الحقيقة أن كلا الأمرين مهم؛ فالقيادة بدون إدارة تجعلنا نعيش في عالم التخطيط للمستقبل، مع إهمال الإنجاز الفوري الذي نحتاج إليه كي نصل لأهدافنا المستقبلية، والإدارة وحدها تجعلنا لا نرى سوى مشاكلنا اليومية التي تستغرقنا فلا يتاح لنا الوقت للتفكير والتخطيط للغد.

إن الإدارة دون قيادة تجعلنا نبتعد عن الأهداف البعيدة والصورة الكلية وربطها بالقيم والمبادئ، وقد ننسى في فورة اهتمامنا الطاغي بالإنتاج والإتقان والجودة أننا نتعامل مع بشر لهم أحاسيسهم وحقوقهم واحتياجاتهم.
ولذلك فإن القيادة دون إدارة تتحول إلي رؤية مستقبلية دون أدوات واقعية لتحقيقها، وكذلك الإدارة دون قيادة تتحول إلي عمل روتيني لا يشعر من ينفذه بالإنجاز أو التفوق فيتحول إلى عمل ميت دون روح تعليه وتدفعه للتقدم.

فالمدير هو الشخص الذي تكون إدارته مبنية على ما يتمتع به من سلطات، أما القائد فهو الذي تكون قيادته للتنظيم بناء على ما يتمتع به من صفات قيادية، ومتى توفرت في شخصية القائد السلطات الرسمية إضافة إلى ما يتمتع به من صفات قيادية تمكنه من التأثير على سلوك الآخرين؛ أصبح مديرًا فعليًا أو أصبح قائدًا له قدرات القائد.