قد تقرأ عن كون ريادة الأعمال شيء أفضل من الوظيفة، أو عن قصة شخص أصبح رائد أعمال ناجح بعد ان تحرر من قيود الوظيفة و”العبودية” والمسميات السلبية الأخرى، أو عن تصوير البعض لروّاد الأعمال وكأنهم أفضل من الموظفين، ولكن كل هذا -برأيي الشخصي- ليس صحيحاً.
أولاً، بلا شك نحتاج دائماً الى رواد الأعمال والموظفين على حد سواء. روّاد الاعمال يخلقون الفرص والوظائف، والموظفين يشغلونها. هذا لا يعني ان الموظفين اقل قدراً من روّاد الأعمال، بل هم يؤدّون دوراً مختلفاً فقط.
ثانياً، هناك حالات معيّنة تجعل استمرارك في الوظيفة أفضل من توجهك لريادة الأعمال، منها:
اذا كنت تفتقر الى الخبرة العملية. من الصعب ان تنجح كقائد في مشروعك الخاص ان لم تنجح كتابع. في احيان كثيرة تحتاج الى الوظيفه لتتعوّد على الالتزام، ومعرفة ما يحتاجه الموظفين من مديرهم عادة، والطرق الأفضل للتعامل مع الموظفين، وكيفية العمل ضمن فريق، واكتساب مهارات معيّنة اخرى قد لا تستطيع الحصول عليها الا في وظيفه.
اذا كنت لا تستطيع ممارسة العمل الذي تريد خارج نطاق الوظيفة. قد ترغب في العمل في شركة اتصالات كبيرة مثلاً، أو ضمن فريق انتاج عالي المستوى قد لا تجده الا في احد المحطات التلفزيونية، أو في شركة عالمية تؤمن شخصياً باهمية منتجاتها. تجارب بهذا الحجم قد لا تستطيع الحصول عليها عن طريق تأسيس مشروع خاص بك.
اذا كنت ترغب في ممارسة عملك فقط. أي – على سبيل المثال – تكون مبرمجاً في احد الشركات، ولا تريد ان تبدأ شركتك الخاصة لانك قد تضطر حينها الى تطوير مهارتك في التسويق والتفاوض… و و و الخ مما يتطلبه العمل. حينها قد يكون من الأفضل لك الاستمرار في وظيفتك وتطوير مهارتك التي تستمتع بها، والتوسّع بشكل أكبر بها.
اذا كنت ممن لا يستطيعون ادارة اموالهم بكفاءة، ويصرفون الراتب قبل نهاية الشهر بدون اي ادّخار. في هذه الحالة ستكون لديك مشكلة كبيرة يجب عليك حلها أولاً قبل ان تستقل مادياً، او استمر في الاعتماد على الراتب الذي سيحميك (الى حد ما) من نفسك.
اذا كنت مرتبطاً بديون او اقساط مرتفعة شهرياً.
اذا انطبق عليك أياً مما سبق، فانصحك شخصياً ان تبحث عن الوظيفة التي تناسبك وتناسب شخصيتك وطموحاتك، ودعك ممن يدّعي ان ريادة الاعمال هي الطريق الأفضل.
ولكن ماذا لو كان لديك مشروعاً جانبياً وترغب في التفرّغ وتوجيه كامل طاقتك له؟ فما هو الوقت المناسب لترك الوظيفة؟