اختير كأحد القيادات العالمية الشابة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في 2006، وفي 2010 اختير كزميل في برنامج رأس المال المبادر “كوفمان”.


حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من الجامعة الأردنية، وأكمل برنامج القيادة العالمية وسياسة التعليم في كلية كينيدي في جامعة “هارفارد”، خلدون طبازة المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ”iMENA” القابضة، التي تستثمر وتبني وتتشارك لتشغيل شركات الإنترنت الموجهة للمستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


البدايات


بدأ خلدون طبازة مسيرته العملية بالعمل في الصحافة 1994، وأسس “الشركة العربية للاتصالات والنشر”، التي قامت بنشر النسخة العربية من مجلة “Byte” في 1995، وهي من أوائل مجلات التقنية والكمبيوتر، وتقنيات المعلومات في العالم.


أسس “أرابيا أونلاين”، أول بوابة إقليمية تركز على العالم العربي، وجذبت الشركة الاستثمارات من أمثال الأمير الوليد بن طلال و”إنتل كابيتال”، ثم انتقل إلى مصر لتأسيس “أيديافلوبرز”، أول حاضنة تقنية وصندوق استثمار في المراحل الأولية للمشاريع في مصر.


وقبل تأسيس “ريادة فنتشرز”، عمل مع مجموعة مقرها السعودية لبناء الأعمال التجارية على الإنترنت.


واستثمر طبازة في مجموعة من الشركات منها مجموعة “المرشدين العرب”، و”ميديا سكوب”، و”كندي سوفت”، و”Gate2Play”، و”آي كتاب”.


يقول طبازة في حديث لـ”الاقتصادي”: “كنا من رواد الصحافة المطبوعة من خلال الشركة العربية للاتصالات والنشر، والتي حصلت على ترخيص Byte المجلة الأميركية المتخصصة بتقنية المعلومات، وقامت بنشر النسخة العربية منها”.


ويضيف، “لقد حققت Byte نجاحاً كبيراً، كما حققت نمواً كبيراً، ومن خلالها أتيحت لنا الفرصة لاكتشاف الانترنت قبل الكثير من الناس في العالم العربي، من خلال شركات التقنية العالمية، والاحتكاك بمجتمع تقنية الأعمال العالمي”.


ما هي أرابيا أونلاين؟


وخلال معرض حديثه يوضح طبازة أنه في 1997 أسس شركة أرابيا أونلاين “arabia.com”، وكانت من أوائل البوابات العربية التي تغطي مجالات “السياحة، الأعمال، الأخبار ،التعليم، التقنية”، وخدمات مختلفة في مختلف الدول العربية.


وتابع “نجحنا من خلال أرابيا أونلاين، وحققت نمواً سريعاً وهي أول شركة عربية تحصل على تمويل رأس مال مبادر من مستثمرين عالميين منهم Intel وHp ودخلت شركات الوليد بن طلال كشركاء فيها من خلال شركة المملكة القابضة، كان لديها منتج ممتاز لكن لم يكن هناك سوق للانترنت في العالم العربي، كان هناك مئات الألوف من المستخدمين ولم يكن مئات الملايين، لكن اليوم هناك أكثر من 140 مليون مستخدم وهو رقم متحفظ بالنظر لمستخدمي الانترنت من خلال الهاتف المحمول والهواتف الذكية”.


ما بعد أرابيا أونلاين


يقول طبازة: “في 2001 تركت أرابيا أونلاين، وانتقلت إلى الجانب الآخر من الصناعة إدارة الاستثمار (رأس المال المبادر) وانتقلت إلى مصر، وعشت فيها لمدة عامين تقريبا، وأسسنا صندوق الاستثمار للشركات التقنية في مصر بالتعاون مع مجموعة هرميس وشركة الاتصالات المصرية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وقمنا بإنشاء أول صندوق للاستثمارالمباشر في شركات التقنية بين أيار (مايو) 2001 وأيار (مايو) 2003″.


ويضيف “بعدها قضيت من عامين إلى ثلاثة أعوام متنقلاً بين الأردن والسعودية”، وعملت مع المجموعة الوطنية للتقنية، وقمنا ببناء عدد من شركات الانترنت، وقمنا بتأسيس شركة نيت أدفانتج للإعلانات عبر الإنترنت وشركة one card، وهي وسيلة بطاقة مدفوعة مسبقا للدفع عبر الانترنت”.


ونوه طبازة “شاركت في بناء شركة مباشر، وهي شركة متخصصة في بيع المعلومات المالية عبر الانترنت، كما كنت أعمل مستشاراً للمجموعة الوطنية للتقنية، وكانت مهمتي بناء الشركات داخليا”.


وتابع طبازة، “في 2002 أو 2003 توقفت شركة أرابيا وتم بيع الأصول وانتهى عملهم، قبل عام أو عامين تم شراء الاسم وإعادة بناءها كبوابة”.


وأشار طبازة “كان السوق مفتوحاً أمامنا وكان لدينا العديد من الأسماء الرائعة وقمت بأعمال أنا فخور بها”.


ريادة فنتشرز


ويتابع طبازة في حديثه عن أبرز مراحل حياته، قائلاً: “في 2005 أسست شركة خاصة بي وهي ريادة فينتشرز، وهي شركة متخصصة بكل ما يتعلق بشركات النمو في مجال تقنية التعليم والصحة في العالم العربي، وكانت تقوم بالعمل كمستشار لشركات الاستثمار كما كانت تقوم باستثمارات بسيطة من ريادة وتقوم بالعمل مع المستثمرين والشركات في مجال الاستثمار والاستشارات الاستراتيجية”.


ريادة فينتشرز وبداية التعاون مع أبراج كابيتال


في 2009 حققت “ريادة فينتشرز” نجاحاً كبيراً في مجال إدارة صناديق متخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، كما يقول طبازة، وخلال الأزمة المالية العالمية ازداد الاهتمام بالشركات المتوسطة والصغيرة الحجم والاهتمام بالحكومات كمستثمرين، لأن رأس المال بالقطاع الخاص نضب نوعاً ما خلال هذه الأزمة، ويضيف: “كان هناك تعاون بيننا وبين أبراج كابيتال في مجالات عدة وأدى هذا التعاون إلى اهتمام أبراج بالاستحواذ على ريادة فينتشرز، فاستحوذت أبراج على ريادة فينتشرز في 2009، وانتقلنا أنا وأفراد الشركة للعمل مع أبراج كابيتال لمدة عامين”.


إطلاق مبادرات خلال العمل مع أبراج كابيتال


وأفاد طبازة، “خلال عملنا مع أبراج كابيتال قمنا بإطلاق عدد من المبادرات منها ومضة، بالإضافة إلى صندوق حجمه 500 مليون دولار، كما قمنا بإنشاء صناديق في دول مختلفة منها: لبنان، فلسطين، الأردن، ومصر، بعضها استمر وبعضها لم يستمر، كما قمنا بعدد من الاستثمارات في مصر والأردن”.


ويوضح طبازة “عملي مع أبراج كابيتال كان لمدة عامين بعد استحواذها على ريادة، وبعدها أحسست أنّ لدي مهمة لم يتم إنجازها من أيام أرابيا أونلاين وهي ترك بصمة في قطاع الإنترنت في العالم العربي”.


أسواق الإنترنت في العالم العربي


أصبحت أسواق الإنترنت في العالم العربي جذابة للاستثمار وبناء الشركات، ويمر العالم العربي الآن بمرحلة التسارع في نمو صناعة الإنترنت للمستهلكين، ويضيف: “مع انخفاض أسعار الاتصال وزيادة سرعة الاتصال بالانترنت زاد عدد المستخدمين للانترنت في العالم العربي بشكل كبير، وبنفس الوقت لم يكن في السوق منتجات وخدمات لهؤلاء المستخدمين، هذه المرحلة مر بها عدد من الأسواق الناشئة سواء بأميركا الجنوبية أو أوروبا الوسطى والشرقية، روسيا، تركيا، وكوريا الجنوبية، وتمثل تلك المرحلة الذهبية في نمو صناعة الإنترنت الموجهة للمستهلكين في أي سوق ناشئ”.


وقال: “أحسسنا بأن الفرصة موجودة وقررنا بناء شركة من نوع جديد، وابتعدنا عن إنشاء صندوق، وألا نكون ببساطة مجرد مستثمرين، لأن هذا النوع الجديد يجمع بين الاستثمار والتشغيل والريادة”.


وأسّس طبّازة شركة “آي مينا” القابضة التي تحدد أنماط عمل ناجحة في أسواق ناشئة أو متطورة، وحول ذلك يرى طبازة “أنّ نمط العمل الذي يكون ناجحاً في أميركا وأوروبا، غير موجود في العالم العربي على سبيل المثال: فيسبوك أو تويتر ليس أمراً ذكيا أن ينشئ المرء فيسبوك أو تويتر في العالم العربي، عليه أن يتطلع إلى أنماط عمل أخرى كالإعلانات المبوبة فهو نمط عمل محلي على مستوى المنطقة”.


ويوضح “نحن نأخذ الفكرة من شركة ناجحة ونطبقها في العالم العربي من خلال منصتنا ونوفر الفرصة للشركات أن تتوسع بكلفة منخفضة جداً من خلال منصتنا الموجودة في السعودية والإمارات والأردن، إذ يمكن أن تتوسع الشركة إقليميا من خلال رأس مال معقول نسبياً.


ويشير إلى أنه “في آي مينا القابضة لدينا فريق عمل عالي المستوى في مجال الإدارة، التقنية، الاستراتيجية، والإدارة المالية، وتطوير الأعمال، المبيعات والتسويق، يقدم الخدمات والدعم لكل الشركات التي تعمل معنا ونعوض عن عدم قدرة هذه الشركات لتعيين كفاءات كلفتها عالية، يمكن ألا يكون لدينا تحدي كافي في شركة واحدة، فريق العمل هذا يعمل على مستوى الشركات المختلفة”.


وبيّن “كما يوجد في آي مينا نوع من الحرية، إذ يمكن تحديد أنماط العمل والقطاعات التي سندخل فيها في الانترنت وإذا وجدنا شركة ناشئة ناجحة ووجدنا فريق عمل مناسب نقوم بالاستثمار عن طريق الشركة القائمة، وإذا لم نجد هذا الفريق نؤسس الشركة بنفسنا أو ندخل في شراكات مع شركات عالمية إذا كان لدينا تقنية صعبة”.


السوق المفتوح وآي مينا


ويشير إلى بعض الأمثلة التي استثمرت فيها آي مينا مثل: شركة السوق المفتوح أو “OpenSooq.com”، وهي المتخصصة في الإعلانات المبوبة باللغة العربية في العالم “عقارات، الكترونيات، سيارات، فرص عمل”.


وأفاد طبازة، “بأن الفكرة تقوم على الإعلانات المبوبة كصناعة، ففي المطبوعات والصحف الورقية يصغر حجم الإعلانات المبوبة تدريجياً وينتقل هذا السوق إلى الانترنت”.


وبحسب طبازة “الإعلانات المبوبة على الانترنت نموذج عمل ناجح في كل الأسواق العالمية تقريبا، هذه الفكرة نحن نديرها وهي جزء من مجموعتنا”.


ويوضح طبازة أن “أوبن سوق” كان يحوي 25 مليون صفحة شهرياً، أما الآن فهناك أكثر من 200 مليون صفحة شهرياً خلال عام ونصف من عمر الشركة، وهو عربي 100% وموجه للمستخدمين في العالم العربي، واستخدامه البسيط يجعله موجهاً لرجل الشارع في العالم العربي، وعليه عدد الإعلانات المبوبة على “أوبن سوق” اليوم وبشكل شهري يتعدى عدد الإعلانات المبوبة المطبوعة في العالم العربي.


البداية الفعلية لـ “آي مينا”


بدأت “آي مينا” بشكل فعلي في آذار (مارس) 2013، ولم يعد تركيزها منصباً على التجارة الالكترونية،


يقول طبازة: “باعتقادي كل جهة تقوم بأعمال فيها كثير من الجوانب الإيجابية كالمسرعات الموجودة في البلدان المختلفة، مثلا تقوم بعمل مهم جداً في تدريب الرياديين، وإطلاق الشركات، وبعدها تحصل الشركات على التمويل الأولي دون الحصول على تمويل في مراحل لاحقة، وهذه من الأمور التي نحاول أن نعالجها”.


وأضاف “نحن في آي مينا لدينا التزام اتجاه أي شركة بتمويلها من البداية إلى النهاية، وليس لدينا أي محددات للتمويل طالما أن الشركة ناجحة”.


التقدم إلى آي مينا


وحول آلية التقدم إلى “آي مينا”، قال طبازة: “يمكن لأي شخص أن يقدم ابليكيشن عبر فورم معين، كما يمكن لأي شخص التواصل معنا عبر الموقع أو عن طريق التلفون أو عن طريق معارف مشتركة”.


وأضاف “من الأمور التي نتميز بها، التزامنا بالرد السريع والواضح من البداية، هل هذا مناسب لنا أم لا؟، إذا كنا بنفس مكان هؤلاء الشباب، وكنا نحس بالضغط أثناء الانتظار حيث تكون الأحلام كبيرة والخطط كثيرة، ونقدر أن يأتي الرد السريع وبنفس الوقت، ونحاول أن نلتزم بأن ما نحبه لانفسنا نحبه للآخرين، ونلتزم دائما بالرد السريع، لأن العلاقات العامة في العمل مهمة جداً وإذا تقدم لنا الشخص من خلال معارف سيجد الثقة بشكل كبير”.


شراكات جديدة


هناك العديد من الشركات التي ساهمت فيها “آي مينا” بالتعاون مع مؤسسين، ومنها شركة سيل اني كار “SellAnyCar.com”، والتي تقدم خدمة للمستهلكين لتقييم سياراتهم وبيعها عبر الانترنت، حيث يمكنه تقييم ثمن السيارة وإذا كانوا جديين ببيعها يأخذون موعداً بأحد المراكز الموجودة لدينا في الإمارات، ويتم فحص السيارة خلال نصف ساعة ونقدم لهم عرضا ونشتريها منهم.


وأشار إلى أنه “عندما يصل إلى المركز الرئيسي تتم عملية فحص السيارة، ويقدم له عرض خاص بسيارته وتباع السيارة، وقد اتفقنا على هذه الفكرة مع المؤسس وقمنا بتأسيس مشترك بيننا وبين المؤسس”.


أما النوع الثالث من الشركات بحسب طبازة مثل “هلو فوود”، وهي خدمة لطلب الطعام عن طريق الانترنت بالتعاون مع شركة ألمانية.


وهناك “ايزي تاكسي”، وهي خدمة لطلب التكاسي عن طريق الانترنت تربط بين الراكب والتاكسي موجودة بالرياض والكويت وعمان، وهي عبارة عن “أبليكيشن” يتم تنزيله على الموبايل، يتم فتح “الأبليكيشن” وطلب تكسي فتظهر السيارات القريبة ويمكنك تحديد معلومات إضافية، لمساعدة السائق في أن يأتي إليك بسرعة وخلال أقل من دقيقة تصل التاكسي.


ويوضح “نتعاقد مع سائقي التكاسي بشكل مباشر وليس مع شركات، والأسعار مثل أسعار السيارات العادية لا توجد تكلفة إضافية”.


يوضح طبازة “أن الفائدة من هذه الشركات والخدمات التي تقدمها، هو أننا نأخذ حصة من كل طلبية أي عمولة، ونتعامل وفق عقود ونظام معين نتعامل به مع أفراد”.


ويبيّن طبازة “لدينا شركة في الإمارات تدعى CitraStyle.com لبيع الملابس الإسلامية الحديثة، والبيع بشكل عالمي غير محدود في مختلف دول العالم، كما يوجد لدينا شركة للإعلام الاجتماعي، وشبكة إعلامية آي مينا للإعلانات”.


وأشار إلى أنه “هذا الصيف سنعلن عن مجموعة جديدة من الشركات”، لافتاً إلى أن”حجم الشركات الآن يتجاوز عدد فرص العمل التي خلقتها آي مينا خلال العام الماضي بما يتجاوز 400 فرصة عمل”.


تحديات رواد الأعمال


من التحديات التي يواجهها رواد الأعمال العرب وفقا لطبازة هناك نوع من التضليل من قبل الحكومات، إذ تم عرض الريادة في مجال التقنية على أنها الحل على مستوى العالم العربي للطلاب المتخرجين من الجامعات للحصول على فرص عمل.


ويضيف “حقيقة الريادة في الأسواق الناجحة ليست موجهة للخريجين الشباب، إذ أن معدل عمر الريادي الناجح بين 40 و45 عاماً وليس 22 و24 عاماً، حيث أدى ذلك إلى قصص فشل كثيرة إذ يتم تصوير الموضوع للشباب على أنه سيجد عملا عندما ينهي دراسته الجامعية”.


رواد الأعمال ليسوا من الشباب


يبيّن طبازة، “لكي تكون رائد أعمال يجب أن يكون لديك خبرة ونضوج وقدرة على إقناع المستثمرين وكذلك القدرة على إدارة فريق عمل وهي غير موجودة فوراً في الخرجيين الجامعيين”.


وأضاف “ثانيا ندرة الكفاءات، لدينا الكثير من الناس لكن الجودة والكفاءات في المبيعات والتدريب والتسويق نادرة جدا في العالم العربي، والكلفة العالية جداً، مثلا كلفة الكفاءات في الأردن والسعودية عالية جداً ولا أبالغ إذا قلت أن تعيين مبرمج في برلين أو بولندا أرخص من تعيينه في دبي أو عمان”.


ولفت إلى أنّ “تنقّل الكفاءات في العالم العربي صعب جداً، ومن الحلول التي تساعد العالم العربي إعطاء حرية التنقل للموارد البشرية بين الأسواق المختلفة بحيث يمكن لها التنقل من الأردن إلى السعودية، مثلا ببساطة لدينا في مجال التمويل فجوات كبيرة ولدينا احتكاك عالي بين المؤسيين والممولين بسبب عدم نضوج الجهتين، فالاتفاق الذي يحتاج الوصول له ساعة واحدة يأخذ ثلاث أو أربع أشهر، الأمور معقدة وصعبة، فصعوبة الاتفاق بين المؤسسين والمستثمرين من التحديات التي يواجهها مجال الريادة في العالم العربي”.