اذا كان المدير قد مر بتجربة سابقة مماثلة للمشروع قيد في محاولاته القادمة .
وتحظى الخبرة بإهتمام يفوق اهميتها في اتخاذ القرارات في محيط الاعمال ، فمن الطبيعي ان يفكر المدير بأن ما قام به من أعمال ،وما ارتكبه من اخطاء يمهدان له سبيلاً غير شائك للمستقبل ،دون ان يدرك ذلك الاتجاه .

وتتزايد اهمية ذلك بتزايد مسؤوليات المدير في المؤسسة ، ان اعتبار الخبرة، إلى حد ما احسن المعلمين له ما يبرره .

فكون المدير قد تسلم منصب الادارة لهو اكبر دليل على قراراته المتزنة ، وعلاوة على ذلك ،فليس هناك ادنى شك في ان عملية اتخاذ القرارات ، ورؤية البرامج تنجح او تفشل وعملية محاسبة النفس التي تدور بذهن المدير الناجح تجتمع كلها ومن خلالها يمكن الحكم على سير الامور الى حد ما .

فإذا كان النجاح حليف احد البرامج في الماضي ، واذا كانت كل العوامل الاساسية موجودة في المشكلة القائمة ، فإنه من الطبيعي جداً ان نتوقع ان يعيد التاريخ نفسه ، واذا كانت هناك اخطاء في الماضي ، وتدوركت وحللت اسبابها ، فإن تلك الاخطاء لن ترتكب من قبل المدير نفسه مرة أخرى .

ولكن هناك العديد من المديرين الذين لم يستفيدوا من اخطائهم الماضية ، وبذلك لن يكتسبوا القدرة على التمييز الصحيح التي تطلبها مشاكل العمل الحديثة .

بل ان هناك خطراً من اعتبار الخبرة الشخصية مرشداً صالحاً لاجراءات المستقبل ، فأولاً ؛ ليس في مقدور الانسان العادي ان يدرك اسباب الحقيقة لخطأه او فشله ، والأمر الثاني ؛ والأكثر اهمية هو احتمال ان تكون المشاكل الحاضرة مختلفة عن مشاكل الماضي ، وبذلك يصبح من غير المناسب تطبيق دروس الماضي على الحاضر .

فكم من المديرين الجدد الذين لمسوا خلال محاولتهم استخلاص الدروس من خبرة سلفهم ،ان تلك الدروس لا تطبق في الحالات التي يواجهون ، ان من الاخطاء الشائعة تعلم الدروس الكثيرة من الخبرة ،ومدير عام احد الاقسام ، او رئيس احدى الشركات مثلاً ،يشعر بإستمرار ان السبيل التي سلكها في الماضي هى الطريق الصحيح .

فإذا كانت كذلك – وقد تكون دون شك بالنظر الى النجاح الظاهر – فهو يعتمد على حجته القوية في تكرار النجاح ، فوجه الصعوبة هو كون الماضي تمهيداً للمستقبل وعلى المخطط ان يكون حذراً فلا يستغل خبرته الا في الحالات التي تكون فيها قابلة للتطبيق حقاً ، وهذا يحكم على القرارات الحكيمة من خلال احداث المستقبل ، واما الخبرة والحقائق فللتاريخ والماضي .

ومن الناحية الثانية ، اذا حللت الخبرة بدقة بدلاً من ان يؤخذ بها دون وعي، فإنها تصبح عنصراً هاماً في عملية اتخاذ القرارات ،فالمشروع الناجح ، والشركة قامت الإدارة الجيدة والبرامج الناجحة والدعاية الطيبة للمنتجات ،يمكن الاستفادة منها كمثل لاي مشروع آخر .

ومما لا يمكن تجاهله ان في استطاعة المدير تعلم الكثير من خبرة اي مدير آخر ، سواء كان من الشركة نفسها او من خارجها .

وكما ان العالم لا يتردد في تركيز ابحاثه على ابحاث العلماء الآخرين ، ويكون من الغباء تكرارها ،فإن المدير يفيد من استغلال خبرة الآخرين .

ومن الضروري اظهار الخبرة لمديري الاعمال ، فهناك الكثير من المجامع التجارية والوكالات الحكومية والنوادي الاجتماعية المختلفة التي تسهل تلك المهمة .

فالدروس التي تجني من تتبع سير رجال الاعمال كما وردت في كتب الراصدين وكتاب الابحاث الاقتصادية ، تشكل عنصراً قيماً في تفكير المدير وقراراته وقد اسدت حتى في حقل الادارة ، خدمات متزايدة لمديري الاعمال ، الذين يتعلمون الكثير من مقارنة الملاحظات والتعليمات التي تتولى عرضها الجمعية الامريكية للادارة ، وجمعية تقدم الادارة وجمعيات عديدة اخرى .

ومهما تكن قيمة معرفة خبرة المديرين الاخرين فإنه يظل من واجب المدير الواعي ان يعرف كيف يستغل تلك الخبرة ، وكذلك خبرته الشخصية ، فبعض الشركات الصغيرة حاولت تطبيق أنظمة شركة جنرال موتورز ،ولكنها سرعان ما اكتشفت ان تلك الاجراءات ، على الرغم من انها كانت ناجحة تمام النجاح لدى تلك الشركة الكبرى ، الا انها ستكون باهظة التكاليف لو هى طبقت في شركة تختلف امكانيتها تماماً