البيئة التجارية العامة المحيطة بالمؤسسة

يتبين مما تقدم ان المؤسسة يجب ان تدرس اثر البيئة التجارية العامة بالنسبة لمشاكلها وخططها ، وهذه خطوة مهمة وصعبة .

ولكن اغلب المديرين مطلعون على علاقة مؤسساتهم بالصناعة التي يتعاملون بها ، فإذا امكنهم تقجير اتجاه الصناعة يكونون قد قطعوا شوطاً كبيرا في تقدير مستقبل مؤسساتهم ، والمشكلة الصعبة هى في اكتشاف أثر البيئة العامة على الصناعة التي تعمل بها مؤسساتهم .
اذا اجريت دراسات صحيحة على علاقات الصناعة بالدخل القومي ، واسبوع العمل ، والسكان ، وعوامل اخرى في البيئة التجارية العامة ، امكن للمخطط ترجمة التطور الصناعي الى تغييرات في طبيعة الاقتصاد القومي ، فمثلاً ؛ نجد ان الطلب على نقل البضائع له علاقة كبيرة بالانتاج القومي بينما الطلب على نقل الركاب له علاقة بالدخل القومي .

ولكن مدير السكك الحديدية في عام 1920 الذي لم يحسب السيارات او الذي لم يحسب حساب الطيارات في عام 1940 ، كان لاشك مخطئاً في تقديراته بالرغم من التقديرات الدقيقة للدخل القومي او الانتاج القومي .

ولهذا السبب فإن الاتجاهات داخل الصناعة الواحدة المهمة ، وهذا ينطبق على المخترعات الفنية الجديدة والسلع الجديدة والتغييرات في اذواق المستهلكين .

وان دراسة اتجاهات الصناعة وتحليل العوامل المختلفة واستعمال الوسائل العلمية ، قد ساعدت في حصر تقديرات مستقبل الصناعة بوجه عام والشركة المعنية بالأمر بصورة خاصة .

وليس هناك قواعد لهذا الموضوع سوى التحليل العلمي والدراسة الدقيقة ، ويجب ان لا ننسى ابداً ان عملية التنبؤ الاداري ليست علماً رياضياً وكلما أطلنا فترة التقدير زادت نسبة الخطأ في تقديراتنا ولكن المخطط الناجح هو الذي يتفهم امكانية الخطأ في تقديراته ويعمل على أخذ الاحتياطات اللازمة خلال وضعه للخطة كي يمكن تفادي الخسائر الكبيرة في حالة ظهور عوامل لم تكن في الحسبان .