يسعى الناس حول العالم إلى عيش حياة تملؤها السعادة والسلام، والشعور بالرضا حيال العمل الذي يزاولونه والعلاقات التي ينشؤونها مع غيرهم.


ومن الواضح أننا نبحث جاهدين عن السعادة، وهو أمر ليس بجديد؛ فالبحث عن السعادة من أقدم المساعي الإنسانية. وقد فكر الفلاسفة في معناها الحقيقي، وتساءل المفكرون عن إمكانية تحقيقها، وكتب المعاصرون منهم عن مفاتيح العثور عليها.


وبرهنت البحوث العلمية في العقود الأخيرة، على أن السعادة ليست أمراً يمكن تحقيقه بشكل فردي كالمال أو الشهرة، فإنها تنمو عندما نتقاسمها مع الآخرين. وكلما انتشرت أكثر بين الناس، زادت السعادة في نفسك.


لكن ما هي السعادة بالتحديد؟ وفقاً للدكتور مارتن سليغمان، الرئيس السابق للجمعية الأميركية لعلم النفس، والمؤسس لحركة علم النفس الإيجابي، فإن السعادة تعتمد على الأفراد، وهي تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تأخذ شكلاً دينياً أو عائلياً أو ثقافياً.


ومع ذلك، تبقى هناك 5 مفاتيح رئيسة للسعادة، وهي:
1. المشاعر الإيجابية: اجعل نظرتك للأشياء إيجابية.
2. التجريب: خض التجربة، وكن محباً للاستطلاع والتعلم.
3. العلاقات الإيجابية: أحط نفسك بأشخاص يمدونك بالطاقة الإيجابية.
4. المعنى: جد شيئاً يعطي لحياتك معنى وقيمة.
5. الإنجاز: اجعل إنجازاتك تخدم هدفاً أساسياً دائماً.
كما وجدت البحوث أن الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين اختبروا هذه النتائج:
· كسب دخل أعلى.
· يضعون ويحققون أهدافاً صعبة.
· يختبرون توتراً أقل.
· يحافظون على هدوئهم في المواقف التي تثير التوتر.
· أكثر نشاطاً.
· يتعافون من لمرض بشكل أسرع.
· يعيشون لمدة أطول.
إن اختيار السعادة ليس أمراً يعود عليك بالفائدة فقط، فهو خيار ذكي أيضاً. إلى جانب أنها مفيدة للصحة وتحسن من جودة الحياة فضلاً عن إطالتها، ولها أثر إيجابي على العلاقات الشخصية والإبداع والرضا والفعالية في العمل. وأثبتت إحدى الدراسات الإدارية أن مندوبي المبيعات المتفائلين تفوقوا على زملائهم المتشائمين بنسبة 37٪.
كما يميل الأشخاص السعداء إلى أن يكونوا أكثر نجاحاً، ويتواصلوا على نحو أفضل مع العائلة والأصدقاء. وهم أقل غياباً عن العمل ويدعمون القضايا الإنسانية.
وعلى الصعيد نفسه، قامت حملة بعنوان: (أعمال السعادة- Acts of Happiness) في أميركا، لتحفيز الإلهام في نفوس الأفراد، ونشر القيم الإيجابية في المجتمع والعمل وبين العائلات وفي الدوائر الاجتماعية.
في مجتمعنا اليوم، السعادة هي شجاعة وتحدٍ للمشاعر السلبية تجاه الظروف الراهنة. ولا يمكن الحصول عليها من دون ثقة الفرد بأنه يملك الخيار في أن يستحقها دائماً.