إدارة الوقت بحكمة أكبر


ادارة الوقت بحكمة اكبر

هناك الكثير من الأشياء التي قد تسرق وقتك دون أن تشعر، كقراءة البريد الإلكتروني، أو مشاهدة برامج معينة، أو البحث عن أوراق معينة، أو كتب خاصة بك، أو المكالمات الهاتفية غير الضرورية، وإدخال بعض النظام على هذه الأشياء قد يوفر الكثير من الوقت، فمثلاً لا تقرأ البريد الخاص بك كلّ يوم، بل عين وقتاً محدداً لقراءته والبحث عبر الإنترنت، اكتب جدولاً خاصاً بك بالبرامج التي تريد متابعتها، ورتب أوراقك وكتبك بشكل منظم، عند انشغالك بعمل مهم لا تجب على هاتفك النقال، ومع الوقت سيعرف المتصلون الوقت المناسب للاتصال بك، كما أن الرسائل الهاتفية تعتبر بديلاً جيداً وتوفيراً للوقت.
*أجل إدارة الوقت بشكل أكثر حكمة إليك بعض الخطوات:
- راقب حياتك، وتعرف إلى الكيفية التي تصرف بها وقتك، تعامل مع الوقت بحرص، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر/ 29-30).
- تمتع بكل عمل تقوم به، وهذا يكون عندما تتضح عندك أهمية العمل لحياتك في الدنيا والآخرة، ويكون هذا العمل سبيلاً لتحقيق أهدافك التي خططت لها بالشكل الصحيح.
- انظر إلى أعمالك بتفاؤل وبنظرة مشرقة، واحتفل بكل نجاح تحققه، فمثلاً إذا بدأت بأداء الصلاة كافئ نفسك على هذا، وإذا أقبلت على الناس وبدأت تتعامل معهم بشكل أكثر وداً كافئ نفسك، والمكافأة قد تأخذ أشكالاً عدة حسب ما تحب كزيارة صديق تعزه أو شراء كتاب ينمي هواياتك أو أداة مكتبية لمكتب وغيرها الكثير.
- لا تضيع وقتاً كبيراً في التأسف على أخطائك واستفد من تلك الأخطاء وتب إلى الله، وتابع حياتك الجديدة بسرعة.
- اكتب كلّ ما تود فعله حتى البسيط منه، وابدأ في استخدام نظام الجداول في حياتك، وضع وقتاً محدداً لكل عمل تريد إنجازه.
- ابدأ بتنفيذ الجزء الصعب من المهمة التي خططت لها، فمثلاً إذا نويت صدقة فأعدّ المبلغ الذي تريد إخراجه وضعه في مظروف، وستأتي مصارف إخراجه لاحقاً وبسهولة.
- راقب نفسك جيداً ولا تدعها تضيع عليك الوقت في هذه الفترة، وإذا انخرطت في عمل تشعر أنه يضيع وقتك اخرج منه بسرعة وانظر إلى أهدافك وجداولك وتقدم إلى الأمام.
*تبديل اللاعبين:
أما الخطوة الأخرى التي تستطيع القيام بها هي تبديل اللاعبين.. أخرج التسويف والتأجيل من ملعب حياتك، وأنزل بدلاً منها الهمة العالية، وهذا يمكن أدائه عن طريق:
- تذكر شعورك الجيد عندما قمت بعمل ما في السابق دون أن تؤجله، وانقل هذا الشعور لكل عمل تحب أن تقوم به، فهذا من شأنه أن يحفزك للمضي قدماً.
- إذا كان سبب تأجيلك للقيام بعمل ما هو أنك تبحث عن من يقوم به عنك، فاعلم أن هناك أعمالاً لا يستطيع أحد غيرك أن يقوم بها؛ لأن نتيجة هذه الأعمال تخصك أنت.
- ضع وقتاً للبداية ووقتاً للنهاية لكل عمل تحب أن تنجزه، فهذا من شأنه أن يلزمك بأدائه.
- اعلم أن أعمارنا محدودة وكلّ يوم تغيب شمسه لن يعود ولن يعوض فقوِّ عزيمتك، وحاول أن تستفيد من وقتك لأقصى حد.
- هناك الكثير من اللاعبين الذين يجب عليك استبدالهم قبل فوات الأوان، فأخرج الكسل والغفلة والجهل إلى خارج الملعب واستبدلهم بالمعرفة والنشاط واليقظة وتعلم ما هو مفيد لك.
*استخدام العنف:
- كم مرة استخدمت اللين مع نفسك وخفت أن ترهقها، وأضعت على نفسك الكثير من الأعمال التي تدر عليك الربح والثواب الكثير؟
لا تستعجل بالإجابة وتنفي الحدث، بل فكر به بشكل مفصل دون التحيز لتلك النفس.
وبعد التفكير تأكد أنك ستحتاج إلى نفسك اللوامة في الكثير من الأمور، تلك النفس التي ستحقق معك بعد كلّ عمل خير قمت به ولماذا قمت به؟ هل تقصد منه وجه الله تعالى أم تقصد به سبباً آخر دنيوياً؟
تلك النفس التي ستسألك وتعنفك عندما تخطئ وتطلب منك التوبة السريعة وتصحيح الخطأ وتقديم عمل الخير وهي التي تلتزم بأمر رسول الله، حيث قال (ص): "اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
ومن عظم تلك النفس قال الله تعالى: (لا أقْسِمُ بِيَوْمِ القِيامَةِ * وَلا اُقْسِمُ بِالنّفْسِ اللّوّامَةِ) (القيامة/ 1-2).
*التفكير الإبداعي:
وهذا مجاله واسع جداً فأنت تستطيع التفكر بعدد لا محدود من الأعمال التي تستطيع أن تلزم نفسك بها للقيام بالطاعات أو تستخدمها للدعوة إلى الله، سواء كانت أفكاراً بسيطة أو أكثر تعقيداً، تستخدم ما وهبك الله من علم وآله للقيام بها ولكن كن دائماً في دائرة الشرع والدّين، وترفق بنفسك وبالآخرين، وكن أنت في ذاتك رمزاً للدعوة إلى الله بأخلاقك وهيئتك وتصرفاتك وبشاشتك.

منقول