لا يعني استخدامك للأدوات التحليلية أنك لم تغفل بعض المعلومات المهمة؛ فعالم البيانات لا يتعلق بتجميع المعلومات الحديثة وحسب؛ فجميع أنواع البيانات التي تجمعها شركتك، يمكن أن تضيف إلى العمل قيمة كبيرة، إن أمكنك النظر إليها بطريقة صحيحة.
وتلقي كاثرين هافاسي، مؤسس مشارك ورئيس تنفيذي لشركة (لومينوسو-Luminoso)، وهي إحدى شركات تحليل البيانات المتطورة، الضوء على المعلومات غير المستغلة التي يجب على الشركات التركيز عليها.
ومنذ تأسيس شركة لومينوسو، أخذ عدد كبير من الشركات الضخمة مثل: سوني وإنتل، وغيرها، يستخدم برمجيتها الخاصة، لاشتقاق الأفكار من مصادر المعلومات المهملة.
ولتستفيد من مصادر المعلومات التي قد لا تثير انتباهك في ظاهرها، إليك بعض الدروس الواجب تعلمها بهذا الشأن:
الانتباه إلى المشكلات المتعلقة بخدمة العملاء وتصحيحها: لنفترض جدلاً أنك تملك شركة لصناعة أفران الميكرويف، وبدأت في أحد الأيام تصلك شكاوى من زبائنك تفيد بانبعاث رائحة نتنة من الفرن. حينئذ، ستحتاج إلى تحديد مصدر المشكلة ونوعها بالبحث في سلسلة التوريد. وإن كان لديك منصة تحليل نصوص، فستتمكن من جعل الحاسوب ينظر إلى الشكاوى جميعها، واتخاذ القرار المناسب بشأنها. وبالتالي ستتم الاستجابة للشكاوى بسرعة وتصحح المشكلة.
إدراك التحسينات التي يرغب بها موظفوك : تخيل أنك تريد إجراء مسح شامل على ألف موظف لديك حول خطتهم التقاعدية. كم عدد الأسئلة التي تحتاج إلى طرحها، كي تتعرف إلى الأمر الذي يزعجهم بشأن الأجر الذي تمنحهم إياه أو سياسة التأمين الصحي؟
إن تغييرات القيمة العليا في خطة التقاعد، قد تكون زهيدة التكلفة عند تطبيقها. لكن، ترى هافاسي أن إجراء مسح عددي يتطلب منا تخمين النتائج عند كتابة الأسئلة. وتضيف: "إن معالجة النص بشكل مباشر، يجعلك تحصل على نتائج أكثر تفصيلاً، مقارنة بالمسوح السابقة.
وعلاوة على ذلك، فإن أساليب القياس البسيطة التي تستخدم جداول البيانات الإلكترونية مقابل الإجابات النوعية، ستجعلك تكتشف إجابات الأسئلة التي لم تطرحها، عوضاً عن التنبؤ باحتمالية صحة أسئلتك.
استخدام التنبؤات الفردية لتحقيق المزيد من المبيعات: يمكن اليوم استخدام برمجية إدارة علاقات العملاء بسهولة، إذ يمكن لأي مدير مبيعات أن يكون حصصاً وعملاء مستهدفين ومجموعات، وأن يكون قادراً على تشكيل خطة مبيعات جيدة. لكن لا يزال هناك مجال للتحسن أكثر وفقاً لهافاسي. ويجدر بك العلم أن العميل الذي يحافظ على تعامله مع شركتك في أي مرحلة لفترة تزيد عن شهر، من غير المرجح أن يتوقف عن استخدام منتجاتك. لكن كيف يمكنك تصحيح أي خطأ يؤدي إلى فقدانك عملاءك؟
تضيف هافاسي: "إن تحليل سلوك مندوب المبيعات من حيث الرسائل الإلكترونية وملاحظات المكالمات الهاتفية، وغير ذلك من البيانات، قد يساعدك على الكشف عن مصدر الخطأ، ووضع نصائح راسخة حول حث الزبون على التعامل معك مرة أخرى."
كما يمكنك البدء بالنظر جيداً إلى بعض البيانات المهيكلة التي تجمعها. فهل تعلم أن ارتفاع أو انخفاض مدى تكرار طلبات البيع، يرجح إنهاء العملية وتحقيق المبيعات؟ إن برمجية إدارة علاقات العملاء تحقق هذا إن أمكنك تفعيلها لوضع الجدول البياني الصحيح.
إن تدفق هذا الكم الهائل من البيانات في كل لحظة حول العالم، يزيد من احتمالية إغفالك للمعلومات التي تحتاجها. إلى جانب أن البيانات التي تساعدك في فهم شركتك وموظفيك وعملائك، هي المعلومات المنشودة، والتي تحتاجها شركتك لتتطور وتنمو. لذلك، لا ينبغي عليك إهمال المعلومات الصغيرة لصالح التركيز على الكبيرة منها فقط.