من الأساليب المعروفة للتغلب على العديد من التحديات في مجال العمل إعداد الفرق؛ إذ يمكننا من خلالها إنتاج العديد من الحلول المبتكرة للعديد من المشكلات المعقدة لتمكين المؤسسات من أن تكون أسرع في إنجاز مهامها، وأكثر تجاوبًا وتنافسًا ونجاحًا. إلا أن هذه الحلول وبالتالي النتائج التي نحصل عليها ليست مضمونة لأنه ليس من السهل على فرق العمل أن تؤدي عملها بكفاءة عالية؛ وبالتالي قد يكون ثمن فشل الفريق باهظًا. وعليه فإن إحدى أولى الخطوات التي يجب اتخاذها لزيادة فاعلية الفريق هي الانتباه إلى كيفية تشكيله. ولمنع العديد من المشكلات التي قد تحدق بالفريق أثناء تشكيله يجب البدء باتجاه واضح وتأمين دعم تنظيمي واختيار أفراد الفريق المناسبين، وتصميم الفريق وتمكينه، وتطوير علاقات أساسية ومراقبة العوامل الخارجية.

وحتى إن شكلت فريقًا متبعًا هذه الإرشادات، فلن يكون الأداء الرائع أمرًا محتومًا. إن بداية فريق العمل المتناغمة والمخطط لها تخطيطًا جيدًا كفيلة بجعل الفريق يسير قدمًا نحو النجاح. ومنذ البداية يجب على أفراد الفريق أن يعلموا ما هي مهمتهم، وكيف يقاس النجاح، وكيف سيعملون معًا. فهم يحتاجون منذ البداية إلى أن يشعروا بأن فرصة العمل ضمن الفريق تشكل حافزًا لهم، وأن يثقوا بحصولهم على الموارد والدعم اللازم للنجاح، وأن يكون شعورهم جيدًا تجاه الناس الذين سوف يعتمدون عليهم في تحقيق مهمة الفريق.


تشكيل الفريق الناجح:

إن العمل الأساسي لفريق انطلق لتوه هو أن يصبح فريقًا، أي يجعل مجموعة من الناس المتباينين، الذين لم تجمعهم رابطة من قبل بأساليبهم وتجاربهم ومهاراتهم المتنوعة يقبلون التحدي. فالأعمال التي تقوم بها بوصفك قائدًا للفريق قبل أول اجتماع للفريق وأثناءه وبعده ستساعد فريقك على تحقيق تلك الخطوة المهمة، وسيعرف أفراد الفريق لماذا اجتمعوا معًا لتشكيل الفريق، وسيتعرفون على بعضهم، ويبدؤون بالوثوق ببعضهم، ويتعلمون العمل معًا خارج وعبر حدودهم وقنواتهم المعتادة. سيبدؤون العمل في بنود تبين كيفية تفاعلهم مع بعضهم لتحقيق هدفهم المشترك. وعبر هذه العملية ستقود فريقك ليحقق هدفه ويسير في الاتجاه المرسوم له، موضحًا أدوار أعضاء الفريق ومسؤولياتهم ومحددا الإجراءات ومرسيا العلاقات بينهم.


واتضح أن هناك أربع مجموعات من الأنشطة تبين الاختلاف بين الانطلاقة الناجحة والانطلاقة غير الناجحة:
- تحديد الهدف والاتجاه.
- التعريف بالأدوار والمسؤوليات.
- تصميم الإجراءات والتطبيقات.

• إرساء التعاون والعلاقات.
•تحديد الهدف والاتجاه.. ما الذي نحن بصدد إنجازه؟
من الأسباب الرئيسة لمشكلات الفريق وإخفاقاته النقص في وضوح هدف الفريق، وغالبًا ما يتوقف النجاح في تحديد الهدف واتجاه الفريق على عدة عوامل:
• فهم مهمة الفريق.
• تعريف عوامل النجاح الحاسمة.
• إيجاد أهداف الفريق وامتلاكها.
• التواصل مع أهداف الفريق وفهمها.
• العمل اعتمادًا على الأهداف.
• التعريف بالأدوار والمسؤوليات.. من يقوم بماذا في الفريق؟

إن الخلط في أدوار الأفراد ومسؤولياتهم هو أحد العوامل الأساسية التي تقود إلى جعل أداء الفريق دون التوقعات، أو ما هو أسوأ، وهو فشله عمومًا. ولتؤدي الفرق عملها بفاعلية، يجب أن يوافق كل عضو في الفريق على أدوار الأفراد فيه ومسؤولياتهم، كما يجب أن يفهم كل عضو في الفريق وعلى نحو واضح ما هو متوقع من بقية الأعضاء. لأن الأدوار والمسؤوليات الواضحة تحد من الاختلافات وتعزز الأداء.

ويجب أن يتم ذلك من خلال عقد اجتماع أولي لأعضاء الفريق لتقديمهم لبعضهم وتعرفهم على عملهم... ومن أهم العناصر الأساسية التي يجب أن يوجه الاجتماع اهتمامه إليها:

أولا: يجب أن يحلل أعضاء الفريق العمل الذي طلب منهم القيام به.
ثانيًا: يجب أن يحدد أعضاء الفريق المسؤوليات المشتركة بينهم ومسؤوليات كل فرد.
ثالثًا: يجب أن يفهم أعضاء الفريق على من يعتمد كل عضو في الفريق لينجز عمله.
رابعًا: يجب أن يعرف أعضاء الفريق من الذي يملك السلطة لاتخاذ القرارات: هل هو الفريق بأكمله؟ أم قائد الفريق؟ أم الأفراد؟

•تصميم الإجراءات والتطبيقات:
يستخدم الفريق الفاعل كلا من العمليات والإرشادات التي اتفق عليها بانسجام لإنجاح العمل، واتخاذ القرارات التي تتعلق بالنوعية وحل المشكلات وإدارة الاجتماعات.
ولكي يعمل أعضاء الفريق عملا جيدا أثناء مسعاهم لتحقيق هدف فريقهم، يجب عليهم أن يكونوا على دراية بعدة عوامل، وأن يتفقوا عليها وأن يتدبروا أمرها وهي:

• كيف تتخذ القرارات.
• كيفية التعامل مع التواصل.
• كيفية عقد الاجتماع.
• فهم معايير الفريق والموافقة عليها.
•إرساء التعاون والعلاقات.. كيف نعمل معًا وكيف نعمل مع الآخرين خارج الفريق؟

يعتمد العنصر الرابع للانطلاق الفاعل للفريق انطلاقًا كبيرًا على العناصر الثلاثة الأخرى. وينشأ كل من التعاون والعلاقات عندما يعرف أعضاء الفريق ما المتوقع منهم، وعندما يتبعون التوجيهات التي اشتركوا بالاتفاق عليها وهي تساعدهم على العمل معًا. فمن الصعب على أعضاء الفريق أن يقوموا بالعمل قيامًا جيدًا عندما ينشأ بينهم سوء تفاهم أو عدم اتفاق، فيما يتعلق بهدف الفريق وتوجهه أو أدوار الأعضاء ومسؤولياتهم أو الإجراءات والتطبيقات، ووضوح الأدوار والمسؤوليات والاتفاق على العمليات والاجراءات.

وللبدء بإرساء التعاون بين أعضاء الفريق وبقية فرق المؤسسة الأخرى يجب الانتباه لهذه العوامل:

• تأسيس الشعور بالألفة.
• التغلب على الاختلافات.
• مراجعة العلاقات الخارجية والإشراف عليها.
• مناقشة العلاقة بين أعضاء الفريق وقائده.

وختامًا ليصل فريقك إلى أهدافه، يجب أن يعرف كل عضو فيه مهمة الفريق، ويدرك معنى النجاح، ويكون على استعداد للعمل مع بقية أعضاء الفريق لتحقيق الهدف المشترك. فتأسيس هدف للفريق واتجاهه أثناء تشكيله هو العامل الأول والأهم ليكون الفريق فاعلا. إن اختلف أعضاء الفريق على سبب اجتماعهم معًا وما يحاولون تحقيقه، فستنشأ المشكلات حتمًا لتؤثر تأثيرًا سلبيًا على أداء الفريق.
إن وضع هدف للفريق واتجاهه يمنحه فهما مقبولا لأدوار الأعضاء ومسؤولياتهم. وعندما تنشأ هذه الأمور المهمة أثناء تشكل الفريق، يستطيع أعضاء الفريق عندها معرفة أهمية سبب التوقع بأن يقوموا هم والآخرون بمهام محددة. يمكنهم أن يروا كيف أن عمل ما هو متوقع يسهم في تحقيق هدف أو أهداف الفريق وما إن يمتلك أعضاء الفريق فهما واضحا لما يفترض القيام به، حتى تساعدهم الإجراءات والتطبيقات على القيام بأفضل طريقة معا للتعاون على تنسيق نشاطاتهم.

وكونك قائد الفريق فأنت في موقع يؤهلك للتأثير فيه إذا أدرك فريقك إمكاناته وقدراته الكامنة. ويحتاج أعضاء الفريق لأن يشعروا بأن الفرصة تلهمهم، ولأن يثقوا بأنهم سيحصلون على الموارد والدعم اللازمين للنجاح. إنهم بحاجة لامتلاك مشاعر إيجابية عن الأشخاص الذين سيعتمدون عليهم في المستقبل لإنجاز مهمة الفريق. إن الانطلاقة القوية للفريق توجد اتجاهًا واضحًا، وتحديًا ملهمًا، وروحًا تعاونية تمكّن فريقك من تحقيق كل إمكاناته.