عرف التخطيط على انه عملية اختيار من بين عدد من الاهداف والسياسات والاجراءات والمناهج ، وهكذا يصبح التخطيط اتخاذ قرارات – اي اختيار اتجاه العمل ، وليس هناك مجال لاتخاذ القرارات ما لم يكن هنالك حلول ممكنة .
والعكس هو الصحيح ايضاً فيصعب ان يتخذ قرار ما دون ان يكون هناك تخطيط ، اذ انه من المحتم ان تؤثر القرارات على مجرى الاحداث في المستقبل.
فلا غرابة اذن في ان يعتبر المديرون مهمة اتخاذ القرارات عملهم الرئيسي ، ولكن غالبا ما يصعب ادراك حقيقة كون القرارات تشتمل على التخطيط ، على الرغم من انها تتخذ احياناً بتسرع في ظروف طارئة دون تفكير كاف ، او انها تؤثر في حدث معين لدقائق معدودة .

ان اعتبار عملية اتخاذ القرارات شاملة لمراحل الادارة كافة ان هو الا تأكيد على كلية وجود التخطيط والتداخل الحتمي بين مهمات الإدارة .
وبالأصح تكون القرارات قد اتخذت عندما يختار مديرو شركة او قسم ما اهدافهم الاساسية ، ويرسمون السياسة ،ويختارون الاستراتيجية بنفس الثقة التي يتخذون بها الاجراءات ، ويتفقون على تنفيذ مشروع ما ، او يحضرون الميزانية .
فإنه ليس من الضروري ان يتعمق في التفكير بمجرى حدث ما ، او ان تطول مدة تطبيقه حتى يكون هنالك خطة ، وعلاوة على ذلك فإن اي قرار سواء كان مصدره مجلس الادارة او الرئيس ، او مدير الانتاج ، او مراقب العمل ، يشمل في حد ذاته مرحلة حيوية ، الا وهى اختيار منهج للعمل .

في الحقيقة ان احد مباديء التخطيط الرئيسية ويمكن ان يدعي مبدأ البدائل هو وجود بديل لكل اجراء ، والتخطيط يتضمن اختيار الاجراء الانسب لبلوغ الاهداف .
وقد قلنا من قبل ان عملية الاختيار يجب ان تتم على ضوء الاهداف التي يراد بلوغها ، اذ ان اي قرار يجب ان يساعد على بلوغ تلك الاهداف ، وان يتخذ حسب حقائق يفترض وجودها سلفاً ،ومناهج وخطط اخرى .

فعالم التخطيط يتضمن الاهداف المراد بلوغها ، والخطط المعدة لها ، وتقدير النتائج قبل بلوغها بالنسبة للشركة نفسها ، وبالنسبة لما يتعدى نطاق الشركة ، ونادراً ما يستطيع شخص بمفرده ان يقدر نتائج احد الاجراءات ، اذ ان ذلك الاجراء يجب ان يتمشى والخطط الاخرى للشركة ، او ان تعدل الخطط الاخرى لتتشمى والاجراء الجديد المتخذ .