شركتك أو مؤسستك التي تديرها بحاجة إلى الكثير من المبدعين و الموهوبين ، نعم إنها في أمس حاجة إلى فرق تطوير المنتجات لا يمل من الإبداع و إلى فريق تسويق لديه الحس و الفكر الغير الطبيعي لتسويق خدماتك و ما تقدمه ، و بعبارة أفضل في كل قسم و بكل مكان من مكاتب و أقسام مؤسستك أنت بحاجة إلى شخص مبدع في عمله ، شخص موهوب قادر على تقديم الأفضل .
هذا واحد من أسرار الشركات العالمية الأكثر انتشارا اليوم ، سواء كوكاكولا أو جوجل و أبل و صف من العلامات التجارية التي أبهرتنا بإبداعاتها و إنجازاتها ، فيما الشركات الفاشلة تفتقد لهؤلاء الأفراد كونها غير مستعدة لتحديد ميزانيات جيدة من أجل تحديد رواتب مغرية أو لأسباب أخرى تتعلق بكونها لا توفر الظروف الملائمة لنشأة العاملين الموهوبين في البيئة الخاصة بها .
الأخطر أن هناك شركات تنافس اليوم تعاني من رحيل الموهوبين عنها ، بل و إبتعادهم عنها ما يهدد مستوى الإبداع لديها و يجعل منتجاتها مملة للمستهلكين و متأخرة في المميزات و الخصائص التي تقدمها عن الشركات الإبداعية.
و في حالة كنت تملك شركة أو مؤسسة فمن المؤكد جدا لنا أنك ستخشى من حدوث ذلك بالنسبة لك ، لهذا ندعوك لقراءة بقية هذه المقالات من أجل التعرف على أسباب هذه المشكلة و تفادي وجودها بمؤسستك .
1- قيود العمل و الروتين الممل
هل تريد أن تقتل الإبداع في الموظفين ؟ إفرض عليهم أسلوب عمل يومي و حدد لهم المهام بدقة ، بل و اجعلهم محاطين بالقيود و التحديات الإدارية التي تمنعهم من الإبداع و التقدم ، حينها ستقتل الإبداع لديهم و ستكون غايتهم طيلة الوقت إنهاء العمل و الإنصراف إلى المنزل حيث المكان الأفضل من المكتب بالنسبة لهم بسبب القيود المفروضة عليهم .
الطبيعي في الشركات الإبداعية هو أن كل فرد يعرف فعلا مهامه ، لكن الأبواب مفتوحة أمامه للتعلم و تطوير نهارته ممن هم أفضل منه ، و هو قادر على المشاركة في الإبداع مع أقسام و مكاتب أخرى ، بل و له الحق في الإبتكار و طرح أفكاره و إتاحة الفرصة له من أجل توطينها
2- غياب الأخوة و التواصل بالشركة
أغلبية البشر إجتماعيين في طبيعتهم و القليل من الناس من هم إنطوائيين ، لذا فغياب التواصل داخل الشركة و تركيز الجميع طيلة الوقت على العمل دون أن يكون هناك حديثا بين مجموعات من الموظفين أو بين فردين حول القضايا التي تخص الشركة هو أمر فعلا يخيب أمال الموهوبين و يقتل الأخوة و يهدد العلاقات مع جعل التوثر الشعود السائد لدى العاملين هناك ، و السؤال الذي يطرح نفسه : متى كان التوتر دافعا للإبداع و تقديم الأفضل ؟ أعتقد أنه لم و لن يقف وراء الموهوبين بل سيطردهم من الشركة .
3- غياب التحفيزات المادية
عليك أن تعرف تماما أن الموهوب أو المبدع يحب عمله و يبدع فيه و يمكنه فعلا أن يعمل أي شيء لتقديم الأفضل ، فهو يملك روحا نشيطة و قدرة أكبر على الصمود ، يقدر الظروف و يعتبر الشركة شركته ، سيبدع و سيخرج لك بنتائج أفضل ، سيصبر منك لعدة أشهر و أنت تعطيه راتبه دون زيادة مشجعة و هو الذي في غالب الأحيان يبذل جهذا مضاعفا ، لكن في الأخير سيقرر ترك شركتك لتضع مكانه شخص سيرضى براتب مستقر لكنه لن يعمل بنفس الكفاءة أبدا .
نصيحتي لك هو أنه في حالة لاحظت أن واحدا من موظفيك يبدع و يسعى لتتقدم شركتك و يخرج لك بنتائج جيدة، كل ما عليك هو أن تقدره ماديا و تؤكد له على الإستمرار من أجل المزيد من الزيادات و تأكد أن ما سيقدمه لك لن يكون إعتياديا أبدا .
4- غياب التحفيزات المعنوية
قد تكون التحفيزات المادية مجدية لجذب الموهوبين و الحفاظ عليهم أيضا ، لكن هذا لا يعفيك من تقديم التحفيزات المعنوية لموظفيك ، بما فيها الترقيات و الشهادات التقديرية و الإفتخار بهم و إعداد برنامج للتكريم الشهري أو السنوي تبرز فيها أسماء هؤلاء خصوصا و أنهم بذلوا جهودا كبيرة مقنعة لفعل ذلك .
خلاصة المقال :
المبدعين و الموهوبين هم العملة المهمة لك في شركتك صراحة و المطلوب منك ضمانها و الإستثمار فيها و توفير جميع الظروف الراقية لها لتستمر في الإبداع و تقديم حلول ناجعة لكل المشاكل التي تواجهها الفئة التي تستهذفها من الناس
و في حالة توفر تلك الأسباب بشركتك أنصحك أن تبدأ من الأن بتغيير الوضع قبل فوات الأوان و حينها سيكون من الصعب جدا تعويض ما فات.