البعض يخلط بين مفهوم التنمية البشرية ومفهوم تنمية وتطوير الموارد البشرية ويحدث الخلط لأن المفهومان يسيران في إتجاه واحد لأنهما يركزان على الإهتمام بالعنصر البشري , ففي البداية أحب أن أنوه إلى الفرق بين التنمية البشرية والموارد البشرية فالتنمية البشرية تهتم بتطوير قدرات الإنسان للنجاح في الحياة العملية وتركز على الذات والمؤثرات النفسية على الإنسان وبناء شخصية متزنه وهو مرتبط إرتباطا وثيقا بعلم النفس والعلوم الإنسانية .
أما بالنسبة للموارد البشرية هي أحد وأهم فروع إدارة الأعمال واعتبرها علماء الإدارة من أهم موارد العملية الإنتاجية وأحد وظائف المشروع بمنظمات الأعمال العصرية , والمنظمات الناجحة هي التي تقوم بتطوير وتنمية الموارد البشرية لديها لتحقيق ميزة تنافسية لها في بيئة الأعمال. ولقد اكتسب مفهوم التنمية البشرية اهتماماً خاصاً ومتزايد منذ عام 1990
ويقصد بتنمية الموارد البشرية زيادة عملية المعرفة والمهارات والقدرات للقوى العاملة القادرة على العمل في جميع المجالات، والتي يتم انتقاؤها واختيارها في ضوء ما أُجري من اختبارات مختلفة بهدف رفع مستوى كفاءتهم الإنتاجية لأقصى حد ممكن.
فالبشر هم الهدف الأساسي للتنمية البشرية ، وهم أيضاً الأداة الأساسية لتحقيق هذه التنمية . كما أن التنمية بهذا المعنى لا تعني فقط زيادة الثروة أو الدخل للمجتمع أو حتى الأفراد وإنما النهوض بأوضاعهم الثقافية والاجتماعية والصحية والتعليمية وتمكينهم سياسياً وتفعيل مشاركتهم في المجتمع وحسن توظيف طاقاتهم وقدراتهم لخدمة أنفسهم ومجتمعاتهم .
وتعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم وظائف الإدارة لتركيزها على العنصر البشري والذي يعتبر أثمن مورد لدى الإدارة والأكثر تأثيرًا في الإنتاجية على الإطلاق. إن إدارة وتنمية الموارد البشرية تعتبر ركناً أساسياً في غالبية المنظمات حيث تهدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية، وتمكين الشركات من استقطاب وتأهيل الكفاءات اللازمة والقادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية.
فالموارد البشرية يمكن أن تساهم وبقوة في تحقيق أهداف وربح للمنظمة. إن إدارة الموارد البشرية تعني باختصار الاستخدام الأمثل للعنصر البشري المتوفر والمُتوقَع. على مدى كفاءة، وقدرات، وخبرات هذا العنصر البشري وحماسه للعمل تتوقف كفاءة المنظمة ونجاحها في الوصول إلى تحقيق أهدافها. لذلك أهتم علماء الإدارة بوضع المبادئ والأسس التي تساعد على الاستفادة القصوى من كل فرد في المنظمة من خلال إدارة الموارد البشرية. هذه الأسس تبدأ من التخطيط والاختيار والتدريب والحوافز والتقييم وكل ما له صلة بالعنصر البشري.
وبالنسبة للواقع المحيط فهناك العديد من الدول العربية تتبنى منهج التنمية البشرية وتطوير الموارد البشرية لملاحقة التقدم الغربي وتحقيق النجاح الوظيفي وهناك العديد من النماذج المشرفة والتي تدعم عملية التطوير والتنمية والتغيير للأفضل والبحث عن كل ما هو جديد يساعد على دعم خطط التنمية وكثير من هذه الصور نجدها ظاهرة في الشركات المتعددة الجنسية وعابرات القارات وهي الشركات الأجنبية والتي لها فروع متعددة في العديد من الدول .
إلا إن الوضع في مصر نظرا للفساد الإداري السابق والذي كان يحطم أي نجاح جعل عملية التنمية البشرية وتطوير الموارد البشرية كلاما على ورق لم يتعدى صفحات الأبحاث العلمية وشهادات الدورات التدريبية .
وظهرت في الأونة الأخيرة العديد من المراكز التدريبية تهتم بعملية التنمية البشرية وتطوير الموارد البشرية وربط الطلاب والخريجين بسوق العمل, ولكن الشباب المهتم بمثل هذه البرامج التدريبية فوجيء بأنه يصرف على الدورة التدريبية أكثر بكثير مما سيجنيه نظرا للواقع المرير الذي نعيشه في ظل البطالة .
وأصبح معظم الشباب يتنافسون في الحصول على أكبر عدد من الشهادات حتى تمتليء صفحات الـ (C.V) وأهتموا بالكم وليس الكيف , وأصحاب المراكز التدريبية ليس لديهم الخبرة الكافية وكل شغلهم الشاغل تحصيل الأموال بدون التركيز على الهدف السامي من عملية التدريب والتطوير ومساهمتها في مسيرة التقدم على المستوى القومي .
إلا إننا نأمل في تغيير الوضع في مصر والإهتمام بالعنصر البشري والوقوف على أهميته بالنسبة للتقدم الإقتصادي فمصر في هذه المرحلة تحتاج إلى إدارة رشيدة تهتم بالموارد البشرية لتعبر بهذه الأزمة إلى بر الأمان .