إن علم المحاسبة مثله مثل أغلب العلوم له بعد اجتماعي أخلاقي يتكون من مثلث له ثلاث زوايا تتمثل في الصدق والعدل والحيادية ، ولذلك يجب على المتخصصين والمهتمين بهذا المجال العمل على إيجاد الحلول والبدائل للحد من هذه الظاهرة الخطيرة بل والعمل على استئصالها نهائياً ولو أن ذلك يعتبر من الأمور الصعبة والمعقدة ، وللحد من هذه الظاهرة يوجد بعض الاتجاهات والأساليب والتي منها :


1- العمل على تثقيف و تعليم المهتمين بهذا المجال من مستثمرين و رجال أعمال و مستخدمي المعلومات المالية من خلال برامج و دورات تدريبية متخصصة و ندوات و غيرها ، و التي من شأنها توعية هذه الفئة و رفع مستواها الثقافي في هذا المجال من خلال شرح الممارسات الإبداعية التي تمارسها بعض الشركات وأهم التطورات في مجال المراجعة و التدقيق .


2- اختيار مكاتب التدقيق المتميزة و التي تمتلك عناصر بشرية على درجة عالية من الكفاءة و التدريب الجيد على اكتشاف مثل هذه الاساليب .


3- العمل على وضع معايير محاسبية و اخلاقية جديدة تكون اكثر فاعلية من سابقتها و ذلك للعمل على الحد من استخدام اساليب المحاسبة الابداعية .


4- الاتفاق على تحديد معايير قياسية لاستخدامها في كافة العمليات المحاسبية و عدم ترك المجال مفتوح أمام اختيار بدائل ، و ذلك من شأنه اتباع الشركة نظام معالجة واحد و عدم التغيير من سنة مالية إلى اخرى .


5- العمل على انشاء انظمة و قوانين تحكم بعض البنود مثل بند الطوارئ و بند المخصصات و النثريات و غيرها من البنود التي تسهل فيها عمليات التلاعب اللا اخلاقية .


6- تفعيل دور النقابات و الجمعيات المحاسبية و وضع اسس و قوانين أخلاقية يلتزم بها المحاسبين و المراجعين للارتقاء بمهنة المحاسبة و المراجعة .


و أخيراً أقول ان المحاسب أو المدقق هو شخص اكتسب احترام جميع أفراد المجتمع على مر العصور و الازمان و ذلك لما اتسم به من اخلاق عالية و نزاهة و مهنية لدرجة انه في بعض الدول يصنف المحاسبين مع القضاة ، و ذلك لأن هذه المهنة تتطلب درجة عالية من الصدق و الأمانة و النزاهة و الحيادية ، لذلك يجب على كل من يمتهن بهذه المهنة ان يكون فخوراً بها و غيوراً عليها و لا يترك قلة من اللذين باعوا ضمائرهم من أجل المكاسب المادية و الشهرة ان يعبثوا بالمكاسب التي اكتسبتها مهنة المحاسبة و المراجعة .