ان الارشاد والاشراف على المرؤوسين أساساً يشكل مشكلة في وسائل الإتصال ، ان الغرض الأساسي للتوجيه الإداري هو تعليم المرؤوسين ، ومدهم بالبيانات ، ومراجعة أعمالهم ووسائلهم في تنفيذها ،والقيام بما يؤدي إلى رفع مستوى أداءهم ، وعلى أية حال فإن المدير مقيد بالضرورة بوسائل الإتصال المتيسرة بين يديه لتبليغ معلوماته ، وحتى داخل هذه الحدود فإن إختياره للوسيلة سوف يتأثر بالشخصيات المتضمنة وبمطالب الموقف .

#أدوات بديلة للاتصال
ان طرق الاتصال البديلة والمتيسرة للمدير تتضمن نقل المعلومات شفوياً ، بالوسائل الميكانيكية ، وبالإتصال الشخصي ، او كتابياً .

ولقد قام ديموك بكتابة وصف جيد للمدير الذي يتصل على الدوام بطريق الكتابة إلى زملائه ومرؤوسيه ، ان هذه الحالة قد تبدو حالة متطرفة ولكنها تبين عدم الكفاية الخطيرة في اختيار طريقة مفردة ، وهناك استخدامات واضحة للاتصالات الكتابية في توجيه المرؤوسين ، فمن الحكمة في الغالب ان تكتب السياسات والقرارات والإجراءات والتعليمات ما دام التشاور في شأنها يحدث غالباً من جانب الأشخاص المختصين ، ومادام القيام بذلك يعاون على الإحتفاظ بفهم مشترك ، ومادام هذا العمل يؤدي إلى الحد من المنازعات القضائية وغيرها من انواع المنازعات .

ومع هذا فإن هذه الوسيلة ذات عيوب خطيرة بسبب الوقت المتطلب وبسبب الأخطار التي تنجم عن سوء الفهم وبسبب كون العبارات المكتوبة تترك مجالاً بسيطاً للخلافات في الرأي .

إن المزايا الأكثر أهمية للإتصال الشفهي هي من توفير الوقت وبلوغ أفضل لفهم سريع ، ان القيام بالمحادثات التليفزيونية وبالمحادثات الشفهية من شأنه أن يؤدي إلى هذه المزايا .

وتزيد فعالية التليفون بدرجة لا يمكن قياسها اذا كان الأشخاص المعنيون يعرفون بعضهم البعض معرفة شخصية ، ان الكثير من الأعمال اذن يمكن أن تتم لأن أطرافها قادرون على مواجهة بعضهم البعض ، ومع ذلك فإن سوء الفهم غالباً ما يحدث حتى في الإتصالات الشخصية ، وقد تكون راجعة إلى عدم عمق المعرفة الشخصية أو بسبب صعوبات علم معاني الألفاظ ، أو بسبب التردد الذي تحدثه الإختلافات في المركز الإجتماعي .

وعلى أية حال فليست هناك من طريقة أفضل لتحطيم هذه العقبات من المحادثة المباشرة ، وفي الواقع لقد صمم كثير من الأشخاص على أن البريق الذي في في العين ، لا الألفاظ التي تخرج من الشفاه ، هى التي تعكس درجة الفهم .

المصدر : كتاب مباديء الإدارة
لـ هارولد كونتز
سيريل اودوفل