للمنظمات ثقافة تنظيميه شامله وأخرى فرعيه cub-culture في المجالات والأنشطة التي تعمل بها، وتعكس هذه الثقافات نظام القيم التنظيمية الذي يمثل مجموعة المفاهيم التي يحاول المديرون توصيلها لأعضاء المنظمة من اجل توفير القيم الأساسية التي تحكم توجهات المنظمة. ويمكن غرس هذه القيم التنظيمية من خلال توضيح رسمي لكيفية قيام المنظمة بإيجاد قيمه مضافة. وقد ينعكس ذلك في الاستراتيجيات، والعرض، والمهمة، من اجل ترشيد السلوك التنظيمي أثناء عملية البحث عن الفرص وحل المشكلات، مما يؤدى إلى أثار ايجابية أو سلبية (Simons، 1995)
وقد تعرف الثقافة التنظيمية، بأنها مجموعة القيم والمعتقدات وأنماط السلوك التي تشكل هوية المنظمة في الاتجاهات والقيم والنمط الإدارى وسلوكيات حل المشكلات التي يتبناها أعضاء المنظمة (وشوشه، 1999،ص330).
وتختلف الثقافة التنظيمية عن المناخ التنظيمي، الذي يعبر عن مقاييس لمدى تحقيق توقعات الأفراد المتعلقة بما يجب أن يتم عمله في المنظمة، وتساعد تلك المقاييس في تحديد أسباب انخفاض الدوافع. والرضا، لدى الأفراد،بينما تعكس الثقافة التنظيمية نمط المعتقدات، والتوقعات، التي يشترك فيها أعضاء المنظمة. وتؤدى هذه المعتقدات، والتوقعات، إلى إيجاد عادات تؤثر بقوه في تحديد سلوك الأفراد، والجماعات في المنظمة، وهكذا فبينما يقيس المناخ التنظيمي مدى تلبية هذه التوقعات، فإن الثقافة التنظيمية تختص بطبيعة هذه التوقعات. ومن ناحية أخرى يقيس المناخ التنظيمي مدى التوازن، والاتساق، بين الثقافة السائدة، والقيم الذاتية للموظفين، فإذا قام الموظفون بتبني قيم الثقافة السائدة في المنظمة، فذلك يدل على وجود المناخ التنظيمي (Daniel،denson، 1996).
وعلى كل، ففي منظمات الإعمال، توجد عدة ثقافات، أولها الثقافة التنظيمية الشاملة، والتي تعبر عن مدى تعريف المنظمة، وقيمها، وعاداتها، وتقاليدها، وجذورها التاريخية، ودرجة تقبلها للمخاطر، ومدى اهتمامها بالفرد والجماعة، ونمط اتخاذ القرارات بها، ودرجه توجهها الجماعي في مواجهة مشكلاتها واتخاذ قراراتها، وإظهار ردود أفعالها تجاه مواقف معينه، وتحقيق أهدافها، وثانيها الثقافة الفرعية، والتي تعبر عن ثقافة مميزه لنشاط، أو جزء معين من المنظمة، ثم الثقافة الإدارية، والتي تعبر عن نمط تصرف الإدارة، وأخيرا فالثقافة القومية العامة، والتي تعكس الثقافة القومية السائدة في المنظمة.
ومن ثم نلاحظ أن ثقافة المنظمة - تمثل احتياجات البيئة الخارجية، ومدى تأثيرها على استراتيجيه المنظمة. وعندما تحدث المواكبة بينهما، يستطيع الموظفون المختصون أن يخلقوا منظمة ذات أداء عال وجودة مرتفعه تستطيع أن تقف في وجه المنافسة، وتتغلب عليها وعند مقارنه 18 شركة اعتمدت على النجاح طويل الأجل، مع 18 شركة مشابهة لم تحقق نجاحا في هذا المجال، ورد في (1997)، daft أن كلا من (jams c. collin and jerry)، قد لاحظا أن العنصر الأساسى والمؤثر في الشركات الناجحة هو الثقافة التي يشترك إفرادها في رؤية قويه تمكنهم فطريا من معرفة الصالح لشركاتهم، كما كل منهما إلى العادات الناجحة للشركات وكيف استطاعت منظمات مثل:
(Helwet- Packard،Walt Disney، and procterhg، procter & gamble)
أن تحقق نجاحا كبيرا في أتكيف مع العالم المتغير وذلك دون فقد الصلة بالقيم الأساسية التي توجه المنظمة. وهناك بعض المنظمات التي تحتفظ بمجموعة من القيم الخاصة بها مكتوبة وذلك حتى تصل إلى الجيل الجديد من الموظفين.
وبشأن مفهوم الثقافة التنظيمية تعددت المفاهيم لاختلاف وجهة تناولها من باحث لأخر. فمثلا يرى (Sechein،1992)الثقافة التنظيمية أنها مجموعة من الافتراضات الأساسية التي يكتشفها ويطورها مجموعة أفراد في جماعة ما من خلال تعلمهم كيفية التعامل مع مشاكل التكيف مع البيئة الخارجية ومشاكل التكامل الداخلية ويعتبر هذا التعريف أكثر انتشارا حيث يتضمن مكونات الثقافة التنظيمية ويفترض مفهوم التعامل مع المشاكل التي تواجه المنظمة: المشاكل الداخلية بالتكامل بين الأفراد والمشاكل الخارجية عن طريق التكيف مع البيئة كما يظهر البعد الزمني للثقافة ومكوناتها.
كما يرى (572.P،1998) Robbins أن ثقافة المنظمة تشكل نظاما من المعاني المشتركة والتي يشترك فيها مجموعة من الأفراد وتميز المنظمة عن غيرها من المنظمات. ويتكون هذا النظام من مجموعة من الخصائص التي تقدرها المنظمة. وقد حدد هذا المفهوم تلك المعاني في مجموعة الخصائص التي تكون ذات قيمة للمنظمة وهو يضع القيم والافتراضات الأساسية تحت مسمى المعاني المشتركة كما يحدد سبعة خصائص تمثل الأبعاد الأساسية لهذه الثقافة. وأن المنظمة هي التي تقدر هذه الخصائص ولكل منها درجات متفاوتة في وجودها وأهميتها بالنسبة للمنظمة. وبالتالي فإن الاختلاف في درجة وجود كل خاصية داخل كل منظمة تجعل ثقافتها مختلفة ومتميزة عن غيرها من الثقافات.
وعن (2000)،AI-khalifa & aspinwall فقد عرف الثقافة على أنها مجموعة من المفاهيم المشتركة للكيفية التي يفكر ويتصرف بها العاملون. وقد أوضح هذا التعريف أن هذه المفاهيم تتأثر وتؤثر في العديد من الجوانب والقضايا داخل وخارج المنظمة بما في ذلك الهيكلة وتوقعات الأدوار وصفات الوظيفة ومن الذي يقوم بصنع القرار في مختلف المواقف.
كما أوضح أيضا كيفية التفكير والتصرف حيال الموظفين المساعدين والمراقبين والمعايير والممارسات الصناعية. وذكر أن هذه المفاهيم تتأثر بالظروف المادية مثل تصميم المكتب وطريقة عرض الرسائل والملفات.
وأخيرا فقد عرفها (282،P،2001) Kreitner على أنها مجموعة المعتقدات والقيم والطقوس والقصص والأساطير واللغة المشتركة (الثابتة)والتي من شانها خلق شعور اجتماعي بين أعضاء المنظمة وهذا التعريف يوضح أنه رغم أن هذه الثقافة تقوم أساسا على مجموعة من العوامل غير المرئية والمسلم بها إلا أنها تملك تأثيراً كبيرا على السلوك.
مما سبق يلاحظ أنه على الرغم من عدم وجود اتفاق على تعريف محدد لثقافة المنظمة إلا أن هناك بعضا من أوجه الاتفاق وهى:
§ أن الثقافة التنظيمية جوهرها مجموعة الافتراضات الأساسية والقيم والمعايير والسلوك واللغة المشتركة.
§ أنها ترتبط بالجماعة في المنظمة فلا تكون الثقافة في فرد ولكن لابد من وجود جماعة تربطها ثقافة ما.
§ أنها مشتركه، فالأساس في الثقافة أن تكون مشتركة بين أغلب أفراد المنظمة- أنها تميز المنظمة عن غيرها من المنظمات فهى تمثل شخصيته المنظمة الميزة.
§ أنها ظاهرة اجتماعية النشأة، وترتبط بالتفاعل بين أعضاء المنظمة من جانب،والبيئة المحيطة بها من جانب أخر، أي أنها انعكاس لثقافة المجتمع.
§ أنها مكتسبة، فهي ترتبط بعملية التكيف الاجتماعي.
§ أنها متشابكة، فكل أجزائها ترتبط بقوة، بالأجزاء الأخرى.
§ أنها ظاهرة ترتبط بالزمان، فالثقافة لا تخلق، أو توجد في لحظة، بل تتكون على مدار من الفترات الزمنية حيث أنها تراكمية.
ولذلك فإن استقرار المنظمة، وهو الأساس لتكوين الثقافة التنظيمية، حيث يتم في فترات الاستقرار - تكوين الافتراضات، والقيم الأساسية. وقد تحدث تغييرات في ثقافة المنظمة نتيجة للتغيرات البيئية الجوهرية، أو نتيجة اللازمات التي تمر بها المنظمة، أو لحدوث تغيرات جوهريه فيها، وغلبا ما تبدأ هذه التغيرات فى المظاهر العلنية لكونها أكثر مستويات الثقافة التنظيمية قابليه للتغيير، ثم تنتقل بعد ذلك إلى المستويات التالية للثقافة، وتأخذ عملية التغيير هذه، فترات زمنيه متفاوتة (585.obbins،1998،p.).
وأخيرا، يمكن استخلاص مفهوم متكامل لثقافة المنظمة مؤداه " أنه نظام ذو معنى مشترك، يقيمه أعضاء التنظيم بهدف تمييز منظمتهم عن غيرها. وهذا النظام نسيجه مجموعة من القيم، والمعتقدات، والرموز، والمعايير، والسلوك، واللغة المشتركة، والتعلم، والمعرفة، ومدى تمييز درجه الاحتكاك بالبيئة المحيطة، وله مجموعة من الخصائص، تنظر إليها المنظمة بعين الاعتبار، وتقيمها من إن الأخر، لتندمج مع متغيرات البيئة الخارجية.