اليوم بسبب المشاكل التي نواجهها أصبحت الأفكار السلبية تسيطر على أغلبنا، وتحيط بتفكيره، وتوصله لمراحل سيئة من فقدان الأمل، والضياع واليأس وعدم القدرة على التركيز، لذلك من أجل فهم الأمر جيدا لابد أن نفهم معنى التفكير الإيجابي بشكل صحيح، بالضبط ماذا يعني وهل سيؤثر علينا بشكل ملحوظ ؟


لابد أن نفهم أن التفكير الإيجابي ليس مجرد وضع أفكار جيدة في ذهنك وتحفيز نفسك طوال الوقت، لأن هذا الأمر ليس سوى غطاءا لحالك، ومع أول مشكلة ستجد نفسك تفقد هذا الغطاء وتعود لأفكارك السلبية التي ظننت أنك تغلبت عليها بشكل أسوأ مما كنت عليه، وهكذا تضر بنفسك اكثر مما تفيدها.


ولذلك يكون التفكير الإيجابي مرتبطا بالوعي بشكل أساسي وعي من ناحية الأفكار ومن ناحية الأعمال، حيث يكون مدى وعيك بأفكارك. بالإضافة إلى مدى فهمك لنتائج أعمالك

أي عمل أو فكرة لها توابع إما إيجابية أو سلبية، لذلك وجب عليك أن تعرف تماما ما هي توابع أفكارك وأعمالك، وأن تستعد دوما للأسوأ، فلنقل مثلا أنك تريد النجاح في دراستك، الفكرة الإيجابية التي لابد أن تعطي نفسك الوقت للتفكير بها ليست النجاح في الدراسة، لأن النجاح هو نتيجة، وليس فكرة، ولا فعل، الفكرة تكون بكيفية الوصول للنجاح، والعمل كذلك يكون بالدراسة والتعب، وفهم ما يستوجب عليك القيام به.


ومع كل ما تقوم به، لابد أن تحافظ على وعيك وتكون حياديا، فالبعض يظن أنه بمجرد تعبه ساعتين في الشهر سينجح، وينسى أنه ضيع مئات الساعات في الشهر دون أن يدرس فيها، فيتخيل له أنه كان إيجابيا وعمل ما بوسعه، وعندما تأتي النتيجة مخالفة لفكرته الإيجابية يفقد الأمل ويحس بالإحباط. وهذا مالا نريد الوصول إليه

لذلك التفكير الإيجابي لابد أن يكون مقرونا بعمل إيجابي ووعي حقيقي وصادق للعمل بدون مبالغة. بالإضافة إلى التحسب وتوقع الأسوأ لأن النتيجة ليست بيدك مهما فعلت فقد تحصل بعض العوائق التي تغير نتيجة أعمالك.


في النهاية أنت لك أن تتعب ولا تملك النتيجة بأن تنجح.