مبادئ هامة
في هذا المقال نشير إلى مبادئ هامة وأساسية في عملية التأسيس، وهي:

الاستماع
إن الموظفين خاصة والناس عمومًا يرغبون وبشدة أن يستمع إليهم الآخرون، وهؤلاء الموظفون حينما يفسح لهم المدير المجال كي يتحدثوا ويستمع هو إليهم، فإنهم سوف يخبرونه بأشياء كثيرة تعد مهمة بالنسبة له، والأهم أنهم سيحدثونه عن أفضل الوسائل التي تحفزهم وتشعل رغبتهم في العمل والإنجاز، ومن ثم يستفيد المدير ويتجه إلى الوسائل الفعالة التي تحفز موظفيه فيهيئ لهم البيئة المحفزة، هكذا يمكنك أن تحفز موظفيك عندما ـ فقط ـ تتيح القليل من الوقت للاستماع لهم .. فأصغ إليهم باهتمام.

التحفيز المادي
إن الكثير من الناس يطلبون المال كوسيلة لتحفيزهم، (فإذا قمت بسؤال مجموعة من العاملين الساخطين عن الشيء الذي يمكن أن يجعلهم سعداء، فإن المال بكل تأكيد سوف يكون على رأس القائمة، ولكن بالرغم من هذا فإنه إذا ما قمت بمنحهم زيادة في الراتب بمقدار 10% فإنه يوجد احتمال كبير أنهم سوف يستمرون في الشعور بالسخط.
لماذا؟ لأن المال لا يمثل كل العوامل التي يمكنها تحفيزهم على العمل أو ربما كان العامل الرئيسي فقط، فالمال يعد من أسهل عوامل التحفيز من حيث القدرة على تقديره والتعبير عنه) [قوة التحفيز، د. إبراهيم الفقي، ص(7)].

الشخص المناسب في المكان المناسب
إن من أهم الأشياء ونحن نتخذ من الوسائل ما يعيننا على تحفيز الآخرين، أن نتأكد من أن الشخص المناسب في المكان المناسب، إنه التأكد من إسناد المهمة المناسبة للشخص المناسب القادر على أدائها، فمن المهم أن يتأكد المدير من أن المرؤسين قد تدربوا جيدًا على المهمة بقدر كافي وأن كل الإمدادات التي يحتاجونها في أداء مهمتهم قد تم توفيرها لهم، وبالإضافة إلى ذلك نتأكد من أننا قد غرسنا بداخلهم الثقة الكافية حتى يؤمنوا بقدرتهم على أداء المهمة، ويعلموا تمامًا أننا واثقون في قدراتهم.

التعامل الصحيح
(نحن جميعًا على دراية بالقاعدة الذهبية التي تقول: (قم بمعاملة الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها)، فلقد نشأت هذه المقولة معنا منذ حداثتنا سواء في عالمنا الدنيوي، أو من خلال أفكارنا الدينية، وتلك العبارة تحمل إحدى الحقائق التي إذا تم تطبيقها، فإنها من الممكن أن تجعل الحياة أفضل بالنسبة لنا جميعًا.

ولقد تم اختبار هذه القاعدة الذهبية أيضًا ووضعها في العديد من الأشكال والنماذج التي تحتوي على وجهات نظر مريرة تصيب بالاشمئزاز، فإن القاعدة الذهبية المالية (أن الذين يملكون المال، هم القادرون على سن القوانين)، تلخص وجهة نظر منتشرة إلى حد كبير في مجتمعنا، كما أن القاعدة الذهبية للأشخاص المتشائمين (تعامل مع الآخرين قبل أن يقوموا بالتعامل معك)، غالبًا ما يتم ترديدها في عالم الشراء والبيع.

ولكن في سبيلنا إلى تحفيز الآخرين، فإن القاعدة الذهبية للإدارة (عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك)، هي التي تملي علينا، فهب أنك تقوم بتجميع كل الخيوط التي سبق وأن تحدثنا عنها، وتقوم بغزلها معًا في نسيج متماسك، فإن مهمتنا كمدراء هي أن نقوم بالاستماع إلى الآخرين، وملاحظة الأشخاص الذين نقوم بإدارتهم حتى نعرف كيف يرغبون في أن يتم معاملتهم)