لقد تبيّن أن فوائد التمارين الرياضية، تتضاعف إذا مورست بمتعة. هذه خلاصة دراسة حديثة أجراها مختبر (فود آند براند- Food & Brand Lab) للبحوث في جامعة كورنيل. فعينات الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، ممن اعتقدوا أن التمارين عبارة عن قضاء أوقات ممتعة، تناولوا بعد الانتهاء منها كمية قليلة من الطعام، مقارنة بأولئك الذين يعدونها أمراً مثيراً للامتعاض. ويبدو أن المجموعة الأولى تعد التمرين الرياضي إنجازاً شخصياً، في حين ترى المجموعة الثانية أن الطعام مكافأة لما بذلوه من جهد خلال ممارستهم ذلك.
وعلى الصعيد نفسه، يقول برايان وانسينك، رئيس مختبرات فود آند براند: "المجموعة التي رأت أن التمرين كان مجرد عمل ينبغي القيام به، تتكون من الأشخاص الذين أرادوا التعويض عن جهودهم المبذولة، من خلال فعل شيء لأنفسهم. وقد تبين هذا من كمية الطعام التي تناولوها بعد انتهاء التمارين."
وفي جزء آخر من هذه الدراسة، قاد الباحثون 56 شخصاً بالغاً، للمشي مسافة 2 كم حول بحيرة صغيرة، بعد أن أخبروا بعضهم بأن هذا سيكون تمريناً رياضياً، فيما أخبروا البقية بأن هذه الجولة مجرد نزهة لرؤية المناظر الخلابة. وبعد الانتهاء من ذلك تناولوا الطعام، فكان استهلاك الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم مارسوا تمريناً رياضياً، أكبر بـ35% من الكمية التي تناولها الأشخاص الذين اعتقدوا بأنهم في نزهة.
فيما قالت كارولينا ويرلي، الباحثة الرئيسة في الدراسة، والأستاذة في (كلية غرونوبل للإدارة-Grenoble Ecole deManagement) في فرنسا: "إن الاعتقاد بأن سيرهم كان تمريناً وحسب، جعلهم أقل سعادة وأكثر شعوراً بالإرهاق." وبالتالي عمد بعضهم إلى مكافأة أنفسهم بتناول كميات كبيرة من الطعام بعد انتهاء التمارين.
ويرى وانسينك، أن بإمكان الأفراد ومختصي التمارين الرياضية، تطبيق نتائج البحث بطرق عدة. ويضيف: "أولاً تشتيت انتباهك عن التمرين لتستمتع به أكثر، من خلال الاستماع إلى الموسيقى، أو مشاهدة تسجيل معين، أو الشعور بالامتنان لكونك تعمل في الخارج، وليس في المكتب."
وفي الحقيقة، وجد وانسينك، في دراسة أخرى توافق نتائج هذا البحث، أن التفكير الإيجابي قبل التمرين، له تأثير مشابه للاستمتاع. وقال:"قبل أن تبدأ بالنشاط الجسدي، ركز على ما حدث معك خلال اليوم، وجعلك تشعر بالسعادة أو الامتنان. ففعل هذا يزود الشخص بنمط التفكير ذاته، أي: السعادة والامتنان، دون الحاجة إلى ما يحفزه لممارسة التمرين."