ان ابحاث العمليات هى اساسا تطبيق الاسلوب العملي لتحليل المشاكل ، الا ان ناحية التحديد تكمن في الكتمان وترتيب اسلوب التحليل على الشكل الذي يسعى الى تحقيقه خبراء ابحاث العمليات وقد أبرز هؤلاء الخبراء اهمية تحديد المشكلة والغايات ،وكذلك جمع المعلومات وتقييمها بعناية ،وتجربة النظريات المستخلصة من الحقائق التي تؤثر على جوهر المشكلة،وتقرير العلاقة بين هذه الحقائق واستحداث تنبؤات مبنية على هذه النظريات وتجربتها،وعلى استحداث مقاييس يمكن استخدامها لقياس وتقييم فعالية طريقة تؤدي الى تحقيق الغايات ،وهكذا فإن الطرق الاساسية لابحاث العمليات يمكن تخليصها فيما يلي :

- ابراز الاهداف لمسألة ما واستحداث مقاييس لتقرير ما اذا كان احد الحلول يؤدي الى بلوغ الهدف ، ومثال ذلك ؛ اذا كان الهدف هو الربح فإن مقياس الفعالية يجوز ان يكون معدل الربح بالنسبة للاستثمار، ولذلك فإن كل حل مقترح سوف يرتب العوامل المختلفة بشكل تكون معه النتيجة النهائية قابلة للقياس على هذا الاساس .

- محاولة اخذ جميع العوامل التي تؤثر على المشكلة ، او على الاقل تلك العوامل التي تبدو انها مهمة لحل المشكلة بعين الاعتبار .

- التأكيد على التعبير المنطقي عن المشكلة،ويجوز ان تكون هذه بسيطة او معقدة ، فمثلاً ان القاعدة المحاسبية التي تنص على ان " رأس المال يساوي الاصول ناقصاً الحسومات" هى نموذج منطقى لاناه تمثل فكرة، وبناء عليه فإنها ترمز العلاقة بين العوامل المختلفة التي تتضمنها هذه الفكرة.

- محاولة تقييم أبعاد المشكلة على اساس كمي بقدر الامكان، اذ ان المعلومات الرقمية هى الوحيدة الممكن ادخالها في دراسة المشكلة بشكل يسمح بالتوصيل الى نتيجة محددة لها قيمة في التنبؤ بأحداث المستقبل .

- محاولة استكمال المعلومات الرقمية في حدود حسابية واحصائية لاحتمالات وضع ما وبناء عليه حصر معامل الخطأ في الحساب إلى ادنى حد ممكن .

وربما كانت المساهمة الرئيسية والوسيلة الاساسية لابحاث العمليات هى من بين كل هذه الطرق ، بناء النماذج النظرية واستعمالها في سبيل اتخاذ القرارات .
وهناك انواع عديدة من النماذج النظرية ، بعضها يظهر العلاقات المنطقية فقط وبعضها حسابي بمعنى انها تظهر العلاقات الكمية بين عوامل التغيير .

وتكون النماذج وصفية اذا كانت مرسومة بشكل يصف حقائق المشكلة والعلاقة بينها فحسب ، ولكن النماذج المفيدة للتخطيط التجاري هى نماذج تخطيطية تكون مرسومة بشكل يؤدي الى اختيار طريقة العمل المناسبة من بين الاحتمالات المختلفة .

ولكي نستطيع بناء نموذج تخطيطي يجب ان نعبر بطريقة ما عن الاهداف المنشودة ، وان نظهر العلاقة بين العوامل والابعاد التي تؤثر على المشكلة ، ثم نعبر عن ذلك بطريقة حسابية كي يمكن تقرير العلاقة بين العوامل المؤثرة على الغايات .

وهنالك عادة عدد كبير من الابعاد في أية مشكلة ادارية اعتيادية ، وتكون هذه الابعاد في بعض المشاكل كثيرة وبعض العلاقات بينهما معقدة بشكل يتحدى أية طريقة حسابية .