الوصول إلى المعاش هو نقطة يصل إليها كثير من الموظفين، وهي حالة بها كثير من المساويء، لا نود ذكرها هُنا. نود أن نُركز على كيفية تفادي الوصول إليها.
في الغالب يصل الموظف إلى المعاش لتنتهي حياته العملية، وهُناك عدة أسباب تكون قد أوصلت هذا الشخص إلى هذه النقطة، منها أنه لا يجيد شيء آخر غير الوظيفة التي كان يعمل بها، أو أنه لم يكن جيّد كفاية في ما كان يفعله، أو أن الظروف المحيطة به أوصلته إلى هذه النهاية الغير حميدة.
لتجنب اﻹنتهاء إلى أن يُصبح الشخص غير مفيد للمجتمع، يجب على الفرد أن يتفادي ذلك قبل وقت طويل، ليس فقط أثناء وظيفته، بل يمكن أن تكون البداية من إختياره للكلّية. حيث أن المجال أو التخصص يُساهم مساهمة كبيرة في شكل مستقبل الإنسان. فهُناك تخصصات ليس من طابعها المعاش، مثل مبرمج الكمبيوتر، والطبيب، والمهندس. فعلى اﻷقل مثل هذه التخصصات عندما يعجز أصحابها عن المداومة اليومية في العمل يُمكنهم العمل كمستشارين، أو كاتبين، أو محاضرين، فتُصبح الساعات التي يقضونها في هذه الوظائف الجديدة قليلة لكنها يُمكن أن تكون أكثر فاعلية من الوظائف المحدودة، وبالطبع أكثر فاعلية من أن يستسلم الشخص للمعاش.
بعد أن اختار الطالب تخصص ليس له طريق مسدود في النهاية، لا يقف عند هذا الحد، فعندما يتوظف أيضاً يكون هناك أشخاص طبيعتهم أنهم يُهيؤون أنفسهم للمعاش، مثلاً أن تكون الوظيفة هي كل أملهم، وتكون ليست لديهم رغبة في التغيير. التغيير الوحيد الذي سوف يمرون به هو إنتقالهم إلى المعاش. لنتجنب ذلك هُناك عدة طرق، منها أن يجعل الشخص نفسه أكبر من الوظيفة، أي يطور قُدراته بشكل مستمر إلى أن يضيق به هيكله الوظيفي الذي تم وضعه فيه. طريق آخر هو تغيير التخصص إلى اﻷفضل، مثل أن يتحول مهندس عتاد الكمبيوتر إلى مهندس شبكات، ومهندس الشبكات إلى رائد أعمال تكون له شركته الخاصة لتخطيط وتركيب الشبكات للمؤسسات. وطريق آخر أن يتحول الشخص من مؤسسة أو شركة إلى مؤسسة أو شركة أخرى، لأن العمل في مؤسسة واحدة فترة طويلة ينتج عنه الركود وعدم تعلم الجديد، لكن تغيير مكان العمل إلى مكان آخر تكون معه تحديات جديدة ووجوه جديدة وخبرات مختلفة. حتى لو كان التغيير إلى مكان أقل من اﻷول من حيث الدخل مثلاً أو من حيث بيئة العمل، إلا أن هذا يكون أفضل من الركود لفترة طويلة في وظيفة واحدة. الشخص الذي لديه تعامل مع عدد كبير من اﻷشخاص وخاض تجارب عدة تكون لديه نظرة مختلفة للحياة، يكون أكثر جرأة، وأكثر تأقلم مع أي تغيير يُمكن أن يحدث له في الحياة.
توجد فكرة أخرى، وهي أن يجعل الشخص لنفسه مكتب في البيت، ليكون كمعمل للأبحاث، كساحة خلفية للحرب إن جاز التعبير، أو كعمل موازي لعمله، فإذا إنتهي عمله اﻷول تفرغ أكثر للعمل الثاني. هذا المكتب لا يستطيع شخص أن يقول له أن عمله به أنتهى.
في الختام أوصى الموظفين والطلاب أن يستفيدوا من أن وقت ومن أي إمكانات، فمادام اﻹنسان لديه الصحة والوقت فهذه نعمة كبيرة أنعمها الله عليه، يمكنه تحقيق الكثير بهذه النعمة، يُمكن للشخص أن يحقق أكثر مما يتصور في هذه الحياة، عليه فقط أن يُقنع نفسه أولاً أنه يستطيع، ثم يُقنع الناس.

المصدر:
مدونة أبو إياس