يقول د. جمال الدين محمد المرسي: ( يمكن النظر إلى مفهوم المسار الوظيفي من عدة زوايا، فقد ينظر إليه على أنه مجموعة الوظائف المتتالية التي يشغلها الفرد على امتداد عمره الوظيفي، والتي تتأثر باتجاهاته وطموحاته وآماله ومشاعره، وقد ينظر إلى المسار المهني من منظور الحركة داخل التنظيم، كما قد ينظر إلى المسار المهني أو الوظيفي باعتباره سمة مميزة للموظف، حيث يتكون مسار كل موظف من عدة وظائف ومراكز إدارية وخبرات متنوعة.
ويقول د. أحمد ماهر: ( إن تخطيط وتنمية المسار الوظيفي يهم المنظمة، بنفس القدر الذي يهم كل فرد على حدة، وكلاهما يهتم في سعيه وسلوكه إلى تحقيق التوافق بين الفرد والوظيفة، ويزداد الاهتمام من كل منهما، إلى الدرجة التي يمكن القول إن هناك مدخلًا فرديًا لتخطيط وتنمية المسار الوظيفي، ومدخلًا تنظيميًا لتخطيط وتنمية المسار الوظيفي )،
وانطلاقًا من هذا فإن تعريف المسار الوظيفي هو: نموذج الخبرات المرتبطة بالعمل والذي يمتد عبر حياة الفرد،# ‬وتشمل الخبرات الوظيفية كل المراكز الوظيفية وخبرات العمل ونوعيات المهام،# ‬وهناك بعض الباحثين الذين أضافوا السلوك والاتجاهات المرتبطة بالعمل#‬ ، وهو أيضا الطريق الذي يتكون من سلسلة من الوظائف المتجانسة في نفس المستويات أو في مستويات إدارية متعددة، المتاح لجميع الأفراد السير عليه من لحظة دخولهم إلى المنظمة وحتى خروجهم منها، المحدد بقوانين ومعايير واضحة وهادفة إلى تحقيق التكامل بين متطلبات الوظائف وحاجات الأفراد المادية والمعنوية, لذلك من الضروري بالنسبة للمديرين أن يتفهموا عملية تطوير المسار الوظيفي والاختلافات في احتياجات واهتمامات العاملين في كل مرحلة من المراحل، حتى تتحقق لجهودهم الفعالية ).
ويعتبر المسار الوظيفي#) ‬Career Path#)‬# ‬من المواضيع الإدارية الحديثة التي# ‬طرقها الباحثون،# ‬وتشير أدبيات الإدارة إلى أن الدراسات في# ‬هذا الموضوع نادرة،# ‬فلم# ‬يحظ بالاهتمام الكافي# ‬إلا متأخراً،# ‬مقارنة مع باقي# ‬المواضيع الإدارية والسلوكية والتي# ‬أصبحت متخصصة وذات فروع أيضاً،# ‬وذلك على رغم# ‬وجود المسارات الوظيفية في# ‬الواقع العملي# ‬منذ أن عرف الإنسان الأعمال في# ‬مختلف المجالات#. ‬وتؤكد الدراسات أن تخطيط المسار الوظيفي يهم المؤسسة بالقدر نفسه الذي يهم كل موظف على حدة، وكلاهما يهتم في سعيه وسلوكياته بتحقيق التوفيق بين الفرد والوظيفة، ويزداد الاهتمام لدى كل منهما حتى يمكن القول ان هناك مدخلاً فردياً ومدخلاً تنظيمياً لتخطيط وتطوير المسار الوظيفي.
المسار الوظيفي# ‬هو المسلك الذي# ‬يوضح مجموعة الوظائف المتتابعة التي# ‬يتدرج فيها الفرد أو# ‬ينتقل إليها خلال عمره الوظيفي# ‬في# ‬المؤسسة،# ‬وذلك إما عمودياً# ‬عبر المستويات التنظيمية من قاعدة الهيكل التنظيمي# ‬حتى قمته وتسمى هذه الحركة بالترقية،# ‬أو أفقياً# ‬فتسمى بالنقل الوظيفي# ‬الأفقي،# ‬فالتوجه المعاصر في# ‬رسم المسارات الوظيفية لم# ‬يعد# ‬يقتصر على عدد الوظائف الرأسية التي# ‬ينتقل إليها الفرد عن طريق الترقية عبر الهيكل التنظيمي،# ‬ولم# ‬يعد مفضلا الشخص الذي# ‬يحصر نفسه في# ‬مجال تخصص واحد وينتقل ضمنه من وظيفة أدنى لوظيفة أعلى فقط،# ‬فالمطلوب الآن شغل الفرد لوظائف متعددة ومتنوعة رأسياً# ‬وأفقياً،# ‬فهذا التنوع# ‬يكسبه مهارات متعددة ومختلفة،# ‬فتنوع الخبرة هي# ‬السمة الأساسية المطلوبة في# ‬الموظفين في# ‬الوقت الحاضر.
ويمكن النظر إلى مفهوم المسار الوظيفي من عدة زوايا؛ فقد ينظر إليه على أنه مجموعة الوظائف المتتالية التي يشغلها الفرد على امتداد عمره الوظيفي؛ والتي تتأثر باتجاهاته وطموحاته وقدراته ومشاعره وقد ينظر إليه على أنه سمة مميزة للموظف والوظيفة والمؤسسة؛وهو نموذج للخبرات المرتبطة بالعمل والممتدة عبر حياة الإنسان المهنية.
ولتحقيق الفاعلية التنظيمية لمؤسسة ما ينبغي وجود برنامج لتخطيط وتطوير المسارات الوظيفية للموظفين؛ ولعل من ايجابيات هذا البرنامج أنه يعمل على:
- تحقيق أهداف الأفراد والمؤسسة من حيث النمو والرضا الوظيفي وتحقيق الإنتاجية والربح.
- التقليل من تقادم خبرات ومهارات الموظفين؛ فبقاء الموظف في مكانه دون تدريب أو تدوير أو نقل أو ترقي يقلل من دافعيته للإنجاز؛ويحرم المؤسسة من فرص استثمار مواردها البشرية.
- تقليل التكاليف على المؤسسة التي تتبع منهج المسار الوظيفي من خلال استثمار الكفاءات البشرية في الأماكن التي تتناسب مع مؤهلاتها وخبراتها ومهاراتها؛وتحقيق التطور في مختلف النشاطات والمجالات ذات الصلة بالفرد والوظيفة والمؤسسة.
- تحسين صورة المؤسسة في البيئة الداخلية والخارجية من خلال ممارساتها العملية مع موظفيها بالاهتمام بحاضرهم ومستقبلهم الوظيفي، وبذلك تكون عنصراً جاذباً لاهتمامات المجتمع.

وهنا قد يتبادر سؤال مفاده: من يقوم بتخطيط وتصميم وتنفيذ برنامج المسار الوظيفي في منظمات الأعمال أي مسؤولية من ؟، ويمكن القول: أن هناك عدة أطراف يؤدي كل منها مهمة معينة، وتبدأ من الفرد نفسه عندما يحدد آماله وتطلعاته المستقبلية، ويحدد الطريق الذي سيسلكه لتحقيق أهدافه، ثم عرض مواصفات الوظيفة ومسارها ضمن الهيكل التنظيمي للمؤسسة، ووضوح اللوائح والإجراءات التنفيذية، وتحديد الوحدة الإدارية المسئولة عن بناء قاعدة المعلومات وتحديثها بصورة مستمرة، وتحديد مسارات القطاعات في نطاق المؤسسة وفق خطة زمنية محددة، ثم مراقبة أية اختلالات في التطبيق مع استمرار الدعم من القيادة العليا للمؤسسة. أي أن عملية تخطيط المسار الوظيفي هي مسؤولية الفرد والمنظمة معا مسؤولية تكاملية وتوافقية.

ومن الأهمية تعريف الموظفين بخطط التطوير الوظيفي والمؤسسي، وتحديد المسارات المهنية المتاحة للتقدم والترقي في الحاضر والمستقبل القريب، بحيث يدرك الموظف مسبقاً الميزات المهنية والمالية والمعنوية التي ستعود عليه، ومدى اتفاقها مع اتجاهاته وقدراته، وتهيئة فكره وحياته نحو المستقبل لتحقيق التطور الإنتاجي والإبداعي.