما تتهيبه فإذا موت الخوف محقق..!! إن الشجاعة تحمي نفسها من الزلل المحطم , لأن الشجاعة تنطوي على الحكمة ...لا تخش ما , إذا دعتك مسؤولياتك وناداك واجبك , لا تلق مسؤولياتكك على الأرض, خوفا من حق لك قد يضيع , أو منفعة ترجوها , أو صداقة تحرص عليها ...
وبعد , فهناك قاعدة علمية تقول : ليست الشجاعة إلغاء الخوف إنما هي إخفاء الخوف ومعناه التفوق على كل بواعث الخوف , وتفسيرها التفسير الذي يكشف لنا حقيقتها , ويذهب بالكثير من توهم أخطارها .
فلا تخف , إذا اردت أن تحيا , وعش قويا....!!!