تتسابق الشركات بمختلف تخصصاتها بالحصول على مزيد من العملاء أو الزبائن، وذلك لتقديم خدمات، أو لبيع مُنتجات، أو لتنفيذ مشروعات لهم. والحصول على العملاء ومستهلكين جُدد ليس بالشيء السهل، كذلك الحفاظ عليهم ربما يكون أصعب.
تقع على عاتق مدير الشركة مهام كبيرة من أهمها هو الحفاظ على هؤلاء العملاء الذين يتم عمل مشروعات مطلوبة من قبلهم، أ و بناء منتجات لتلبية حاجاتهم. ومن أهم الطُرق للمحافظة على العملاء هو أن يقوم المدير بتمثيلهم، وذلك بأن يقوم المدير سواء كان المدير العام للشركة، مدير المشروع أو مُدير التسويق أو مُدير المنتجات، أن يُمثل دور العميل الذي يطلب المشروع، أو الخدمة، أو المُنتج. ولا بد أن يقف في صف زبائنه دائماً ليجعل محور تطوير وتوجيه المنتجات والمشروعات في صالح عملائه. الموظفون والعاملون وفريق العمل يجب أن ينظروا لهذا المدير على أنه الزبون ويسعوا للتركيز على تنفيذ متطلباته ونظرته للمشروع.
هذا التمثيل يكون سهل في بناء مشاريع لتلبية رغبة زبون ما، حيث تكون متطلباته واضحة، لكن يكون التحدي عندما يكون هذا الزبون أو العميل هو عميل إفتراضي أو تخيلي. مثلاً نفرض أن شركة عزمت على إنتاج منتج لتلبية حاجة ما، أي أن المبادرة تولدت من الشركة نفسها وليس من الزبون. عندها يكون هذا الزبون خيالي، فمثلاً قامت تلك الشركة بتطوير برنامج في شكل خدمة سحابية لتغطية جانب هي تراه مهم لنوعية معينة من المؤسسات. ففي هذه الحال لابد للمدير أن يُمثل هذا الزبون التخيلي، ويُمكن لهذا المنتج أن ينجح أو يفشل حسب الطريقة التي رأى بها هذا المدير الزبون الذي تخيله وتخيل طلباته. وهذا النوع يكون عبارة عن مغامرة كبيرة للشركات، يُمكن أن تكون نهايتها الفشل، كما شاهدنا كثير من المنتجات التي قامت لها دعاية كبيرة وأنها سوف تغيير العالم، لكن لم يستخدمها أحد، وذلك بسبب أن الزبون الخيالي والزبون الحقيقي كانا مختلفين، ولم يتطابقا.
كتحدي آخر للمدير هو وجود أكثر من عميل يطلب نفس المُنتج، وكل واحد منهما له نظرته الخاصة وطلباته المتفردة، ففي هذه الحال يكون العبيء أكبر على هذا المُدير في أن يوفق بين طلباتهم، مثلاً يقوم بإضافة كل الميزات التي طلبها عملائه في نفس المُنتج على أن لا تؤثر تلك اﻹضافات على العميل الذي لم يطلبها. وعليه أحياناً أن يُضحي بعميل له طلبات تضر بالمنتج وليست منطقية حتى لا تجره إلى طريق مسدود وحتى لا يُصبح المنتج مشوه مليء بالأشياء غير المتناسقة وغير معلوم الهوية.

المصدر:
مدونة أبو إياس