ان الحاجة للتنبؤ الصادق واضحة في الدور الرئيسي الذي يلعبه التنبؤ في التخطيط الإداري ، الا ان للتنبؤ قيمة أخرى بالإضافة إلىقيمته في التخطيط .

ففي المقام الأول ؛ يضطر التنبؤ المديرين إلى التفكير في المستقبل ، واتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهته ،ثم ان عملية التنبؤ قد تكشف نواحي ينقصها الضبط والمراقبة .

فمثلاً ؛ جاء في تقرير قدمه رئيس احدى الشركات إلى معاونيه الاساسين ما يلي :
" ان الارباح المتناقضة التي تظهر في تقرير التنبؤات الموجودة امامنا غير مشجعة ،ولكن اعتقد بأن أي تقدير لفترة زمنية تتجاوز السنة قد اظهر ارباحاً تقل عن تلك التي كنا قادرين علي تحصيلها نتيجة لجهودنا المتضافرة ، وهذه الصورة لا يجب ان تنقص من عزيمتنا ولكن يجب ان تكون حافزاً لزيادة الجهود في سبيل تحسين الاوضاع "

والتنبؤ ؛ لاسيما عندما يشترك فيه جميع المسؤولين في المؤسسة ، يساعد على توحيد وتنسيق الخطط ويركز الاهتمام بالمستقبل ولذا فإنه ، يساعد على توحيد اهداف الخطط ، مما لا يمكن تحقيقه بأية طريقة أخرى .

وعلى كل ؛ وبالرغم من تأكيدنا على أهمية التنبؤ يجب ان لا ننسى ان التنبؤات عرضة لاخطاء يجوز ان تكون كبيرة في بعض الاحيان ،ولذلك فإن احدى صعوبات الادارة تكمن في كون المديرين يعتمد كثيراً على التقديرات ، وينسون الاخطاء التي لابد منها في هذه التقديرات ، كما انهم يتجاهلون فحص الاسس التي بنيت عليها ، وعما اذا كانت هذه الاسس مدعمة بحقائق سليمة تعكس خطط المؤسسة وسياستها .

ولا يمكن ان نتجاهل اهمية التقديرات التي يقوم بها مديرو المؤسسات التجارية المجربين ، واكتشف ان الرأي الصائب لاحدى مديري المؤسسات كان خير رقيب على دقة التقديرات التي كان من الموظفون الاداريون يقومون بها .

وفي بعض الاحيان بنسى الاخصائي ان يأخذ بعين الاعتبار بعض نواحي السياسة العامة للمؤسسة ، وبعض النواحي الاخرى التي تؤثر بقدر كبير على عملية التقدير .
وان صفة بعد النظر التي يتحلى بها بعض المديرين هى موهبة نادرة ، الا ان كثيرا من المديرين المجربين قد اكتسبوها من تجاربهم وتعودهم على بعد النظر ، وهذه الموهبة ؛ اذا ما توفرت تكون احسن مؤهل لوضع المخطط .