استمال المجال الاقتصادي وأسواق المال الإعلامية زينة صوفان فغدت “نجمة” شاشات عربية في نشرات الأخبار الاقتصادية ومعدة ومقدمة إحدى أهم برامج الاقتصاد، كبرنامجي “خارطة المال” و”بالدرهم” على تلفزيون دبي، ولقد ساهم تنقلها بين بلدان عديدة في تكريس ثقافة إعلامية متنوعة.


الإعلامية اللبنانية زينة صوفان، تستمد حرفيتها من تجربة إعلامية واسعة، تنقلت خلالها على مدى أكثر من 15 عاما بين وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، العربية منها والعالمية، فمارست أدوارا متعددة بين مراسلة ميداينة، ومذيعة أخبار سياسية، ومعدة برامج اقتصادية واجتماعية في محطات عديدة.


تقول صوفان: “تجربتي الصحافية كان فيها حصة لإعادة الأعمار والبناء بعد الحرب الأهلية اللبنانية، والكثير من البدايات الاقتصادية كبدايات أسواق المال في لبنان والمنطقة، شهدت تشكل الوعي المالي والاقتصادي لدى شعوب المنطقة”.


في حديثها لـ”الاقتصادي الإمارات” تروي مذيعة أخبار أسواق المال في “قناة العربية” تجربتها في المجال الإعلامي ورؤيتها لمزاحمة مواقع التواصل الاجتماعي للإعلام التقليدي، وغيره من قضايا الإعلام في منطقتنا، فإلى الحوار:


1. ما أبرز التحديات الحالية التي يواجهها الإعلام التقليدي في الوطن العربي، وفي ظل الثورة الرقمية وطفرة التكنولوجيا؟


في الماضي كان الإعلام التقليدي يحتكر الخبر ويشكل مصدره الأوحد، اليوم انتفى مفهوم احتكار الخبر وصار المواطن العادي مخبراً أو صحفياً.

الإعلام التقليدي يدافع اليوم عن أسباب وجوده، وعليه برأيي أن يكون مقنعا ولكي يقنع سواه، عليه أن يسأل نفسه عن الحاجة الحقيقية التي يلبيها، والإجابة قد تتطلب مواجهات قاسية مع الذات يتبعها هدم لهياكل بالية والانكباب على بناء صروح جديدة.

2. ما أبرز الصفات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها قادة الإعلام والصحفيين في المنطقة العربية لتطوير الإعلام التقليدي ودمجه بالرقمي؟

ينبغي العودة إلى أصول المهنة فثمة تجاوزات فاقعة أظهرتها سنوات الثورات والتحولات العربية الأخيرة، المطلوب من الإعلاميين ومؤسساتهم قدر من الانفتاح والثقة بالنفس، يعزز روح المغامرة لديهم ويمكّنهم من التعامل بأريحية مع أدوات الإعلام الجديد، ثمة حاجة للتجربة والفشل وثمة ضرورة لأن يتعامل الجيل القديم مع الجيل الجديد من الإعلاميين المنفتحين على التكنولوجيا وروح العصر بعقلية الشريك لا المدير المتوجس.

3. برأيك، كيف يمكن للمؤسسة الإعلامية أن تحدد جمهورها حالياً في ظل التدفق الهائل للمعلومات، وإلى أي مدى تتوافقين مع مقولة النفاذ للمعلومة هو نفاذ للجمهور في آن معاً؟


العمل الإعلامي عمل تراكمي، والولاء يتجدد مع تجدد المصداقية مرة تلو المرة، وعلى المؤسسات أن تتحلى بالنفس الطويل وأن لا تتوقف أبدا عن عملية المراجعة الذاتية، وعلى وسائل الإعلام والإعلاميين أن لا يفقدوا رهبة الجمهور ويستكينوا إلى انتصارات لحظية.


4. من خلال خبرتك وتجربتك الصحافية الميدانية في مجال “البزنس”، ما الخبرات التي حصلت عليها ويمكن أن تشاركي قرّائنا بها؟


تجربتي الصحافية كان فيها حصة لإعادة الأعمار والبناء بعد الحرب الأهلية اللبنانية، والكثير من البدايات الاقتصادية كبدايات أسواق المال في لبنان والمنطقة، شهدت تشكل الوعي المالي والاقتصادي لدى شعوب المنطقة، في وقت من الأوقات حين أخذت الحماسة المتهورة وغير المستندة إلى علم صغار المستثمرين من العامة وقعت المآسي، تعلمت من مجمل التجارب أن البدايات صعبة ومحفوفة بالمخاطر، وأن لا غنى عن الثقافة والعلم، وأن الجشع في عالم المال يختلف عن الطموح ويشكل شذوذا عن ثقافتنا وتراثنا.

5. ما هو آخر كتاب قرأتيه، وما المجالات التي تقرأين عنها غير الاقتصاد؟


أخر كتاب قرأته كان رواية علاء الأسواني “نادي السيارات”، أعشق قراءة الروايات وأحب الرويات العربية ويسحرني عالمها السري الذي يسحبك اليه بينما أنت تمضي في حياتك اليومية، تحمل أبطال روايتك في وجدانك وتمر عبر الحياة، يبقى في لائحة كتابي المفضلين غابرييل غارسيا ماركيز وميلان كونديرا.


6. من هو رجل الأعمال أو الملياردير الذي تعجبين بأدائه الذي جعله يكوّن ثروة؟


كل رجل أعمال بارز أو شخصية اقتصادية ناجحة التقيتها بهرني جانب من شخصيتها، البعض بهرني بالمعرفة العميقة أو الذكاء العاطفي أو سرعة البديهة والبعض بالتواضع الكبير أو الروحانية العالية.

هنري فورد صناعي يذكره التاريخ كأحد رجال الأعمال العمالقة، فهو غيّر أسلوب عيش الناس حين صنع لهم سيارة في متناول أيديهم وكان له دور مفصلي في التحول الصناعي حين ابتكر أسلوب التصنيع بالتجميع، هو رائد أعمال لاحق حلمه حتى حققه وترك بصمة وإرثا عاش لأجيال بعد رحيله.

7. من أين تحصلين على الأخبار يومياً، وكم تأخذ وسائل التواصل الاجتماعي من وقتك، وهل تعتبرينها مصدرا للأخبار أو ملهماً لك بأفكار لبرامجك؟


أحصل على الأخبار من كل مصدر متاح لكنني لا اسميها أخبارا إلا حين أتأكد من ورودها في إحدى وسائل الإعلام الموثوقة كوكالات الأنباء، فهم العالم بالنسبة لي يتبلور حين أقرأ الفايننشال تايمز.

مصدر إلهامي الأكبر في السنوات الأخيرة بات وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل، عبرها استشعر ما يتفاعل معه الناس بشكل أكبر وما يهمهم.

8. برأيك، المستقبل لأي نوع من الإعلام، وكيف تقيّمين تجربة الاستثمار في مجال الإعلام في الدول العربية؟


أعتقد أن الاستثمار في الإعلام العربي جاء في أحيان كثيرة على قدر من السطحية، الاستثمار الكبير كان في الأجهزة والإمكانات البصرية وهذا أمر رائع بالطبع لكنه لم يلتق غالبا مع استثمار حقيقي في العنصر البشري وفي صناعة الإعلام ذي القيمة المضافة حيث الوقت عنصر أساسي ولا يجوز التعامل معه كرفاهية.

الوقت والجهد البشري المبذول في صناعة المادة الإعلامية هو الذي يصنع العلامة الفارقة، وهذا ما لا يتيحه رأس المال إلأ أن كان مستنيرا.
المستقبل للإعلام الذي يستحق العيش بغض النظر عن أدواته ومنصاته.