تكمن أول خطوة في حل النزاعات في الإعتراف بوجوده (وأحيانًا بضرورة وجوده)، فإن عدم الإعتراف يؤجل الصراع ولا يلغيه، ودور القائد هنا هو في البحث عن الأسباب الحقيقية للنزاع، هل هي أسباب متعلقة بجوهر المهمة الموكلة، أم أنها ترجع لأسباب شخصية ونفسية؟ إن الكثير من النزاعات التي تحدث في المؤسسات، لا تتعلق إلا بشكل هامشي بجوهر القضايا أو المهام، بل تتعلق أكثر بإنعدام التآلف النفسي وأسبابا أخرى شخصية. وفي حال الصراع ينبغي أن يستمع القائد إلى كل الأطراف، وينبغي على أعضاء الفريق أن يسمحوا لبعضهم البعض بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم، فقد يختلف الناس في تعريف المشكلة، وقد يتفقون في ذلك، ولكن قد تكون لديهم وجهات نظر مختلفة، وربما تتوافق وجهات نظرهم، لكن قد يختلفون في تحديد الحلول المناسبة لتلك المشاكل. فمن الضروري عند حل النزاعات، التي تنشأ بين أعضاء فريق العمل، أن يعمل القائد على التوصل إلى حل جماعي، ليس بالضرورة إجماعًا، ولكن بالضرورة يأتي بعد الاستماع لكل وجهات النظر، وتحليلها وإعطائها القدر المناسب من الأهمية.
يبقى أن نشير إلى أنه في فرق العمل الشديدة الإنسجام، قد يحرص القائد بنفسه على إثارة الصراع عبر إستثارة أعضاء فريق العمل بأفكار جريئة ـ وربما غير ملائمة ـ، ولكنها تبعث الحياة في الأفكار، وتحفز الأعضاء نحو مزيد من الإبتكار والتجديد.