من اﻷشياء التي تحدث كثيراً في العمل هي أن يُخطيء الموظف، أو المدير أو العامل في عمل ما، ثم يتم إكتشاف هذا الخطأ، ثم يتم إستكشاف أبعاده، ثم البحث عن المسؤول عنه، ثم البحث عن من يستطيع حل هذه المشكلة التي نتجت عن الخطأ، في النهاية يتم طلب تقرير عن الذي حصل، ثم اﻹعتذار للمتضررين.
كيفية التعامل مع اﻷخطاء وإسكتشافها، وحل المشاكل وكتابة التقارير عنها تكشف المعدن الحقيقي للأشخاص، سواءً كانو موظفين أو مدراء، وهي نُقطة يُمكن الحكم فيها على مهنية ونزاهة هذا الشخص، هل سوف يتحمل خطأه، هل سوف يعترف به، أم يحاول تلفيقه إلى غيره، أم يُسارع في حل المشكلة بغض النظر عن مسببها. وفي النهاية كيف يكتب تقرير وكيف يعتذر. كل هذا يمكن أن يكون تقييم حقيقي للأشخاص. وفي رأيي التعامل بطريقة بارعة في تصحيح اﻷخطاء وكتابة إعتذار لائق وتقرير وافي، هذا يُماثل النجاح في عمل ما، ويرفع قدر الشخص عند زملائه، ومدرائه وحتى عملائه.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع، هو أن احد البرامج التي أعمل عليها تم اكتشاف خطأ فيها بسبب بيانات قُمنا بإدخالها أثناء التجارب ونسينا حذفها، وتسببت في إصدار تقارير غير صحيحة. قمت بفضل الله بحل المشكلة في هذا الوقت المتأخر من الليل، لكن تبقى عليّ الجزء الصعب، وهو أن أكتب تقرير مصغر عن المشكلة وإعتذار، فهذا هو أصعب جزء. الزبون الذي اتعامل معه سوف يحكم علي وعلى النظام الذي هو قيد التطوير اﻵن من خلال قراءته للرسالة التي سوف أرسها له كتقرير عن المشكلة.

المصدر:
مدونة أبو إياس