دور المحاسبة الإدارية في اتخاذ القرارات:
تمارس الإدارة وظائفها باستخدام المعلومات ومن الصعب أن يتم اتخاذ الإدارة لقرار ما دون الاعتماد على المعلومات وتعتمد صحة القرار على مدى صحة وملائمة المعلومات التي يتخذ على أساسها القرار وكلما تحسنت جودة المعلومات تحسنت جودة القرار
وتقوم المحاسبة الإدارية بتوفير المعلومات الملائمة التي تساعد في اتخاذ القرارات الإدارية في مجالات التسعير ، الإنفاق الاستثماري، الصنع أو الشراء ، وبصفة عامة في كافة المشكلات التي تواجه الإدارة وتتعلق بالاختيار بين عدة بدائل مثل:
- هل تقوم المنشأة بتصنيع جزء من أجزاء المنتج داخليا أم من الأفضل شرائه من الغير؟
- هل من الأفضل إضافة منتج جديد إلى مجموعة المنتجات الحالية؟
- هل من الأفضل التوقف عن إنتاج سلعة أم الاستمرار في إنتاجها؟
- هل من الأفضل قبول أو رفض طلبات بيع إضافية بأسعار منخفضة عن الأسعار الحالية؟
- ما هو خليط الإنتاج الأمثل الذي يحقق للمنشأة أقصي ربح ممكن؟
- قرارات إحلال أو استبدال الأصول
4/1 – أنواع القرارات:
تتسم القرارات التي يتم اتخاذها عند المستويات الإدارية الدنيا بأنها روتينية أو متكررة ويطلق عليها القرارات التي يمكن برمجتها كما تتسم القرارات التي يتم اتخاذها عند المستويات الإدارية العليا بصعوبة برمجتها ويقع بين هذين النوعين من القرارات نوع ثالث وهي القرارات التي يمكن برمجتها جزئيا أو القرارات شبه الروتينية
وتتصف القرارات التي يمكن برمجتها بأنها متكررة أو روتينية ولا تعني كلمة برمجة القرارات "استخدام الحاسب الآلي" ولكن تعني ببساطة أن هذه القرارات تتضمن مجموعة من الإجراءات التي يمكن تنفيذها بصورة متكررة بحيث لا يمكن اعتبارها قرارات جديدة في كل مرة يتم اتخاذها ولا يحتاج تنفيذ هذه القرارات تدخل أو اشتراك المديرين ولكن يتم على مستوى الوظائف الكتابية أو على مستوى العمال وتتعلق هذه القرارات ببعض الأعمال الروتينية مثل إعداد الأجور ، تسجيل المخزون، إعداد الفواتير ، حجز تذاكر الطيران ، تجميع المنتجات في المصنع
أما القرارات التي يمكن برمجتها جزئيا فتحتاج إلى الحكم والتقدير الشخصي لمتخذي القرارات حيث لا يمكن إخضاعها بالكامل للتحليل الكمي وتوصف هذه القرارات بأنها قرارات معقدة نسبيا وتحتاج إلى معلومات وتحليلات تفصيلية بالإضافة إلى وجود عوامل غير كمية يجب أن تؤخذ في الحسبان عند اتخاذها مما يعني وجود حاجة ماسة إلى الخبرة والتقدير الشخصي لمتخذي القرارات ومن أمثلة هذه القرارات ومن أمثلة هذه القرارات التخطيط المالي وتخطيط الإنتاج
أما القرارات التي لا يمكن برمجتها فتزداد صعوبتها ودرجة تعقيدها كما يصعب إخضاعها للتحليل الكمي ونظرا لأن هذه القرارات تتسم بندرة حدوثها أو عدم تكرارها لذلك فإن الخبرة الإنسانية بها تعد غير كافية بما يسمح ببرمجتها ومن أمثلة هذه القرارات قرارات غزو الفضاء أو تعيين رئيس مجلس الإدارة
وقد ساهمت نظم المعلومات المحاسبية التقليدية مساهمة كبيرة في معالجة القرارات التي يمكن برمجتها أما القرارات التي يمكن برمجتها جزئيا فإنها لا تحتاج فقط إلى مجرد ميكنة النظم المحاسبية أو استخدام الحاسبات الآلية في تشغيل البيانات ولكن يحتاج متخذ القرارات إلى استخدام المعلومات والنماذج لمساعدته في الاختيار بين البدائل المختلفة وهنا يبرز دور المحاسبة الإدارية في مجال اتخاذ القرارات التي يمكن برمجتها جزئيا ويمكن في مجال القرارات التي يمكن برمجتها جزئيا استخدام نظم دعم القرارات والتي تسمح بالتفاعل بين المحاسب الإداري ومتخذي القرارات لإنتاج المعلومات الملائمة للقرارات وتعتبر نظم دعم القرارات امتدادا نظم دعم القرارات امتدادا وتطويرا لنماذج المحاسبة الإدارية في معالجة القرارات التي يمكن برمجتها جزئيا
وفي مجال القرارات التي يصعب برمجتها وهذه القرارات غير روتينية وقد تكون قرارات استراتيجية أو لمواجهة مواقف خاصة وهي تتطبب استخدام خبرة وبديهة الإدارة العليا وتسهم المحاسبة الإدارية بتقديم المعلومات الملائمة لترشيد هذه القرارات وقد تم تصميم نظم الخبرة في معالجة القرارات التي لا يمكن برمجتها
4/2- نموذج عملية اتخاذ القرارات:
من النماذج المعروفة لعملية اتخاذ القرارات نموذج Simon وقد قسم مراحل اتخاذ القرارات إلى ثلاث مراحل رئيسية هي : مرحلة التفكير أو الذكاء ، ومرحلة التصميم ، ثم مرحلة الاختيار
ويتم في مرحلة التفكير البحث في البيئة المحيطة عن الظروف والحالات التي تستدعي اتخاذ قرارات وذلك من خلال تحديد وتعريف المشكلة وجمع البيانات المتعلقة بها أما في مرحلة التصميم فيتم تحديد البدائل المختلفة لحل المشكلة وجمع بيانات إضافية لدعم أو تأييد كل بديل من البدائل أما في مرحلة الاختيار فتجري عملية تحليل للبدائل المختلفة واختيار أفضل هذه البدائل والذي يوضع موضع التنفيذ