عادة ما يختار الناس العمل مع الذين يروقونهم؛ فالأفراد يميلون غالباً إلى من يقدّرهم ويحترمهم. وقد قرأت اقتباساً ذات مرة لكاتب عبقري يقول: "سينسى الناس ما قلته وما فعلته، إلا أنهم لن ينسوا أبداً كيف أثّرت على مشاعرهم".


إن أهم وسيلة توصلك إلى النجاح في حياتك هي أن تقدر الآخرين؛ لأنك حين تفعل ذلك مع من حولك، ستتطور علاقاتك لتصبح أكثر متانة وسيزداد عدد أصدقائك وستتحسن حياتك المهنية، لتصير أكثر سعادة على نحو عام. لكن، كيف يمكنك تقدير الآخرين من حولك؟


إن أقوى الكلمات تأثيراً في أي لغة هي: "شكراً"؛ فهذه الكلمة تعبّر عن مدى تقديرك وامتنانك للآخرين، ومن شأنها تغيير مزاج الفرد الذي تشكره إيجاباً. وحين تقول: شكراً، يمكنك أن تكسب أصدقاء جدد وتكسب محبة الجميع. وعلى النقيض من ذلك، فإن عدم شكر الآخرين يُشعرهم بأنك لا تقدّر ما يقدمونه لك، مما يؤثر على علاقاتك معهم.


إن الجميع يتفقون على أهمية قول كلمة "شكراً"، لكن لنتحدث عن بعض النصائح والإرشادات حول استخدام هذه الكلمة؛ إذ يجب أن يكون هناك سبب للشكر على أقل تقدير. كما أنك حين تأخذ دقيقة من وقتك لتفسير سبب امتنانك، فإنك تشعر الشخص الآخر بالتقدير، وفي الوقت نفسه أنت تعلّمه أهمية التصرف الصحيح الذي قام به ليلتزم به في المستقبل. على سبيل المثال: قد يقول المدير للموظف الذي أحسن أداء المهمة الموكلة إليه: "شكراً على الاهتمام الذي أوليته لأدق التفاصيل في هذا المشروع. أرى أنك بذلت جهداً إضافياً لإتمامه بإتقان، وأنا أقدّر ذلك حقاً". سيغادر ذلك الموظف شاعراً بالرضا والتقدير، كما أنه سيحرص على بذل المزيد من الجهد مستقبلاً.


إن توجيه الشكر لأحد ما دون سابق إنذار وبشكل غير متوقع، من شأنه أن يترك أثراً عظيماً عليه؛ فقد لا يكون هذا الشخص قد فعل أي شيء إيجابي في تلك اللحظة، ولكن يمكنك شكره على صفة يتميز بها، كأن تقول: "أشكرك لأنك مثال يحتذى به في النزاهة". إن قيامك بهذه البادرة يترك أثراً إيجابياً وعظيماً في نفس هذا الشخص.


كما أن إحدى أهم الوسائل المستخدمة لتقدير الآخرين، هي بتوجيه الشكر إلى أحدهم برسالة مكتوبة. ومن خلال سنوات خبرتي كلها، بوصفي مديراً تنفيذياً، كنت أحرص على إيجاد الوقت دائماً لتوجيه الشكر للموظفين، عن طريق إرسال ملاحظة لهم بذلك. كما أني احتفظت أيضاً بكل ملاحظات الشكر التي أرسلها لي موظفون أو عملاء خلال تلك السنوات؛ فالرسالة المكتوبة تحمل معنى عميقاً وتقديراً كبيراً للشخص الآخر دائماً.


وفي المؤسسة التي كنت أعمل فيها سابقاً، كانت تصلنا سنوياً آلاف نماذج رسائل الشكر المعنونة بشعار الشركة، ليتمكن الموظفون من الكتابة عليها وإرسالها لعملائنا وفيما بينهم. هذه اللفتة البسيطة خلقت قيمة لا تقدّر بالمال؛ فقد ساعدتنا على توطيد العلاقات فيما بيننا وبين عملائنا.


إن هناك المئات من الفرص أمامنا لتوجيه الشكر للآخرين يومياً؛ إذ يمكننا ببساطة أن نشكر الباعة والعاملين في محطات الوقود وموظفي المطاعم، وكل من يقدمون لنا الخدمات يومياً، وكل من يستحق سماع هذه الكلمة. كما أنه ليس هنالك أي شيء يمكن أن نخسره إذا شكرنا هؤلاء، بل على العكس ستصبح حياتنا أسهل وأفضل.