عندما أطلقنا إعلانات حسوب قبل ثلاث سنوات تقريباً، كثير من الأشخاص شككوا بقدرتنا على الاستمرار خصوصاً مع وجود العديد من التجارب العربية السابقة التي فشلت، معظم المعلنين رفضوا التعامل معنا وقتها لأن حجم إعلانات حسوب كان صغير ولعدم وجود تاريخ لها أو عملاء سابقون. المواقع العربية الكبيرة أيضاً شككت بقدرة إعلانات حسوب على الاستمرار والالتزام بالدفع ومن انضم الينا وقتها هم الأصدقاء والأشخاص الذين آمنوا بهدف حسوب ولرغبتهم برؤية شركة عربية بفريق عربي تلبي احتياجاتهم. حسوب كانت شركة ناشئة لا يعرفها أحد ورغم استيائي من عدم ثقتهم وقتها، الا أن الحق كان معهم بهذا التخوف ولا يمكن أن تطلب من الآخرين أن يثقوا بك من البداية مالم تثبت لهم أنك جديراً بهذه الثقة.


التحدي الأصعب لنا هو كسب ثقة المعلنين والناشرين سوياً، هذا الأمر لم يكن ليحصل في يوم وليلة وعرفنا منذ البداية أن الطريق أمامنا سيكون طويل جداً. إعلانات حسوب دائماً بين المطرقة والمسمار، المعلنون يطالبوا بمردود ونتائج أفضل لإعلاناتهم ويقارنوا نتائجها مع منافسين لنا والناشرون يطالبوا بأرباح أكثر ورغم قلة الاثنين ودون وجود أي استثمار، بطريقة ما كان علينا ارضاء الطرفين ومواصلة الانتشار مع تحقيق أرباح تغطي مصاريف التشغيل على الأقل لنضمن استمرار حسوب.


الآن، عندما أخبرك أن إعلانات حسوب موجودة على 1,500 موقع عربي ويتعامل معنا أكبر المواقع العربية والشركات، هذا يعني أننا تمكنا من كسب ثقتهم وهذه الثقة حتماً لم تأتي “هكذا” بل لأننا أثبتنا لهم أننا جديرون بهذه الثقة ولأني عملت خلال السنوات الماضية ليلاً نهاراً مع فريق عمل رائع لديه من المسؤولية والاصرار ما يكفي لتحريك الجبال، يؤمن بهدف حسوب ورؤيتنا لتطوير الويب العربي.


من أحد المواقف التي مررنا بها قبل سنتين، كان علينا ارسال مستحقات الناشرين وبسبب تأخر دفعة من أحد المعلنين، كنا سنتأخر عن تسديد هذه المستحقات لكن هذا التأخر كان سيكون قاتلاً لنا اذا خسرنا ثقة عملائنا الأوائل ولم نلتزم بتسديد مستحقاتهم بالوقت المحدد. قررت وقتها، أن أسدد مستحقاتهم من حسابي الشخصي عوضاً عن تسديد أقساط الجامعة التي أدرس بها، أرسلت المستحقات للناشرين ولاحقاً سددت أقساط الجامعة بعد دفع غرامة تأخر. كان بامكاننا ارسال رسالة للناشرين نخبرهم بالمشكلة ونخلي مسؤليتنا عن ذلك لكننا لم نفعل. هذا موقف واحد من مئات المواقف الأخرى التي مررنا ومازلنا نمر بها يومياً، ليس بخصوص الدفع والتسديد كما كان يحصل في البداية بل للحفاظ على ثقة جميع من يتعامل معنا، سواء كان ذلك معلن أو ناشر في إعلانات حسوب، مستخدم في خمسات أو أي شخص سواءاً تعامل أو لم يتعامل معنا.


الخلاصة: ان كان لديك مشروع ناشئ تعمل عليه، لا تستاء ان لم يثق بك أحد في البداية ولا تلقي اللوم على الآخرين ان لم يفعلوا، الثقة شيء يجب أن تستحقه أولاً وتثبته للآخرين مع الوقت ثم افعل كل ما تستطيع للمحافظة على هذه الثقة. ان خسرتها، ستخسر اللعبة كاملة .